|
الفايسبوك المغربي،أزمة الاحتقان الاجتماعي:الأسباب والامتدادات
محمد بنزكري
الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 00:25
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
ما يقارب الشهر والنصف على بروز بوادر ازمة الفيسبوك المغربي التي ترمي بشرارات الاحتقان المجتمعي الذي تعيشه مختلف الشرائح وعلى كافة المستويات. فقد أسست خطوة المقاطعة، التي امتدت فروعها خارج هذا الفضاء الافتراضي لتلقي بتقلها على الواقع المعاش. وتفرض على شخصيات لا تتحدث مع المواطن الا عن طريق المناسبات والمكروفونات الضخمة؛ وكأنها تتحدث عن اختراعات في المفاعل النووي..لا لشيئ سوى انها تملك الثروة والبضاعة هذين المكونين جعلا من هذه الفئة القليلة -الكثيرة تفتقد ابسط مكونات الحوار الاجتماعي الجاد، ما جعلها تسقط في تصريحات كانت تسعى بها الى ضرب فئة قليلة من الشعب المغربي وما كان لها اطلاع واسع ان المجتمع ككل معني بتصريحاتها ... إن الأزمة الحقيقية لهؤلاء انهم غير واعين بما أحدثه الفيسبوك المغربي من تركمات للفشل في هيئة الاحزاب والساهرين على مصلحة المواطن من منتخبين عن طريق تداوله لجرائمهم الواضحة بالصوت والصورة وتغيرهم لمواقفهم تماشيا مع الضرفية التي يعيشونها،مما تراكم للمواطن المغربي أن المواقف ماهي الا ادوار يتم التناوب عليها .
خلال هذه المدة ايضا يختنق الفيسبوك المغربي من خلال وضعية التعليم بالمجتمع المغربي التى اسدلت ستار ضلامها الدامس على مختلف مكونات المدرسة التعليمية المغربية والتى وقع ضحيتها كل من الاستاذ والمتعلم على حد السواء .لقد تم تقزيم دور المعلم بالمجتمع المغربي وجعل من دوره حصرا على التعليم دون التربية من خلال سياسة القوانين المتوالية والتي قلصت من دور المعلم الى جانب الاسرة في التربية ..
إن المتتبع لقضايا التعليم بالمجتمع المغربي يلحظ أن نسبة الشغب ارتفعت بشكل مهول في المدرسة المغربية، جراء سن العديد من القوانين التي تدعمها مؤسسات المجتمع المدني والتي تبنت مند فترة طويلة لمشروع الاصلاح الوطني والذي استهدفت من خلاله المظهر الخارجي وتلميع صورته،هذا المشروع المرتبط بالتأسيس لترسانة قانونية تقلص وتجرم عنف الاستاذ نحو المتعلم وتغض الطرف على العنف المضاد؛ وذلك تماشيا مع رؤية المؤسسة التعليمية في اعتبار مصلحة المتعلم هي المصلحة الفضلى .هذا الطرح اخد من مجتمعات قطعت اشواط طويلة في ابتكار اليات التأطير والمصاحبة ،وابدعت في إيجاد النظريات المساعدة على ادماج الاطفال المنحرفين وبالتالي عملت على مفهوم التربية والتأسيس لمبدأ السلام والاحترام داخل جل الاوساط العمومية بالنسبة لهذه الدول .
إلا ان حالة المغرب اكتفت بتفعيل الجانب القانوني ومحاولته الفاشلة في تسريع وتيرة تخليص المؤسسة المغربية من شبح العنف دون التأني والسعي الجاد منها للعمل على مؤسسة الأسرة، هذه الاخيرة التي غيبت من لائحة مسببات العنف .ولعل واقعة استاذ خريبكة تضع الاصبع على فشل هذه المؤسسة سواء من خلال تورط التلميذة التي حملت ايضا مفهوم العنف وتجرعته بعد ما كان متدولا ومعروفا وحكرا على التلاميذ الذكور لينتقل بهذه الحمولة لصنف الانات ما يجعل المتتبع للشأن التربوي بالمغرب يطرح اكثر من علامة استفهام حول هذا المعطى الذي تسبب عن طريق اعتبار ان الانات اقل عنفا وهن الحلقة الاضعف وبالتالي يجب التدخل لزجر الاستاذ لكونه اعتدى على انثى وليس على الذكر ولو كان الذكر لفتح تحقيق صريح حول ملابسات الحادث الا ان الموضوع متعلق بتلميذة ما يطرح العديد من الشكوك التي ستكون منصفة لها ولن تضع تلك الجهات التي توجهت لزيارتها في منزلها ادنى شك انها مظلومة وبالتالي وجب العدو الى منزلها قبل ان تتحذث الجمعيات والمنظمات الحقوقية .
ان تعاطي المؤسسة المعنية مع هذه الواقعة اضافة شحنة اخرى للفيسبوك المغربي والذي تمثله نسبة عالية من نساء ورجال التعليم ؛هذا التعاطي السلبي والذي محركه الاساس الظهور بزي رونق وجداب في الساحة الاعلامية وان المؤسسة تولي العناية الخاصة للمتعلم وانها تضع يد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بهذه الفئة هو ما افرز هذا الاحتقان.
نحن هنا من خلال هذه القراءة لا نشرعن العنف وانما دعوة منا لجمع كافة المعطيات للحكم على اي موضوع وعدم تصدير صورة ناقصة للمجتمع المغربي. فجل المجتمع المغربي يسكن الان في الفيسبوك وسرعة انتشار المعلومة لا تعدو اقل من سرعة الضغط على لوحة الحروف على الهاتف . إن واقعة استاذ خريبكة لم يتم التعاطي معها بالشكل المطلوب وهذا راجع للقرارات الارتجالية من طرف بعض الجهات التي تسعى الى البروز ولم تنتظر فقط الى ان يفرز الفيسبوك عن ما يخبئه ويمكن ان يساعد في فهم الوضع وعدم ظلم اي جهة من الجهات سواء الاستاذ او التلميذة لكن للاسف تم العدو بسرعة الريح لاخد الصور رفقة اسرة التلميذة والتسطير بسطر غليض على عنوان :نحن حاظرون
ان الارتجالية التي تتعاطى بها عدة جهات مسؤولة مع مختلف القضايا المجتمعية هي ما زادت من احتقان الفايسبوك المغربي الذي يهيئ على ما يبدو لإحتقان بالشارع وهو المعطى الوحيد التي تتجاوب معه هذه الجهات ولو كان هناك إلمام بالمتغيرات السريعة التي يعيشها العقل الجمعي المغربي لما كانت مثل هذه الاخطاء الفادحة لكن نعتقد ان هذا المعطى لن يتغير ما لم يعترف المسؤولين ان الفيسبوك لم يعد رقعة افتراضية زرقاء بقدر ما اصبح شارع كبير جدا يحوى الملايين وليس الآلاف.
#محمد_بنزكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقد المفروض،ازمة الحكومة والنقابات في قطاع التعليم
المزيد.....
-
-لن نتصرف بمفردنا-.. نتنياهو: إسرائيل ستتحرك مع أمريكا ودول
...
-
-أيديكم ملطخة بالدماء-.. بلغراد تشهد أكبر مظاهرة مناهضة لفوت
...
-
المعارضة السلوفاكية تنتقد زيارة فيتسو إلى موسكو
-
ترامب: سنطالب بإعادة قناة بنما إلى الملكية الأمريكية بأسرع و
...
-
حاجة غير طبيعية.. إعلامي مصري يعلق على استيراد ثلاجات بـ 6.5
...
-
البيت الأبيض: إيران قد تسعى لامتلاك سلاح نووي بعد تقليص قدرت
...
-
مصرع 9 أشخاص جراء تحطم طائرة خاصة في البرازيل
-
إعلام فرنسي: من المتوقع الإعلان عن الحكومة الفرنسية الجديدة
...
-
بوشيلين: الجيش الروسي أكمل تطهير بلدة أنوفكا ومدينة كوراخوفو
...
-
ترامب سينشئ منظومة دفاع صاروخي جديد في الولايات المتحدة
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|