أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين سميسم - مستجدات الانتخابات العراقية















المزيد.....

مستجدات الانتخابات العراقية


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مستجدات الانتخابات العراقية

بالرغم من عدم ظهور نتائج الائتلافات السياسية بين القوى التي تنافست في الانتخابات التشريعية العراقية فان المراقب يرى حجم التغير الذي حدث في التوجه الانتخابي ، فقد لوحظ قبل الانتخابات حجم الاستقطاب الذي ادى الى النتائج الحالية ، فقد احجمت قوى الاسلام السياسي عن لعب لعبة الطائفية التي كانت غطاءا للفساد واستخدام الطائفة بشكل مصلحي مبتذل ، واصبح البديل الطائفي غير مجدٍ ولا يدفع الناس للتصويت ولايؤدي الى استقطابهم او تخويفهم من الطائفة الاخرى وبالتالي لم تستطع الاحزاب الطائفية من تغطية الفشل الكبير الذي سببته بنهب الدولة وتخريب ادارتها والاستحواذ على املاكها . وظلت تسرق من شعارات القوى المدنية كالرغبة في بناء دولة مدنية ومحاربة الفساد .
كما لعب العامل الخارجي دورا قويا هذه المرة ادى الى استعانة الاطراف الاخرى بعامل خارجي معاكس بالاتجاه وموازن له . لقد انعكس هذا الامر على الحملة الانتخابية ونقل الخلافات الخارجية لدول الجوار الى الداخل العراقي والى الحملات الانتخابية نفسها ، وبسبب الشد بين القوى المتنافسة وتعارض المصالح الدولية اورد احد الساسيين مصطلح الحرب الاهلية في خطاباته ، وهو تهديد للاحزاب المتنافسة وللمجتمع الذي لو غير من المعادلة السياسية فان الحرب الاهلية ستقترب - حسب قوله -لا محالة .
ان من ينظر الى طبيعة المتغيرات السياسية العامة يلمس حجم التكالب الذي ابدته القوى الطائفية للعودة للسلطة بأية طريقة كانت غشا وتزويرا وشراء الاصوات والذمم والتهديد واستغلال امكانيات وموارد الدولة والمنابر الدينية .. وقد نجحوا الى حد ما لكنهم لم يستطيعوا من وقف قوى التغيير فحدث ما كان متوقعا حيث فازت سائرون باعلى الاصوات وهو اعمق واشد تغيير حدث في الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق . وقد يبدوا الامر لاول وهلة مبالغة لكن الدلائل التالية تنفيها وهي :
- حدوث تحالف انتخابي لاول مرة في تاريخ العراق بين تيار اصولي اسلامي وتيار شيوعي ، ويشير هذا الامر الى ان كلا الطرفين شعرا بحاجة الواحد منهم للاخر وضرورة الاتفاق بينهما لنشر روح الوحدة بين الفرقاء المختلفين عقائديا لتغيير المعادلة السياسية التي كتبها الفاسدون الطائفيون ، وتغليب الحاجة الدنيوية وتاجيل الخلافات العقائدية الى الاخرة ، خاصة وان هذا التحالف نضج خلال التقارب واللقاءات التي حدثت في ساحات التظاهر .
- حدث تغير مهم وهو قبول الاطراف المختلفة بعضها لبعض بدون تدخلات خارجية ، وهذا لايعني مطلقا عدم وجود خلافات ذات اساس عقائدي وقد تظهر هذه الخلافات في اي منعطف سياسي حاد . - بعد ان انتبه التيار الصدري الى اهمية التظاهرات التي كان يقودها الحزب الشيوعي بمفرده وتأكده من عقم البقاء مع الاحزاب التي تورطت بالطائفية والفساد (وكان التيار ضمن تحالفهم ) بدأ بالتخلي عن هذا النهج والتبرؤ منه ، وتخلى في النهاية عن معظم اعضاء التيار الذين شاركوا بالعملية السياسية وسحبهم من الوزارات ولم يقدمهم للانتخابات .
- تلقف التيار مصطلح حكومة التكنوقراط من ساحات التظاهر ومن خطاباتها ، وهو مطلب جماهيري تصبح فيه الحكومة ليست مغنما للاحزاب الفائزة بالانتخابات ومقاولة تربح منها تلك الاحزاب ماشاءت بل حكومة تخدم المجتمع بكل فئاته وطوائفه وقومياته ، وعزلها عن اهواء الفاسدين ومقاولي السياسة .
- تحرر التيار شيئا فشيئ من المرجعيات الدينية المرتبطة بولاية الفقيه خاصة مرجعية السيد كاظم الحائري التي افتت بحرمة انتخاب العلمانيين ، ووقف مع مرجعية النجف التي تشكوا ايضا من النفوذ الايراني الذي يريد تحجيمها . فبدى وكانه قد تقاطع مع النفوذ الايراني بمرجعياته الدينية وامتداداته السياسية ، ودشن من جهة اخرى زيارة نوعية للسعودية والاردن فاطلق عليه عليه اعداءه برجل السعودية في العراق .
- ادى وجود مليشيات مسلحة للتيار الصدري الى حماية حركة التظاهر الجماهيرية من تهديد المليشيات الاخرى وخلق توازن الرعب الذي سمح للحركة الجماهيرية رفع اقوى الشعارات (باسم الدين باكونة الحرامية ) وساهمت في فضح قوى الفساد .
- خاض الحزب الشيوعي تجربة جديدة غير مسبوقة وغريبة على قاعدته اللادينية ذات الخلفيات القومية والدينية والمذهبية المختلفة التي لم تقترب يوما من احزاب دينية ذات ماضٍ فكري وعقائدي مختلف .وكان رفض قسم من قاعدتي التنظيمين كل منهما للاخر مسألة طبيعية حدثت في الاطراف التنظيمية وفي بعض القيادات وليس في فضاء التظاهرات المشترك الذي سهل اقتراب القيادات الميدانية بعضها من بعض ، وبدأ كل طرف يسمع خطابات الطرف الاخر تحت شعار وحدة الهدف المرحلي . وهي تجربة خاضعة للنقاش وتحتاج الى قيادة مبدعة لحمايتها وتقييم فائدتها والبدء بحركة ثقافية فكرية لمناقشة الماضي والاسترشاد بالتجارب الشبابية الحديثة .
- ان تغيير اولويات التيار الصدري من التحالف مع ايران لمواجهة امريكا في العراق الى اولويات داخلية ادت الى منافسة ومواجهة داخلية مع حزب الدعوة وتيار المالكي على الخصوص لما بينهما من ثارات منذ الولاية الاولى للمالكي ، وتصاعدت الاتهامات العلنية للمالكي بتحميله مسؤولية سبايكر واحتلال الموصل ، وتزايدت الشقة بينهما بعد ان تركزت اتهامات التيار الصدري لكل الطاقم الحكومي والبرلماني واتهمه بالفساد والنهب ولكي يدرأ التيار الصدري هذه التهمة عن نفسه شرع في الغاء اللجان الاقتصادية ومحاسبة رموزه بالدولة وسحب المشهورين بالفساد منها . فمال الى انتقاد الجانب الاقتصادي والاجتماعي والطائفي والتوزيع غير العادل لموارد الدولة والضعف العام لها فالتقى مع نفس المطالب التي رفعها الشيوعيون .
- يبدو ان السيد مقتدى درس المستجدات الجديدة ووجد ان السلطة اصبحت في متناول يده ، فهو يمتلك المال والسلاح والجماهير الفقيرة التي يمكنها التضحية لو حثها على ذلك ، واعتمد على قوة رادعة ذات تسليح جيد ضمن الحشد الشعبي وهي سرايا السلام التي لم تتورط في معركة مع العشائر السنية ، فحافظت على مسافة معقولة من الحشد الشعبي الذي يقوده العامري ذي التوجهات الشيعية المسنودة من ايران . وحافظت سرايا السلام على علاقة لابأس بها مع المنطقة الغربية ، فتوقفت في الوقت المناسب عن الهجوم على جرف الصخر واقتصر تواجدها في منطقة سامراء لتثبيت امنها وحمايتها . كما اغراه دخوله الجماهيري السهل للمنطقة الخضراء واحتلال البرلمان وضعف رئيس الوزراء الذي حاول منعه من الدخول عشيتها في تقريب الهدف . وحافظ على حالة التضامن الجماهيري معه بعد ان اعلن وجود نية غير محددة المصدر لاغتياله حيث انهالت الوفود الجماهيرية لتجديد الولاء والبيعة ، وكان ذلك هو التمرين العام والاستعداد التام للتقدم خطوة للامام باتجاه السلطة .
- تيقن السيد مقتدى بان الوصول للسلطة لايمكن ان يتم الا من خلال البوابة الشرعية لها وهي الانتخابات فوطد العزم على استغلال هذه الفرصة ليكون في المقدمة ، وكانت التجارب الانتخابية السابقة ولجان الدعم الانتخابي خير داعم له للحصول على افضل النتائج التي يضمن فيها من اللعب بحرية على التحالفات لتشكيل تحالف حكومي يشترك به الكل عدا المالكي ، ولو ازال هذه العقبة فان الطريق سيكون سالكا لتشكيل حكومة مريحة ذات اكثرية برلمانية مضمونة ، ومنها يستطيع محاسبة المتورطين بالفساد ونهب الدولة بعد تحديد قسم منهم وتحييد الاخرين ، وهو يدري ان التغيير يبدأ بخطوة واحدة تشترك فيها معظم القوى .
ان تحقيق الاجماع الوطني بدأ من اعقد مسألة وهو التقاء العلمانيين بالتيار الصدري ، فتم التهيئة اليه عبر منافذ عديدة وبدأ كذلك بالتخفيف من غلواء الفكر المتعارض حيث خفف التاكيد على قضية ظهور المهدي المنتظر وقيام دولته ، وغير اسم جيش المهدي الى سرايا السلام وهي اشارة واضحة الى ان المهمة الحالية هي مهمة حل المشاكل الدنيوية من فقر وتعليم وصحة وكهرباء وماء وزراعة وصناعة وتخطيط واقامة السلام والمصالحة بين المجموعات المختلفة التي تكون الشعب العراقي ، وظهرت كذلك افكار جديدة تقول ان الامام المهدي هو الذي ينتظر جماهيره التي لابد ان تبدأ بتغير نفسها اولا ، واستجلبت من تراث السيد الشهيد محمد صادق الصدر عبارة المجتمع المعصوم الخالي من الفساد والسرقة والظلم والكذب لاسناد هذا التوجه . ان المطلب الاساسي في الوقت الحاضر هو اعادة تكوين الدولة بكل مؤسساتها وهيبتها وانفصالها عن الرغبات السياسية الانية لقادة الكتل وحمايتها من الطائفية التي تمزقها وابعادها عن المكونات الاولية الصغرى كالعشيرة والمنطقة والجهة مع ايلاء الاهتمام الكبير للمرأة وطرح برنامج يتفق عليه الاكثرية في ارجاع دور الدولة كمحرك اقتصادي مهم يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس ويقوي المجموعات الاقتصادي الاخرى خاصة الطبقة الوسطى التي تؤثر بشكل سريع على تنشيط العمل وتقليل البطالة .
حسين سميسم



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج القاصرات الاصل الديني العقلي
- زواج القاصرات الاصل الديني الروائي
- زواج القاصرات الاصل الديني القراني
- زواج القاصرات الاصل السياسي
- السيد كمال الحيدري بين الربوبية واللاأدرية
- الصدام السلفي الاخواني قضية قطر
- فيلم مولانا والصمت المطبق
- أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان
- البنك اللاربوي في الاسلام
- مبررات الانتقال من الحرام الى الحلال
- الربا بين الحرمة والاباحة
- مشكلة الربا
- ملكة هولندا الجديدة
- النسئ
- الأشهر الحرم
- مشكلة التقويم الهجري
- القران الكريم دراسة تاريخية حديثة
- دين السلطة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين سميسم - مستجدات الانتخابات العراقية