|
القضية الفلسطينية والخطاب الاعلامي الصحيح والفعّال!؟
سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 19:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحو تجديد خطابنا السياسي والاعلامي في محاربة أكاذيب الصهيونية ونصرة القضية الفلسطينية!؟ (خطاب يتعامل مع القضية الفلسطينية كقضية وطنية لا قومية عروبية ولا دينية اسلاماوية!) كيف!؟ *********************** كما أكدت في عدة مقالات سابقة لاشك عندي أن العرب وخصوصًا الفلسطينيين يحتاجون إلى تجديد طريقة خطابهم السياسي والاعلامي في عرض القضية الفلسطينية خصوصًا عند مخاطبة غير العرب والمسلمين، من خلال التركيز على الحقائق الثلاثة التالية: (1) الحقيقة الأولى: اليهودية ديانة وليست قومية وهوية عرقية.. ومفادها أن معظم (اليهود) الحاليين ليسوا من (شعب بني اسرائيل)، أو من (العبرانيين) من الناحية القومية والعرقية تمامًا كما أن معظم المسلمين ليسوا من (شعب بني اسماعيل) أو (العرب)!، فبنو اسرائيل كقبيلة وشعب سامٍ هم ضمن السكان الأصليين لما بات يعرف بـ(الوطن العربي) بل هم من أبناء عمومة العرب وشركائهم في الوطن بل وقد أُطلق عليهم حينًا من الدهر وقبل ظهور المشروع الاستيطاني الصهيوني اسم (يهود العرب!) فهؤلاء هم بنو اسرائيل وهم أبناء عمومة بني اسماعيل، اما بقية اليهود القادمين من أوروبا الشرقية والغربية والهند والصين واثوبيا وتركيا وأمريكا الشمالية والجنوبية وغيرها فهم (أجانب) وليسوا من يهود بني اسرائيل وبالتالي ليسوا من سكان فلسطين ولا العالم العربي!، فاليهودية ديانة مثلها مثل النصرانية والاسلام وليست قومية عرقية (أثنية) كما تدعي الصهيونية، بدليل ان هناك بعض المسيحيين ارتدوا عن المسيحية واعتنقوا اليهودية باعتبارها هي دين المسيح الاصلي!!. (2) الحقيقة الثانية: فلسطين للفلسطينيين يهودًا ومسيحيين ومسلمين وغيرهم، ومفادها أن القضية الفلسطينية قضية وطنية بالدرجة الاولى قبل ان تكون قضية عربية او دينية اسلامية، وبالتالي العرض الصحيح للقضية الفلسطينية هو أن فلسطين كوطن هي للفلسطينيين فقط ليست لكل العرب ولا لكل المسلمين ولا لكل المسيحيين ولا لكل اليهود، بل هي ارض الفلسطينيين يهودًا ومسيحيين ومسلمين وغيرهم، واما يهود اوروبا فأوطانهم في أوروبا، ويهود امريكا أوطانهم في امريكا، ويهود اسيا اوطانهم في أسيا، ويهود افريقيا اوطانهم في افريقيا، بل ويهود العرب أوطانهم في الاقطار العربية، فاليهودي التونسي وطنه تونس، واليهودي المغربي وطنه المغرب، واليهودي اليمني وطنه اليمن....الخ .... الزعم أن فلسطين أرض كل اليهود أكذوبة واضحوكة صهيونية فجة مخالفة للواقع والتاريخ وهي تشبه قولنا أن السعودية أرض كل المسلمين!!، تخيّل معي أن مسلمي العالم يأتون للاقامة في المملكة السعودية والاستيطان فيها بدعوى ان السعودية كانت مهد الديانة الاسلامية والدولة الاسلامية الاولى فهي اذن بلد ووطن كافة المسلمين!!، قد يبدو هذا لاصحاب الايديولوجيات الاسلاماوية الطوباوية المتشددة أمرًا صحيحًا وان جزيرة العرب او المملكة السعودية موطن وأرض كل المسلمين من كل قارات العالم!، ولكن بالمنطق الوطني والواقعي والعقلاني هذا امر غير صحيح، فالسعودية ارض السعوديين فقط!، ليست أرض كل العرب ولا كل المسلميين، كذلك فلسطين فهي ارض الفلسطينين وحسب لا كل العرب ولا كل اليهود ولا كل المسيحيين ولا كل المسلمين، هذا هو الخطاب الاعلامي والسياسي الصحيح والمقنع للعالم!. (3) الحقيقة الثالثة: دولة اسرائيل كدولة الدواعش دولة أنشأتها عصابات ارهابية مؤدلجة ومسلحة قادمة من وراء الحدود!، ومفادها أنها كدولة الدواعش تستند في مبررات وجودها على ايديولوجيا سياسية مشبعة بالمعتقدات الدينية!، فهي دولة دينية اذ ان أنها - وكما تصرح في قانونها الأساسي وخطابها الاعلامي والسياسي - دولة يهودية!، واليهودية ديانة وليست عرقًا أو قومية!، فهي -إذن - دولة ذات منطلقات دينية كالدواعش!، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لو رجعنا الى التاريخ وتأملنا في طريقة تكوين هذه الدولة اليهودية الصهيونية لوجدناها لا تختلف كثيرا عن طريقة اقامة الدواعش لدولتهم!، فهي قامت على يد المليشيات الصهيونية المسلحة التي كانت تمارس الارهاب وتعتمد على اثارة رعب السكان إما لإجبارهم على الاستسلام لها أو الفرار واخلاء قراهم بل إن بعض هذه العصابات الصهيونية مارست الارهاب حتى ضد بعض معسكرات البريطانيين بعد أن أوقفت بريطانيا هجرة اليهود لفلسطين!!، كما أن عصابات تنظيم الدولة الصهيونية حالها حال عصابة الدواعش من حيث أنها كانت تشجع أنصار مشروع الدولة اليهودية من يهود العالم لهجرة بلدانهم الأصلية والانضمام الى بذرة الدولة اليهودية في فلسطين للمشاركة في حمايتها وتوسعة رقعتها واغرائهم بالمال احيانا ودغدغة عواطفهم الدينية وأن ذلك سيجعل الرب يرضى عنهم!!، وهذا ما فعله الدواعش ايضا من استغلال الخطاب الديني واغراء مسلمي العالم بالالتحاق ببذرة الدولة الاسلامية الجديدة المقامة على ارض سوريا والعراق للمشاركة في حمايتها وتوسيع رقعتها، فإقامة دولة الصهاينة قامت بنفس أساليب الدواعش من حيث التمكين أي من خلال العصابات الارهابية وممارسة العنف وبث الرعب واستجلاب الأنصار من خارج الحدود وتجنيدهم كمقاتلين لصالح مشروع الدولة الدينية!. *** فهذه ثلاث حقائق حول الدولة الصهيونية أتمنى أن يتبناها الفلسطينيون بل والعرب جميعًا في خطابهم الاعلامي والسياسي خصوصًا عند مخاطبة العقلية الغربية، مع التأكيد على أن قضية فلسطين قضية وطنية بحتة لا ان تتبنى الخطاب العروبي القوماوي بالتركيز على أن فلسطين للعرب!، أو الخطاب الاسلاماوي الديني المعادي لليهود كيهود بما فيهم يهود العرب!، كما لو ان القضية قضية تحرير القدس والمسجد الاقصى هو أساس قضية فلسطين!، يمكن أن تكون قضية عروبة فلسطين أو قضية المسجد الأقصى مدرجة في الخطاب الشعبوي والتعبوي العربي والاسلامي الداخلي لإثارة عواطفهم القومية والدينية لدعم قضية فلسطين ولكن هذا الخطاب من الناحية السياسية في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية هو خطاب فاشل وغير مقنع وغير مؤثر!!، انا شخصيًا جربتُ هذا الخطاب الذي اقترحه هنا - أي عرض قضية فلسطين كقضية (وطنية فلسطينية) لا عربية ولا اسلامية - مع عدة أشخاص هنا من الانجليز وغيرهم، وقد لاقيتُ نجاحًا كبيرًا ومؤثرًا بشكل يشبه السحر اذ ان الخطاب العقلاني المنطقي المصحوب بحقائق التاريخ والواقع هو ما يفرض نفسه على كل انسان عاقل!، فيا ليتنا نحن العرب - وخصوصًا اخواننا الفلسطينيين - نجدد خطابنا السياسي والاعلامي للعالم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن الخطاب العروبي القوماوي وكذلك الخطاب الديني الاسلاماوي خطابان فاشلان سياسيًا واعلاميًا وفكريًا بإمتياز!، فياليت قومي يعلمون!. ********* سليم الرقعي 2018
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دولة الصهاينة ودولة الدواعش وجهان لعملة واحدة!!
-
مرور الزمن والشعور به!؟
-
القوميون العرب أم الإسلاميون أم الليبراليون؟ من العميل!؟
-
ظاهرة السأم الوجودي ومعالجتها بالتكاثر الاقتصادي!؟
-
مناقشة حول ما هو الارهاب!؟ (2)
-
مناقشة حول ما هو الارهاب!؟
-
بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟
-
بين الحكم الذاتي والحكم الفيدرالي والكونفيدرالي!؟
-
وعكة صحية وخاطرة شعرية!؟
-
للموت وجوه متعددة !؟
-
الغرب وموقفه من الديموقراطية والاخوان المسلمين!؟
-
نظرية المؤامرة وأثرها على مجتمعاتنا (1/2)!؟
-
حفّار القبور!؟ قصة قصيرة (2/2).
-
حفّار القبور!؟ قصة قصيرة (1/2).
-
ما الفرق بين النظام وصورة النظام !؟
-
فلتذهب دولنا العربية للجحيم!؟
-
هل هناك مفاجآت في الانتخابات المصرية!؟
-
بحسنها الأثير..غدوتُ كالأسير. خاطرة شعرية
-
هل الديموقراطية تعني حكم الشعب أم نيابة عن الشعب!؟
-
من ليبيا يأتي الجديد!.من القائل ومتى!؟
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|