أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام














المزيد.....

الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تهديد الأخ الرئيس ترمب لروسيا بصواريخه الجميلة والذكية والجديدة، احتشد مؤيدو النظام، كما يفعلون في كل مرة يتعرض فيها نظامهم لتهديد جدي، ليعلنوا التعبئة الوطنية، والوقوف مع الوطن ومؤسساته وجيشه الوطني الباسل الصامد المدافع عن السيادة الوطنية!
هذا أمر طبيعي، أي أن يحتشد المؤيدون لنظام قتل ما يقارب نصف مليون سوري دون حساب المختفين قسرياً وشرد نصف السكان، ودمر أهم الحواضر المدنية في سورية ببراميله المتفجرة وصواريخه بعيدة المدى ومدافع ودبابات جيشه الباسل، في لحظات الخطر التي تهدد بزوال نظامهم. حدث ذلك مرات عديدة، وتكرر عند كل الانتصارات الحاسمة التي أحرزتها الفصائل العسكرية المسلحة وشكلت تهديدا جدياً للنظام. لكنه يعاد بنسخة متطابقة كل مرة يصدر فيها تهديد يبدو جدياً من المجتمع الدولي، أو من القوة العظمى في العالم الولايات المتحدة الأميركية.

وفي كل لحظات الخطر الجدي على النظام ينضم للموالين عدد كبير من المعارضين السوريين الذين أطلق عليهم «المعارضة الموالية للنظام» وهم طيف واسع، من المعارضة الرخوة، واليسارية الممانعة، إضافة للمعارضة التي صنعتها موسكو وتشبه «المعارضة الثقافية» التي صنعها حافظ الأسد. لكن ما لاحظته هو اختلاف خطاب المعارضة الموالية في حالة التهديد الداخلي عنه في التهديد الخارجي.

ففي حالة التهديد الداخلي يزداد تركيزهم على «الإرهابيين» الإسلاميين، الذين سرقوا الثورة ودمروا البلاد! والإسلاميون ببساطة خاصرة رخوة في الثورة السورية تمكن كل عابر سبيل من النيل منهم نظرا لممارساتهم التي لا تختلف عن النظام الذي يعارضونه في المناطق التي سيطروا عليها. ويضيفون لخطاب معاداة الإرهابيين الإسلاميين في حالة التهديد الداخلي مسحة من التسامح والاعتدال وضرورة الحل السياسي لتجنيب البلاد مزيدا من الخراب. وتظل هناك بعض التمايزات بين المؤيدين والمعارضة الموالية للنظام، في حالة التهديد الداخلي، إذ لا تتجنب المعارضة الموالية في هذه الحالة تحميل النظام جزءا من المسؤولية يبدو يسيرا ويتعلق فقط بعدم جديته في مفاوضات الحل السياسي.

لكن في حالة التهديد الخارجي يصبح التطابق شاملا بين موالي البراميلي، والمعارضة الموالية له، وتصبح مفردات «الوطن» و«السيادة الوطنية» والاعتداء عليها و«تدمير مؤسسات الدولة» و«البنية التحتية» و«الوطن غير الحاكم» و«العدوان الخارجي» والمفردات الأثيرة لخطاب الممانعة اللزج والكريه، حاضرة بقوة.

وفي حالة تهديد ترمب الأخير لم يلحظ موالو البراميلي بمن فيهم معارضته الموالية أن الرئيس ترمب لم يوجه تهديده لوطنهم ولا لنظامهم؛ بل كان تهديده موجها لروسيا! واقتصر ذكره لرئيس نظامهم على وصفه بـ «حيوان الغاز القاتل» الذي اعتبره ترمب مجرد أداة روسية إيرانية تقتل الشعب السوري!
هذا ما لا يمر عليه خطاب «الوطنيون الشرفاء»، الذين يطلق عليهم هذا الوصف سخرية، من مؤيدين ومعارضة موالية؛ فهم لم يتوقفوا مرة عند العدوان الروسي، وهو يبيد حتى المشافي الميدانية، بل لم يعتبروه عدوانا خارجياً، فهو فقط يدمر ويبيد المناطق الخارجة على سيطرة نظامهم الوطني وبالتالي فهو ليس عدوانا خارجياً.
كما لا يذكر «الوطنيون الشرفاء» الاحتلال الإيراني الواضح لجزء واسع من «سورية الأسد»، الوطن الذي يدعمون صموده بوجه العدوان بصدورهم، ولا يذكرون ميليشيات المرتزقة الطائفية التي جمعها الحرس الثوري الإيراني من أصقاع الأرض لتقتل السوريين بجانب نظامهم، وتقتلع من لم تبيده من أرضه وبيته، فهؤلاء جزء من وطنهم «المتجانس»، بعد تهجير نصف السكان، وبدء سياسات الإحلال الطائفي للمرتزقة في بيوت المهجرين.

رغم كل هذا؛ يعتقد المرء، وفي كل مرة توجه فيها الولايات المتحدة تهديدا جديّاً لمن وصفه رئيسها بـ«حيوان الغاز القاتل» بسبب استخدامه السلاح الكيماوي المحرم دوليا على وجه التحديد والحصر، ومن تنادي المعارضة الموالية والشبيحة لمقاومة صواريخ توماهوك المجنحة بالعصي والشيلكا إضافة للصدور العارية، أن هذه ستكون المرة الأولى الذي ستنتهك فيها السيادة الوطنية من الأميركيين. حتى الإخوة المناضلين العرب يجدونها فرصة مناسبة لإصدار بيانات التنديد بالغارة الأميركية! حتى أن ميليشيا النجباء التي تشارك في قتل السوريين أصدرت بياناً تندد فيه بالغارة الأميركية واعتبرتها خرقا للقانون الدولي لأنها تتدخل في بلاد أخرى! وهو ما يعبر بأقل الكلمات عن جبهة المنددين بالضربة الأميركية.

هذا الجمع الذي يطلق هذا السيل من الغثيان، الذي جعل مفهوم الوطنية والشرف والصمود مجرد خرقة بالية لتنظيف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام ضد أبناء شعبهم و«شركائهم في الوطن»، يمكن تذكيرهم جمعاً بأن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا نفذ 11 ألف غارة في سورية منذ تشكيله 2014، وأن السيادة انتهكت 11 ألف مرة فقط من هذا التحالف، دون أن نعرج على الطيران الإسرائيلي المجهول الذي يقصف مواقع الحرس الثوري وحزب الله في سورية، فيصمت النظام وموالوه عن قصف الطيران المجهول للسيادة متى ما أراد قبل الثورة وبعدها، حتى أن رئيسهم لم يعد يحتفظ بحق الرد كما كان يفعل في السابق، بل صار يقصف السوريين ويقتلهم كلما ضربته، وإيران، غارات إسرائيل المفصلة على مقاس الحرس الثوري ومجرميه الذين يقودون إبادة الشعب السوري ولا يراهم الوطنيون الشرفاء، الذين ينحصر وطنهم ببقاء مجرم في السلطة لحماية نهبهم وسرقة بيوت السوريين المهجرين، إذ لا يكاد يخلو بيت من بيوت موالي البراميلي من غرض سرق من بيوتنا، سواء جلبه إلى بيوتهم أبناؤهم في جيش الوطن الذي يسرق حتى الصور المعلقة على الجدران، أو اشتروه من السوق الذي أقاموه لمنهوبات بيوتنا الملطخة بدمائنا.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل
- حين لا تجد الأمم الكلمات لوصف المذبحة السورية
- هل كان سعدالله ونوس صنيعة نظام الأسد
- فضائح المنظمات الإغاثية الدولية
- عن العنصرية الخفيّة واتنزاع الأطفال من ذويهم في السويد
- فنون الوحشية عند تنظيم الدولة الإسلامية
- أين أخطأ البارزاني في مشروع استقلال كردستان
- قضية الأهواز كمدخل عربي لمواجهة إيران
- الصراع الديني في الشرق الأوسط من منظور غربي
- الإرهاب من منظور نظريات العلاقات الدولية
- الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجر ...
- خلف علي الخلف: سوريا التي نعرفها لن تعود
- عن العشائر والبيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية
- كشّاشو حمام الثورة السورية
- الخيار الفيدرالي لسوريا ومنع إنتاج الإستبداد
- قراءة في الإنتداب التشاركي: هل سيؤدي إتفاق مناطق خفض التصعيد ...
- قراءة في الصلاحيات الدستورية: الرئيس الإيراني يرأس ولا يحكم
- النقد السينمائي واللاجئون الجدد
- عصر التنوير السوري برعاية سيرياتيل
- رسالة من لاجىء إلى رئيس حكومة السويد


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف علي الخلف - الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام