محمود عبدو عبدو
الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:18
المحور:
حقوق الانسان
كان للكشوف الجغرافية تأثيراً كبيرا في التجارة العالمية فقبل ذلك كانت معظم التجارة تنقل عبر الطرق البرية أو عن طريق المحيط أو عن طريق المحيط الهندي والبحار الداخلية – البحر الأحمر والبحر المتوسط – ولكن بالدوران حول أفريقيا والوصول إلى أمريكا تحول مركز الثقل التجاري من المحيط الهندي وآسيا نحو المحيط الأطلسي الذي اصبح بعد ذلك أهم الطرق التجارية البحرية .
ولكنها أفرزت بشكل غير مباشر إلى ازدهار نوع قديم من التجارة وهي تجارة الرقيق حيث اتخذت هذه التجارة بعد كشف أمريكا مظهرا جديدا فقد اشتد الطلب على اليد العاملة الرخيصة في العالم الجديد للعمل في مناجم الذهب والفضة وللعمل في المزارع وبعد أن اثبت الأرقاء الزنوج , الذين أحضرهم البرتغاليون ( البادئين بهذه التجارة ) قدرتهم على العمل في الظروف الصعبة في أمريكا الجنوبية اشتد الطلب عليهم من قبل الأسبان , فزادت أرباح تجارة الرقيق من هذه التجارة , وربحت البرتغال أموالا طائلة منها وقد سارت تجارة الرقيق في بادئ الأمر ببطء شديد لكنها نشطت بشكل كبير خلال القرن الثامن عشر بعد أن دخل حلبة التنافس في هذه التجارة الهولنديون الذين استطاعوا أن يسيطروا على هذه التجارة منذ عام 1661 عندما تكونت لهم شركات خاصة تعمل بتجارة الرقيق , واستطاعوا أن يطردوا البرتغاليين من مراكزهم التجارية في أفريقيا كما دخل المنافسة في هذه التجارة كل من الإنكليز والفرنسيين بعد أن حصلت دولهم على مستعمرات في أمريكا وازدياد حاجة هذه الدول للرقيق للقيام باستغلال ثروات هذه المستعمرات , وقد استمرت هذه التجارة الشاذة بعد ذلك نحو قرن ونصف و أصبحت أول تجارة عالمية على نطاق واسع في ذلك الوقت وكانت طرق نقل العبيد أهم الطرق الملاحية الدولية , ولم يبدأ منع هذه التجارة القذرة إلا في القرن التاسع عشر عندما فقدت إنكلترا معظم في مستعمراتها في أمريكا ولم تعد بحاجة إلى الرقيق , و إنما اصبح من مصلحتها إبقاء الأفريقيين في مستعمراتها الأفريقية للقيام بعمليات الاستغلال الاقتصادي لها , فحملت لواء محاربة هذه التجارة إلى أن استطاعت أن تمنعها بشكل نهائي في نهاية القرن التاسع عشر وهي إن دلت تدل على ابتعاد المرء عن إنسانيته ووسمت تلك المرحلة بأسوأ مرحلة حياتية في عمر البشرية
#محمود_عبدو_عبدو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟