|
أعظم خطر يهدد البشرية
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 14:47
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أعظم خطر يهدد البشرية للكاتب الأميركي باول ستريت ترجمة وتلخيص سعيد مضيه الويل لمن يتحدى الرغبات الأميركية- اطاحت الولايات المتحدة بخمسين حكومة منتخبة وسحقت ثلاثين حركة تحرر – العدوان الأميركي اجهز على ثلث سكان كوريا الشمالية ودمر جميع منشئاتها الاقتصادية-الديمقراطية والرفاه والتنمية والتحرر هرطقات سياسية
جاء خطاب وزير خارجية أميركا مفزعا ومُهينا للعالم كله وليس لإيران وحدها. وعيد الوزير لا يتقتصر على ضغوطات تشمل الاغتيالات وتخريب المنشئات والمؤسسات ذات الصلة المباشرة بمعيشة الشعب الإيراني كي يثور على السلطة؛ الولايات ، من خلال وزير خارجيتها، أعلنت الحرب على إيران وهي تهدد المنطقة بأكملها وقد تتحرش بروسيا او الصين، تستفز للرد والانزلاق في حرب نووية كونية. صدرت أوامر للمخابرات المركزية الأميركية والبنتاغون ووزارة المالية كي تعد البلاد لحرب عظمى. وأرسل الى المنطقة على عجل وحدات خاصة لتنفيذ العمليات السرية .. هجمات اليكترونية واغتيالات وقنابل تخترق أعماقا بعيدة في الأرض وطائرات قاذفة عملاقة. وتعد إسرائيل والسعودية نفسيهما للانخراط في عمليات مسلحة قد تطال سوريا ولبنان، وتجهزان المرتزقة بالمال والسلاح لإشراكها في العمليات التخريبية. الولايات المتحدة تحضر لأكبر واوسع حرب شنتها خلال تاريخها الأسود قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها. واستعرض الكاتب الأميركي ،باول ستربت، تلك الغزوات التي اقترفت بشراسة لصوصية وهمجية انتهكت القيم الإنسانية علاوة على القانون الدولي وحق الأمم في تقرير المصير، ليخلص من العرض الى القول ان العالم لن يحزنه تدهور القوة الكونية للولايات المتحدة. يقول الكاتب : تتلخص الشكوى التي تفرح كل يساري في ان ترمب يعجل في انهيار القوة الكونية للولايات المتحدة- وفي تآكل مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى مع بروز عالم متعدد الأقطاب. في شهر اكتوبر الماضي نشر إيليوت كوهين ، مستشار الرئيس بوش سابقا، وهو من قادة المحافظين الجدد بحثا بمجلة أتلانتيك عنوانه " كيف يعمل ترمب على إنهاء الحقبة الأميركية". اورد كوهين عدة طرق يسهم ترمب من خلالها في تدني "مكانة أميركا وقدرتها على التأثير في الشئون الدولية "، وحذر من أن إدارة ترمب سوف تترك "مكانة اميركا الدولية مهشمة، وتُفقِد اميركا مصداقيتها" على المسرح العالمي. يمضي الكاتب باول ستريت الى القول، استعرضْتُ مؤخرا مخطوطة حول بروز ترمب كتبها عالم اجتماع ليبرالي يساري، حيث وجد الباحث ان من المثير للقلق ان دولا ترى أميركا في عهد ترمب " تتخلى عن دور كبير الشرطيين الدوليين"، وفي ضوء ما شاهدناه حتى الان من إدارته فإن الهيمنة الأميركية تبدو واقفة على أرض مترجرة أكثر من أي وقت مضى. ولكن اهتمامي في هذه المقالة يذهب ناحية اخرى.
أود في مقالتي التركيز على امر مغاير، هو لماذا يحزن العالم على النهاية "قبل الأوان للقرن الأميركي"؟ اخمن ان ضعف العم سام سيكون جيدا بالنسبة لمعظم سكان المعمورة ممن يولون الاهتمام بالأحداث الدولية. فطبقا لاستطلاع اجرته الشبكة الدولية المستقلة لأبحاث السوق بالتعاون مع معهد غالوب الدولي في نهاية العام 2013 شمل 66 ألف إنسان ينتمون ل 68 بلدا تبين ان سكان المعمورة يرون الولايات المتحدة اعظم خطر يهدد السلم على الكرة الأرضية . الولايات المتحدة اعتبرت خطرا بأغلبية ساحقة. ولا تثير النتيجة الاستغراب. ان للولايات المتحدة 800 قاعدة عسكرية منتشرة في 80 بلدا أجنبيا، وجنودها يتواجدون في حوالي 160 بلدا اجنبيا ، وتنفق الولايات المتحدة قرابة 40 % من الإنفاق العسكري العالمي ، ولديها اكثر من 5500 سلاح نووي ما يكفي لتفجير العالم خمس مرات. وفي العام الفائت زادت ميزانية " الدفاع" (امبراطوريتها الحربية)، لتصبح ثلاثة أضعاف ميزانية الصين وتسعة أضعاف ميزانية روسيا. كل ذلك "لضمان السلم والديمقراطية" في العالم ، طبقا لما يدور على أفواه رؤساء اميركا ودبلوماسييها واعضاء الكونغرس. صدر تقرير عن البنتاغون يتذمر من بروز منافسين للولايات المتحدة، فلم تعد تتحكم في أحداث العالم. حذر التقرير من بروز منافسين "يسعون لتوزيع جديد للقوى وللسلطة ويطرحون أنفسهم منافسين شرعيين لهيمنة الولايات المتحدة. انها لفضيحة! فهذه مشكلة ، حسب التقرير، لأنها تشكل خطورة على نظام دولي تديره الولايات المتحدة وفق مصالحها ومصالح حلفائها والشركات عابرة القارات التي توجد مراكزها في الولايات المتحدة. كل جهد يرمي لإعادة تصميم الوضع الدولي بحيث يلبي مصالح دول أو شعوب أخرى اعتبره التقرير تهديدا لمصالح الولايات المتحدة. وعلى الولايات المتحدة ان تحتفظ ب "تفوق عسكري " علي جميع الدول الأخرى كي " تحافظ على أقصى قدر من حرية العمل"، ومن ثم " إتاحة الفرص لصانعي القرارات الأميركيين أن يملوا أو يحتفظوا بسلطة كبيرة على نتائج الخلافات الدولية" مع " ما ينطوي على ذلك من عواقب غير مقبولة " لأولئك الذين يتحدّون رغبات الولايات المتحدة". ونقتبس كلمات جورج بوش الأب بعد حرب الخليج الأولى عام 1991، "ما نقوله يمضي".
استثمارات وليس الديمقراطية
ليس هذا بجديد ، ف "القرن الأميركي" لا علاقة له بقضية تقدم الديمقراطية؛ وكما يتكشف من العديد من وثائق المخططات الأميركية فإن هدف السياسة هو الحفاظ على ، وإذا لزم الأمر تنصيب حكومات تفضل الاستثمارات الخاصة للرأسمال المحلي والأجنبي والإنتاج من أجل التصدير وضمان حق نقل الأرباح للخارج"، كما صرح نوعام تشومسكي. نظرا لامتلاك الولايات المتحدة نصف الرأسمال العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لا يخامر الشك النخب الأميركية ان المستثمرين والشركات الكبرى في الولايات المتحدة يجب ان تجني أعظم الأرباح. وكما اوضح بصراحة جورج كينان، كبير المخططين الاسترتيجيين الأميركيين ومهندس الحرب الباردة بعيد الحرب العالمية الثانية ، في دراسة وضعها عام 1948 بعنوان "دراسة تخطيط السياسة رقم 23" عام : لدينا خمسون بالمائة من ثروة العالم ولكن 6,3% من سكان العالم؛ في هذه الحالة لن نتهرب من كوننا موضوع حسد وضغينة. إن مهمتنا الحقيقية في الحقبة القادمة ان نبتكر نمطا من العلاقات يتيح لنا الاحتفاظ بموقع التفوق... يجب أن نركز اهتمامنا في كل مكان على اهدافنا الوطنية المباشرة... علينا أن نكف عن الحديث حول أهداف غامضة غير حقيقية مثل حقوق الإنسان ورفع مستويات المعيشة ونشر الديمقراطية، خاصة في بلدان الجنوب التي أطلق عليها العالم الثالث. أفردت الولايات المتحدة دورا دونيا للأطراف غير النامية من النظام الرأسمالي العالمي-افريقيا ،اميركا اللاتينية ، جنوب شرقي آسيا وبلدان الشرق الأوسط الغنية بمصادر الطاقة وتعتبر بذلك ذات أهمية استراتيجية هائلة . إنه دور " المصدر الرئيس للمواد الخام والأسواق"، (اللغة الحقيقية لوزارة الخارجية الأميركية) التابعة للبلدان الرأسمالية الصناعية . هذه المناطق يجب استغلالها لمنفعة المستثمربن والشركات الكبرى في الولايات المتحدة ، ومن أجل إعادة بناء اوروبا واليابان لتكون شركاء أثرياء في التبادل التجاري وشركاء في الاستثمارات طبقا للنظام الرأسمالي ومعادية للكتلة السوفييتية. لا مصلحة لبلدان العالم الثالث في الخضوع الكولنيالي للدول الغنية وهي تطالب بهرطقات " حسب تعبير خبراء الاستخبارات الأميركيون تتمثل في " تحمل الحكومات مسئولية مباشرة لضمان رفاه شعبها "( وهو ما اطلق عليه المخططون الأميركيون "شيوعية"). الديمقراطية ملائمة للولايات المتحدة طالما تلاقت حصيلتها مع مصالح الشركات الكبرى والأهداف الجيوبوليتيكية للولايات المتحدة. يجب نبذ الديمقراطية وتقويضها و/ او سحقها عندما تهدد الشركات الكبرى والمستثمرين واوسع متطلبات حكم البيزنس ، مهما كان التهديد. وكما أوضح في حزيران 1970، بدم بارد كيسنغر ، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي نيكسون، وقبل ثلاث سنوات من الإطاحة بحكم اليندي المنتخب ديمقراطيا ، " لا أرى لماذا علينا ان نقف مكتوفي الأيدي نراقب بلدا يتحول الى الشيوعية لأنه يتحمل مسئولية شعبه". بموافقة واشنطون تولى الانقلاب الذي أشرفت عليه الولايات المتحدة اغتيال أليندي وقتل عشرات آلاف اليساريين. أرسل اليانكي بعض كبار الاقتصاديين والمستشارين السياسيين من الليبراليين الجدد كي يقدموا المساعدة لتشيلي لإدراج الأوليغاركية الرأسمالية في نص دستورها. الكاتب الأسترالي والمخرج السينمائي الكبير، جون بيلغر، كتب قبل قرابة تسع سنوات "منذ العام 1945 أطاحت حكومات الولايات المتحدة بخمسين حكومة منتخبة ديمقراطيا وسحقت ثلاثين حركة تحرر ودعمت الطغاة من مصر حتى غواتيمالا. تدخلت واشنطون في انتخابات عشرات البلدان ذات السيادة، الأمر المستغرب حين نسمع غضب الولايات المتحدة إزاء تدخل من جانب الروس ، حقيقي أو مختلق، في الانتخابات الأميركية عام 2016. وقصف العم سام بالقنابل المدنيين في ثلاثين بلدا وحاول اغتيال القادة الأجانب واستخدم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية . في اميركا اللاتينية فقط منذ خمسينات القرن الماضي ، كما كتب عالم الاجتماع هاوارد ويتزكين،" لجأت الولايات المتحدة الى الغزو العسكري المباشر او ساعدت الانقلابات العسكرية للإطاحة بحكومات منتخبة في كل من الدومينيكان وغواتيمالا وتشيلي وهاييتي وغرينادا والبرازيل وبنما. وتدخلت لقمع الحركات الثورية في السيلفادور ونيكارافوا وبوليفيا . علاوة على ذلك أنفقت الولايات المتحدة من اموال الضرائب في الآونة الأخيرة لمساعدة وتنظيم جماعات المعارضة والميديا في هندوراس وباراغواي والبرازيل ، ووصل الأمر حد تقديم المساعدة لعزل رؤساء منتخبين من قبل الكونغرس. أشرفت هيلاري كلينتون، اثناء تسلمها حقيبة الخارجية ، على تلك الجهود التي انتهجت نفس النمط في جمهوريات فنزويلا والاكوادور والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا .
موت بالملايين
قتل انقلاب اندونيسيا بقيادة سوهارتو خمسة ملايين ما بين 1962و1975. وحفظت وثائق حرب فييتنام مجزرة قرية ماي لاي في 16 آذار 1968 التي قتل جنود أميركيون 350 من المدنيين العزل بمن فيهم نساء مرعوبات يحملن أطفالهن بين أيديهن. اما الكولونيل اوران هندرسون، المتهم بالتغطية على المجزرة، فقد أبلغ الصحفيين أن "لكل مفرزة بهذا الحجم مجزرتها الشبيهة بماي لاي مخفية في مكان ما ." يصعب أحيانا الإحاطة بتوحش الولايات المتحدة في أرجاء العالم كي تحافظ على هيمنتها الكونية. في بدايات خمسينات القرن الماضي ردت إدراة هاري ترومان على تحد لسلطة الولايات المتحدة في كوريا الشمالية بحرب إبادة استمرت ثلاث سنوات وصفتها الواشنطون بوست قبل سنوات بان " القصف الجوي استمر طويلا وبلا رحمة، طبقا لأقوال قادة عسكريين أميركيين. " قتلنا خلال ثلاث سنوات ثلث السكان تقريبا"، هذا ما أبلغه عام 1984 الجنرال كورتيس ليماي، قائد القيادة الجوية الاستراتيجية اثناء الحرب الكورية، مكتب تاريخ القوة الجوية. اما دين راسك ، المؤيد للحرب ، وتسلم فيما بعد وزارة الخارجية، فقال " أن الولايات المتحدة قصفت بالقنابل كل شيء يتحرك في كوريا الشمالية ، وكل طوبة ملقاة فوق طوبة". دمرت القاذفات الأميركية مولدات الكهرباء والسدود المائية في المراحل الأخيرة من الحرب، فأغرقت المزارع بالفيضانات ودمرت المحاصيل. قذفت الطائرات الأميركية 635 ألف طن من المتفجرات فوق كوريا الشمالية، من ضمنها 32556 طنا من النابالم المحظور دوليا وسوائل حارقة تبيد الغابات وتسبب حروقا مدمرة لجلود البشر.
جي ،لماذا تخافنا كوريا الشمالية وتكرهنا ؟! ان هذا القصف الذي أودي بحيوات مليونين او أكثر من المدنيين بعد خمس سنوات من إصدار الرئيس الأميركي ترومان امرأ بضرب هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين ذريتين، وما من مبرر لذلك سوى تحذير الاتحاد السوفييتي كي يظل بعيدا عن اليابان واوروبا الغربية.
"شرطة دولية " رؤوفة لحد ما
وصف ضابط العمليات في السي آي إيه مجزرة سوهارتو للأندونيسيين بمساعدة الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي بانها "عملية نموذجية" على غرارها بعد سبع سنوات اجتث انقلاب بينوشيه الحكومة المنتخبة في تشيلي. كتب الضابط ، "لفقت السي آي إيه وثيقة تكشف مؤامرة لقتل قادة عسكريين تشيليين، تشبه ما جرى في اندونيسيا عام 1965." وكما لاحظ جون بيلغر قبل سنوات عشر "زودت السفارة الأميركية سوهارتو قائمة بأسماء أعضاء الحزب الشيوعي الأندونيسي، تم قتلهم او اعتقالهم . أما الثمن فكما وصفته إدارة نيكسون،" أغنى مناجم المصادر الطبيعية، أعظم جائزة في جنوب شرق آسيا." وكتب المؤرخ غابرييل كولكو، " لم تكن اميركا متعطشة لسفك الدم مثلما كانت في أندونيسيا ، ذلك أنها شجعت على مجزرة سوهارتو. بعد سنتين وثلاثة شهور تلقى سوهارتو الضوء من جيرالد فورد وكيسنغر لغزو تيمور الشرقية؛ وبمساعدة واشنطون نفذ سوهارتو مجرة إبادة الجنس اقترفت خلالها أعمال اغتصاب وقتل ما لا يقل عن مائة ألف مدني من سكان الجزيرة.
توحش في الشرق الأوسط
من بين مظاهر شراسة القتل الجماعي التي ميزت ممارسات الولايات المتحدة خلال الجيل الحالي في بلدان الشرق الأوسط الغنية بالنفط لم يحدث ما ينافس القسوة البربرية ل "سكة الموت"، حيث قتلت قوات "البوليس الدولي"عشرات آلاف الجنود العراقيين وهم يتراجعون من الكويت في 26و27 فبراير /شباط 1991. في شهادة الصحفي جويس تشيدياك يقول : قذفت الطائرات الأميركية مقدمة الرتل ومؤخرته فحشرت القوافل المتراجعة ، ثم راحت تقصف الحشد المتكدس لعدة ساعات. بقيت الجثث المحروقة وهياكل السيارات تحت الشمس ، لم ينج احد او آلية من بين القوافل.. حتى في الفييتنام لم أر شيئا من هذا القبيل. وقال الميجور بوب نيوجينت ضابط الاستخبارات، واصلت القوة الجوية الأميركية إسقاط القنابل حتى أُجهِز على الأحياء، الذين لم يشتبكوا في قتال ولم تكن لديهم القدرة للدفاع عن أنفسهم. رحب الرئيس الأميركي بوش الأب بالحرب واعتبرها فرصة لإظهار قوة اميركية لا تنافَس وحرية جديدة للفعل إثر انتهاء الحرب الباردة، حيث الولايات المتحدة لا تجد الرادع السوفييتي. كما ان الحرب دشنت نهاية "عرض فييتنام" ، وهي الصيغة التي بها تم العبير عن ثقافة الإحجام عن تأييد الحروب الامبريالية إثر تجربة الحرب الفيتنامية. وحسب ملاحظة تشومسكي عام 1992 "ليس من درجة تتوقف عندها قسوة الساديين الأميركيين". وبعد خمس سنوات اجابت مادلين اولبرايت وزيرة خارجية كلينتون على سؤال ليسلي ستال ، مراسل سي بي إس نيوز ان موت خمسمائة ألف طفل نتيجة الحصار، الذي فرض على العراق بعد ذلك، "ثمن ... يستحق دفعه " من اجل تقدم الأهداف النبيلة للولايات المتحدة. وبعد سنوات ثلاث قالت أولبرايت "جيد.نحاول بذل أفضل ما لدينا في كل مكان". في السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي وجد مثقف الليبرالية الجديدة ثوماس فريدمان ، احد دعاة القصف الأميركي الإجرامي لجمهورية الصرب، الحرية لأن يقر صراحة ان الهدف الحقيقي لسياسة أمريكا الخارجية تأكيد مكاسب الرأسمالية الكونية المتمركزة في الولايات المتحدة. وكتب في آذار 1999 بمجلة نيويورك تايمز، بينما كانت القنابل الأميركية تدك الأراضي الصربية، ان اليد المخفية للسوق لن تعمل بدون قبضة مخفية. ولن تزدهر ماكدونالد( سلسلة المطاعم الأميركية –المترجم) بدون ماكدونالد دوغلاس مصمم طائرات إف -15. والقبضة الخفية التي تبقي العالم آمنا لازدهارلتكنولوجيا وادي السيليكون تدعى الجيش الأميركي- القوة الجوية والأسطول ووحدات المارينز. وفي خريف 2006،عشية إعلانه الترشح للرئاسة صرح السيناتور اوباما لمجلس شيكاغو للشئون الدولية ان مواطني الولايات المتحدة يدعمون "الانتصار" في العراق: " لقد صمم الشعب الأمريكي بصورة استثنائية .فقد شاهدوا أبناءهم وبناتهم يقتلون في شوارع الفلوجة". هذه المدينة البائسة كانت عام 2004 مسرح تنكيل حرب اميركية فظيعة .آلاف المدنيين قتلوا بدون تمييز، جرى استهداف سيارات الإسعاف والمشافي، وأقدم الجيش الأميركي الغازي في إبريل من نفس العام على تسوية مباني المدينة بالأرض. وكتب المراسل الصحفي ميشيل مان في احد تقاريره، " قام الجيش بشن غارتين في إبريل وفي نوفمبر استخدم خلالهما النيران الحارقة التي خففت من خسائره البشرية. في إبريل ادعى القادة العسكريون انهم استهدفوا المقاتلين .. ومع ذلك افادت المشافي المحلية أن معظم الخسائر البشرية كانت من بين المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال والمسنين..[مما يعكس] نوايا إبادة المدنيين عامة.. وفي نوفمبر دمر الهجوم الجوي [الأميركي] المستشفى الوحيد في المنطقة التي تعرضت للهجوم لضمان عدم توثيق الإصابات بين المدنيين. تغلغلت القوات الأميركي في احياء المدينة تدمر كل شيء. ان قذف "البوليس الدولي" مدينة الفلوجة باليورانيوم المخضب قد أورث المدينة وباء موت الأطفال وإجهاض الحوامل والولادات المشوهة وسرطان الدم والسرطانات بعامة. ليست الفلوجة سوى أحد مظاهر وحشية غزاة أبادوا حوالي مليون من المدنيين. بات العراق ، كما وصفه الكاتب توم إينجلهارت "منطقة مصائب على مستوي كارثي يصعب ان تجد لها مثيلا في الذاكرة المعاصرة". الاحتلال الأميركي الامبريالي النفطي أدى لموت قرابة المليون إنسان . ما اورده الصحفي المحترم نير روزن في ديسمبر 2007، العراق قُتِل ...والاحتلال الأميركي انزل كوارث بالعراق أفدح من تلك التي أنزلها المغول حين نهبوا العراق في القرن الثالث عشر.... لم يبدر من العراق شيئ مما اتهمت به إيران على يد وزير خارجية أميركا.(يتبع)
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هي الفاشية عنصرية دموية مندمجة عضويا بالامبريالية
-
أول أيار في حقبة الليبرالية الجديدة
-
مخططات تدميرسوريا نظاما ومجتمعا-2
-
دور الولايات المتحدة في تدمير سوريا-1
-
نصائح احمد صبحي منصور تحابي الاحتلال وتغفل مسروعه الاقتلاعي
-
نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4
-
نضائح الدكتور احمد صبحب منصور المحترم -3
-
نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2
-
نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم 1
-
متى يظفر شعب فلسطين بالعدالة
-
زيوف وتلفيقات ضمن مكائد الامبريالية
-
صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها -الحلقة القانية
-
صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها (1من 2)
-
ثقافة مقاومة تعزز الطاقات الكفاحية للجماهير الشعبية
-
لإنضاج ظروف التسوية العادلة
-
قفزة نوعية نحو الاقتلاع والتهجير
-
اسرائيل تشرعن همجية حق القوة في القانون الدولي
-
التباسات مؤتمر المجلس المركزي الفلسطيني
-
كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس نشات وتطورت برعاية عربية
-
الفاشية إذ تتمظهر بقناع الدفاع عن حرية الفكر
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|