أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - المقاطعون انتصروا على أنفسهم!!















المزيد.....

المقاطعون انتصروا على أنفسهم!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اليوم الأول من سقوط نظام البعث الفاشي وأصنام صدام، دعى البعثيون وأنصارهم في الداخل والخارج، إلى محاربة العراق الجديد بكل ما في حوزتهم من إرهاب، وإعلام مضلل لمنع الجماهير من المشاركة في العملية السياسية، وبالتالي لإجهاض الديمقراطية الوليدة. وكانت نشاطاتهم تتصاعد خاصة في أيام الانتخابات التي هي الآلية الشرعية الحضارية السلمية الوحيدة لدى الشعب لاختيار حكوماته المحلية والمركزية.

لا نستغرب إذا طالب البعثيون وحلفاؤهم بمقاطعة الانتخابات والتهديد بقتل الناخبين، لأنهم فقدوا فردوسهم ومصالحهم وامتيازاتهم التي أدمنوا عليها، ولكننا نستغرب من أولئك الذين يدعون الوطنية وعانوا كثيراً من الدكتاتورية البعثية، أن يشاركوا أعداءهم في حملة المقاطعة. فالتفسير الوحيد لهذه الظاهرة المرَضية هو أنهم ضحية التضليل، فاستخدموا كل ما في إمكانياتهم الكتابية للمشاركة مع أعدائهم لتضليل الجماهير ودعوتها إلى مقاطعة الانتخابات، وعذرهم الفساد. شاء هؤلاء أم أبوا، فهم وقفوا مع أعداء العراق الجديد من البعثيين والدواعش في خندق واحد، ويسيرون معهم نحو الهاوية وهم نيام.

إذا كان عذركم الفساد، فالفساد أيها السادة لا يمكن محاربته بمقاطعة الانتخابات، بل بالمشاركة الفعالة والمكثفة فيها لاختيار المرشحين النزيهين الشرفاء والتخلص من الفاسدين. أما التحجج بان نفس الوجوه والشخصيات والكيانات السياسية ستفوز، فهذه الحجة باطلة، لأنه حتى ولو جاءت نفس الوجوه والكيانات، فهذه هي الديمقراطية التي تحتم علينا احترام نتائجها حتى ولو كانت ضد اختياراتنا. لذلك فإن رفضكم لنتائج الاقتراع دليل على رفضكم للديمقراطية، وعدم احترامكم للجماهير التي تتحدثون باسمها وهي منكم براء. (راجع مقالنا: لماذا يجب أن نقبل نتائج الانتخابات وإن بدت مخيبة لآمالنا-1).

لقد أفادت الأرقام التي أعلنتها مفوضية الانتخابات عن انتخابات 2018، أن تنافس فيها 320 حزباً سياسياً وائتلافاً وقائمةً انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفاً انتخابياً، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحاً، وهذا العدد أقل من عدد مرشحي انتخابات العام 2014 الذين تجاوز عددهم 9 آلاف.... وأفادت أيضاً، أن "عدد الذين يحق لهم التصويت بلغ 24 مليوناً و353 ناخباً"، و"المجموع الكلي للناخبين الذين صوتوا بلغ 10 ملايين و840 الفاً و989 ناخباً"، وبذلك تشكل النسبة لحد هذه الساعة نسبة المشاركين في الاقتراع الكلي 44.52 من عدد الناخبين".(2)

والسؤال هنا، أليس من بين 7367 مرشحاً أي نزيه وشريف يستحق أصواتنا؟
فإذا قلتم كلا، فهذه إهانة للشعب العراقي واتهامه بأنه لا ينجب إلا الفاسدين والإرهابيين، وبالتالي فالشعب كله فاسد.. وهذا تجاوز على الشعب و لا يقبله العقل السليم. فالدراسات الأكاديمية لاستطلاعات رأي الشعوب في الدول الديمقراطية العريقة المتحضرة، تأخذ عيِّنات من المجتمع نادراً ما تتجاوز الألف، وعلى ضوء هذه العينة يعرفون رأي الشعب وموقف من قضية ما، وأي حزب سيفوز في الانتخابات، ويضعون احتمالات الخطأ في حدود (5%)، وهذا مقبول. وتفسيرهم لذلك أنك يمكن أن تعرف طعم برميل من الماء بتذوق قطرة منه، ولا تحتاج أن تشرب البرميل كله!!
فإذا كانت شركات استطلاع الرأي في العالم، وهي تعتمد على أكاديميين بارزين في معرفة رأي الشعوب على عينة بحدود الألف شخص، فلماذا لا نعتمد على رأي (10 ملايين و840 الفاً و989 ناخباً من الشعب العراقي)؟
وما هو دليلكم على أن موقف المقاطعين يختلف عن موقف المشاركين؟ وهل المقاطعون جميعهم من حزب واحد وقائمة واحدة أو مكوَّن واحد؟ كلا وألف كلا، فكما اختلف المشاركون في مواقفهم من المرشحين، كذلك المقاطعون. وعليه فأنتم على خطأ كبير وقدمتم خدمة بالمجان لأعدائكم.

والأدهى والأنكى، أن راح أنصار مقاطعة الانتخابات يتباهون بهبوط نسبة المشاركين في التصويت (45%)، ويشمتون، وفرحوا فرح الأطفال السذج، وادعوا الانتصار، ولكنه في الحقيقة هو انتصار على أنفسهم. وهذا يذكرني بطريفة ذات مغزى ذكرها عميد الأدب العربي طه حسين، في سيرته الذاتية (الأيام)، مفادها أنه عندما كان طالباً في جامعة القاهرة، قام الطلبة مرة بالإضراب عن الدوام لسبب ما. ولما جاء أستاذ اللغة اللاتينية، وهو إيطالي، ليلقي المحاضرة، فوجد الطلبة خارج القاعة، وطلب منهم الدخول ليلقي الدرس، فرفض الطلبة وأخبروه أنهم مضربون. وهنا قال لهم الأستاذ: ولكن أنتم الذين ستخسرون، فقالوا ليكن!! وهنا ضحك الأستاذ وقال: أنتم تتصرفون كذلك الإيطالي الذي تشاجر مع زوجته وأراد أن يعاقبها، فأخصى نفسه!!! ويعلق طه حسين أنه كره الإضراب ولم يشارك فيه منذ تلك الساعة.

أيها المقاطعون أنت انتصرتم على أنفسكم باخصائكم لأنفسكم، وذلك بالتخلي عن حقكم في التصويت الذي وفره لكم النظام الديمقراطي. أما الانتخابات فقد سارت على قدم وساق، وبنجاح رغم مقاطعتكم لها، فالشرعية الدستورية للانتخابات مضمون حتى ولو شارك فيه أقل من 10% من الذين يحق لهم التصويت. إذ كما علقّ أحد الأصدقاء: (... ماذا يريد الذين يتحدثون بالنسبة المتدنية؟ إلغاء الانتخابات؟ طيب، ألغيت، ثم أعيدت، وشارك عدد أقل، فماذا نصنع؟ الانتخابات جرت وهي شرعية و نصر للديمقراطية، ويجب سد الطريق أمام أعداء العراق- بعد- 2003 وفي مقدمتهم البعث والسعودية، فهؤلاء كانوا ما بين انتخابات فاز فيها بطل التحرير القومي بنسبة 100% تماماً ولا صوت واحد ضده، وبين بلد ربما لا يعرف الكثيرون فيه معنى مصطلح انتخابات.)

إن الدعوة لإلغاء الانتخابات يعني إعطاء الذريعة لأعداء الديمقراطية بعدم شرعية الحكومة، والعمل على إغراق البلاد في فوضى عارمة لإعطاء الذريعة لفلول البعث، والعودة إلى عهد الانقلابات العسكرية، والبيان الأول، ونشيد (ألله أكبر فوق كيد المعتدي)، وإعادة الدكتاتورية البعثية بنسختها الوهابية الداعشية المتوحشة.
فبعد كل الكوارث التي جلبها الاستبداد البعثي وغير البعثي لن يسمح لكم الشعب بذلك.

[email protected]
الموقع الشخصي للكاتب على الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=26
ــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د.عبدالخالق حسين: لماذا يجب أن نقبل نتائج الانتخابات وإن بدت مخيبة لآمالنا؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=599180

2- بالأرقام .. المفوضية تعلن نسب المشاركين بالانتخابات
http://www.akhbaar.org/home/2018/5/244066.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع المناضل عادل المراد
- لماذا يجب أن نقبل نتائج الانتخابات وإن بدت مخيبة لآمالنا؟
- نجاح الانتخابات انتصار للعراق الديمقراطي
- انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، أسبابه وتداعياته
- مرة أخرى، لماذا نؤيد أمريكا في العراق ونعارضها في سوريا؟
- شيطنة العدو لتبرير إبادته
- تهمة الكيمياوي السوري ذريعة لتدمير المنطقة
- مّنْ المستفيد من معاداة أمريكا؟
- قانون شركة النفط الوطنية أكبر جريمة بحق الشعب العراقي
- علي الوردي وفالح عبد الجبار: هل فاق التلميذ أستاذه؟
- سلامة موسى.. داعية الحرية وفن الحياة
- ما البديل عن مؤتمر الكويت لاعمار العراق؟
- ما البديل عن رحيل القوات الأمريكية؟
- لماذا المشاركة في الانتخابات واجب وطني؟
- حذاري من تأجيل الانتخابات!
- لا للتجنيد الإجباري!
- هل ما يجري في إيران هو استنساخ للسيناريو السوري؟
- الحشد الشعبي ما بعد داعش
- لا لمشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات
- المخفي من مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - المقاطعون انتصروا على أنفسهم!!