أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي














المزيد.....

اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العبارة الأكثر تداولا اليوم ونحن خارجون من سباق إنتخابي فاز به نفس المتسابقون السابقون، هي إجماع جميع الكتل السياسية التي شاركت في هذا السباق وحصلت على "ميداليات" عديدة، قولها وهي تهنيء بعضها البعض بهيمنتها لأربع سنوات عجاف قادمة من حياة شعبنا هي: "إننا منفتحون على جميع القوائم القريبة من برنامجنا "، وأنّ" العراق قائم على مكوّنات متعددة ولن يستقر إلا بأن تتمثّل كلها في الحكومة"!! وعلى "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبويّة بأسرع وقت ممكن لتتمكن من تقديم الخدمات للشعب وتعبّر عن تطلعاته المشروعة وضرورة أن يكون قرار تشكيل الحكومة قراراً وطنياً وأهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة التي تنتهج مساراً وطنياً في تشكيل الحكومة المقبلة".

دعونا نبدأ من نقطة غاية بالأهمية والتي تُعتبر المفتاح الرئيسي لفتح أبواب موصدة كثيرة في المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية، وهي الوطنية التي تتعكز عليها جميع الكتل وهي تخاطب جماهير شعبنا التي عانت وتعاني من فساد وإجرام جميع الأحزاب المتنفذة والمهيمنة على المشهد السياسي منذ الإحتلال لليوم على الأقّل ولليوم. وبدايتنا هي: ما معنى الوطنية في عرف هذه الأحزاب والتنظيمات، وهل يملكون شيء منها؟

ما يجري في بلدنا هو كالدولاب الذي يدور لتصل مقاعده في حركته المستمرة الى نفس نقاط حركتها اول أمرها ميكانيكيا، والأحزاب الحاكمة في فسادها وجرائمها هي كما الاواني المستطرقة كيمياويا، ففسادها وجرائمها متساوية كتساوي السائل المتجانس في تلك الانابيب، وفي السياسة فان هذا السائل المتجانس هو فساد وخيانة واجرام الطغمة الحاكمة بالخضراء منذ الاحتلال لليوم.

المضحك المبكي في عراقنا اليوم هو، أنّ جميع الأحزاب السياسية العراقية تقريبا، تحمل راية عريضة جدا وهي الوطنية! الا أنها جميعا تخسر في الأمتار الأولى من سباق مارثون الوطنية هذا. فمنها من يخسرها لأن مدربه إيراني، والآخر يخسرها لأن مدربه سعودي، والآخر يخسرها لأن مدربّه أمريكي، لذا ترى الوطنية ومنذ الإحتلال الامريكي لبلدنا ولليوم عبارة عن تنازلات بالجملة لهذه البلدان وعلى الضد من مصالح شعبنا ووطننا. لذا فأنّ إنتهاج المسار الوطني من قبل هذه القوى ليس سوى زوبعة في فنجان.

إن كانت جميع القوائم منفتحة على بعضها البعض، ومستعدة لتشكيل حكومة من القوائم المتقاربة في برامجها. فلا نرى سببا مطلقا لإجراء الإنتخابات، ما دامت برامج جميع القوى السياسية والقوائم الإنتخابية تطالب بمحاربة الفساد وتجاوز الطائفية كحالة مستديمة بالحكم، علاوة على مطالبتها بدولة المواطنة التي تحترم الإنسان العراقي بغضّ النظر عن قوميته ودينه ومذهبه ومعتقده السياسي. والذي يؤكد هذا الإستنتاج هو مطالبة جميع القوائم التي تتصارع فيما بينها و لا أدري لماذا!؟ هو أهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة ذات النهج الوطني في تشكيل الحكومة!!! وكدليل على إستمرار نهج المحاصصة المدمّر هو مطالبة إشتراك جميع المكوّنات في الحكومة!!

هناك في كل دول العالم ومجتمعاتها معقول ولا معقول ، الا في العراق فاللامعقول واللامعقول هو من يتسيد المشهد المتناقض في كل شيء فيه. فاللامعقول هو عدم اتفاق قوى الفساد على استمرار فسادها، واللامعقول هو عدم تشكيل حكومة من جميع قوى الفساد هذه، واللامعقول هو خروج الجماهير التي قاطعت الأنتخابات بالملايين الى الشوارع دفاعا عن أسباب رفضها للانتخابات. تخيلوا معي لو خرج من قاطعوا الأنتخابات وهم بالملايين الى ساحات التحرير بالعراق بزخمهم وهمتهم التي عبروا عنها بالأنتخابات لعدة أسابيع متتالية، أو إفترشوا تلكم الساحات فهل ستكون هناك حكومة بالخضراء، وكيف سيكون ميزان القوى؟

إنّ ما يجري على المسرح السياسي البائس اليوم ونحن ننتظر ولادة "قيصريّة" لحكومة "وطنية" ليس سوى أضغاث أحلام. لقد أضعنا كل شيء وشعبنا سلبي في نضاله ، وأحزابنا الوطنية إنحنت أمام العاصفة ذات الريح السوداء. ليس لوحدها بل ومعها الجماهير التي تخرج بالعشرات والمئات من أجل توفير الخدمات أو بإعتراضها على قوانين تمس مفاهيم الدولة العلمانيّة ومطالبتها بتوفير فرص العمل والخدمات، الّا أنها تستأسد وهي تقاطع الإنتخابات بالملايين.

أيتها السيدات والسادة، كلنا مسؤولون بهذا القدر أو ذاك عمّا يواجهه وطننا وشعبنا.. كلنا مسؤولون عن كم الخراب الهائل الذي حدث ويحدث لليوم.. كلنا مسؤولون ، لأننا لا نمتلك الإرادة الحقيقية في مواجهة اللصوص والقتلة والفاسدين.

الحكومة القادمة ستكون حكومة طبق الأصل للواتي سبقتها، والسنوات الأربع القادمة ستكون كاللواتي سبقتها. فميزان القوى لا زال يميل الى حيث القتلة والفاسدين وبياعي الوطن. فالنجاح له آباء كثر والفشل لا أب له، أمّا في وطننا فللفشل آباء بعدد الأحزاب والقوائم .



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السبت القادم ستعرض بلادي للبيع من يشتري؟
- السيّد السيستاني على مسافة واحدة من الخوش ولد والموخوش ولد!! ...
- البارزاني يطالب بإستمرار نهج المحاصصة
- وداعا دانا جلال .. وداعا أبن الوند
- الكورد الفيليون الشيعة والعرب الشيعة بين قانوني جهرم ورفحاء
- 31 آذار و پ. ب. راي وذيوله
- نفس العضّة ونفس الدكتور
- خمسة عشر عاما على الأحتلال ... وعود ونتائج وآمال
- نوروز بلون الدم وطعم العلقم
- طاعون فساد الإسلام السياسي سيلتهم ما تبقى من العراق
- ماذا يريد الصدر بحقّ السماء !!
- المجموعات الشيعية وتدمير الدولة الوطنية العراقية في أوّل تجر ...
- السيستاني يبايع الدعوي الفاسد حيدر العبادي
- إيران وإحياء فتوى إبادة الشيوعيين .. لِمَ اليوم !؟
- قراءة في بعض ما جاء بخطاب العبادي أمام مؤتمر -إعمار- العراق
- تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي
- الجيشان العراقي والسوري حطب طموحات ولي الفقيه التوسّعية
- بغداد الأزل بين الهزل والهزل
- عفرين .. أسطورة ونشيد للحريّة
- الشيوعيون وسائرون والإنتخابات ... ما العمل؟


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - اللامعقول واللامعقول في المشهد السياسي العراقي