|
الأقليات الدينية المسيحية بالمغرب وإشكالية التأويل من داخل البراديغم الإسلامي
يوسف الغبوري
(Youssef El Ghabouri)
الحوار المتمدن-العدد: 5880 - 2018 / 5 / 22 - 01:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوسف الغبوري طالب باحث في علم الإجتماع
إن الدخول والتعمق في إشكالية من قبيل الأقليات الدينية المسيحية بالمغرب والبحث في العوامل التي يتشكّل من خلالها التحول الديني لدى هذه الفئة لهو قبول ضمني بالدخول في سيرورة من الأسئلة والإشكالات الإبستيمولوجية من جهة والإجتماعية والثقافية والدينية من جهة أخرى. فإذا توقفنا في المقالة الأولى العدد 5867 على النقد الفقهي والقانوني لحرّية المعتقد، وحاولنا الوقوف على إشكالية مهمة حول التحول الديني من الإسلام نحو المسيحية هل هو ردّة أم حرية اعتقاد، وكيف تناول النص القانوني حرية المعتقد بالمغرب، وأقصد هنا الفصل 220 من القانون الجنائي. ففي هذه المقالة سنحاول الوقوف على التحوّل الديني وإشكالية التأويل من داخل البراديغم الإسلامي، وكيف يفكّر العقل الإسلامي في التحوّل الديني نحو المسيحية. هذا المقال لم أصغه عن فراغ اجتماعي، إنه نتيجة بحث سوسيولوجي حول الأقليات الدينية المسيحية بالمغرب والذي حاولت صياغته في مقالات علمية قصد توسيع دائرة المعرفة وإعادة النظر في ما أطلقت عليه صرخة الأقليات، وهو العنوان الذي أقترحه كشعار من أجل إعادة النظر في وضع الأقليات بالمغرب. وعليه، فالتحول من دين لآخر هو عبارة عن مسيرة دخول لعالم جديد من الإيمان والطقوس والممارسات الاجتماعية والدينية، بل هو بناء لهوية جديدة، وكما عرّفه القديس أوغسطين في كتابه "الإعترافات" باعتباره مسيرة داخلية وروحية شخصية عميقة، هذا التحول الديني يختلف باختلاف وجهات النظر سواء بالنظر لطرفي التحول أو التحوّل بحد ذاته، وهنا تُطرح إشكالية التأويل، وهنا يجد الإختلاف شرعيته، فتأويلنا لظاهرة معينة يرتبط بتدخُل الخصائص الفردية في تحديد الواقع، وعليه يتمّ أيقنة المتحوّل الديني، أي جعله أيقونة تم تقديسها أو تدنيسها حسب كل طرف، وهذا يجب أن ننتبه له في تحليلنا. إن التأويل في هذا المستوى من التحليل يجعلنا أمام ما يمكن أن نسميه بتحيّزات القراءة: أي غالبا ما تكون قراءة التحول الديني قراءة متحيزة، إمّا متهمة له بالخوف أو الطمع دون وجود دوافع إيمانية من جهة أو بالوعي وبالرغبة في التحرر من القيود من جهة أخرى، وكل هذا يؤكد فكرة أساسية تدعم اعتبار تأويلنا لظاهرة التحول الديني يرتبط بالأساس بطرفي التحول أي الدين الذي تحوّل إليه والدين الذي تحول عنه الفرد، وكيف يتم قراءة هذا التحوّل، خصوصا أن المواقع تحدد المواقف. وعليه، فنقاشننا للتحوّل الديني من داخل البراديغم الإسلامي بناءا على هذا المدخل الإبستيمولوجي الذي اقترحناه يفرض علينا منهجيا أن نلجئ للميدان، وفي هذا الصدد قمت باستقصاء آراء لعينة عشوائية لأفراد ذوي انتماء ديني إسلامي، وكان الهدف من وراء هذا النزول الأولي للميدان هو معرفة تمثل هؤلاء الأفراد المسلمون للتحوّل الديني من الإسلام نحو المسيحية، وفي نظرهم ما هي الأسباب التي تدفع بالفرد للخروج من الإسلام والعبور نحو المسيحية، وهذه بمثابة خطوة أوّلية لمحاولة فهم ظاهرة التحوّل الديني انطلاقا من آراء عامّة الناس أو ما يمكن أن نسمّيه سوسيولوجيا بالحس المشترك؛ أي مجموع الآراء التي تجوب المجتمع في لحظة زمنية معينة والتي تفتقد لأي أساس علمي، وسيكون بمثابة مدخل لتأسيس الموقف السوسيولوجي بخصوص هذا التحوّل. في هذه المقالة سأحاول الوقوف على بعض أسباب التحول الديني من الإسلام إلى المسيحية من وجهة نظر هذه العينة ذات الإنتماء الإسلامي ونقف على إشكالية التأويل من خلال تحليلنا، أما إشكالية التمثل، وكيف يتمثل العقل الإسلامي التحوّل الديني فسنتركه للمقال القادم، وعليه سنقف على ثلاثة أسباب أساسية للتحول الديني كما اقترحتها هذه العينة. 1.المال وكسب الشهرة أهم أسباب التحوّل الديني من الإسلام نحو المسيحية : "خالف تُعرف"، "بغا يْبَانْ"، "الفلوس لي خلاوهم يتحولوا" ... هذه الجمل وغيرها كثيرة تكررت إثر إجراء استقصاء آراء لنفس العينة، والتي اعتبرت أن التحوّل الديني واعتناق المسيحية لا يستند إلى قناعات موضوعية أو دوافع إيمانية صادقة بقدر ما يتعلق الأمر برهانات شخصية ككسب الشهرة والمال، فهذه العينة ولو كان معظمها عاميّا وأقل فهم للدين إلاّ أنّهم أكثر تعصّبا له. فهذا الرأي أسند التحوّل الديني إلى الرّغبة في الشهرة خصوصا في ظلّ هيمنة الثقافة الدينية الإسلامية، والرغبة في الكسب الإقتصادي وهنا يستند هذا الدافع للجبرية الاقتصادية. وعليه فالتحول الديني من الإسلام إلى المسيحية حسب هذا الطرح لا يشترط الاقتناع العقائدي بقدر ما يتعلّق الأمر باستجابة لعوامل نفسية واقتصادية واجتماعية معيّنة، فالتحول الديني حسب هذه العينة هو تحوّل مشوّه ومُجهض لا يتولّد عن دوافع إيمانية صادقة بقدر ما يتعلّق الأمر بالبحث عن الشهرة، والكسب المادي. ففيما يتعلّق بالشهرة يجب أن نستحضر أن الدين المهيمن هو الإسلام، والمتحوّلون للمسيحية هم أقلية، وغالبا ما يتم وضع المجهر الاجتماعي عليهم، فعندما ينشئ الفرد داخل جسد اجتماعي وثقافي يسوده فكر ديني إسلامي يصبح بشكل حتمي موضوع نقاش عمومي بمجرّد ما يترك هذا الفرد دينه وبالتالي اكتساب نوع من الشهرة التي تمتزج بالرّفض وعدم القبول. هذا السبب يجد مساحة شاسعة في آراء هؤلاء الأفراد. أمّا ما يخصّ السبب الاقتصادي، أي رغبة المتحوّل في الكسب المادي، فالفقر، و والفقر المادي بالخصوص قد يكون عاملا أساسيا من العوامل الفاعلة في سيرورة التحوّل الديني خصوصا في ظل تعرّض الفرد للإغراءات المادية. وفي ظل انتهاج الدولة لسياسات اجتماعية ترقيعية، وهيمنة المقاربة الإحسانية في صنع ما يسمى بالسياسات الاجتماعية لمحاربة ظاهرة الفقر، أي عدم اللجوء لحلول جذرية وفاعلة ذات خلفية قانونية صارمة بقدر ما يتم التعامل معها بمنطق الصدقة والإحسان... كل هذا قد يجعل المواطن الفقير في موقع هش يسهل استدراجه لأي دين بمجرّد إغراء مادي. وهنا نطرح الإشكال: كيف يمكن أن نتنبأ بإيمان صحيح من إنسان لا يتوفّر على رأسمال يضمن ثبات تفكيره؟ فانطلاقا مما سبق يمكن أن نخلص إلى أن التحول الديني من الإسلام إلى المسيحية لا يتولّد من دوافع موضوعية وقناعات إيمانية بقدر ما يستند الأمر إلى البحث عن الشهرة والمال. نلاحظ أن هذا الطرح أغفل جانب الإيمان والإقتناع وانتصر لمحددات خارجية كالشهرة والمال، وكمدخل للفهم، يجب أن نستحضر أولا أن هذه العينة مسلمة، وبالتالي تمثلاتها حول صناعة الأقلية الدينية قد تكون مبنية على التنقيص من صدق إيمان الآخر لتقوية إيديولوجيتهم وخلفيتهم الدينية. 2.الجنس كعامل مفسّر للتحوّل الديني : بالإضافة للشهرة والكسب المادي، أخد العامل الجنسي حيزا مهما في أراء هذه العينة حول التحوّل الديني وصناعة الأقلية فقد أعزوا الخروج من الإسلام واعتناق المسيحية إلى الممارسة الحرّة للجنس، خصوصا عندما نعلم أن الجنسانية الإسلامية جنسانية صارمة، تستند لمعيارية مؤسسة بنصوص قطعية، الشيء الذي دفعهم لاعتناق المسيحية لاعتقادهم أن هذه الديانة تبيح الجنس... لكن إلى أيّ حد يمكننا أن نطمئنّ لهذا الموقف؟ وإذا كانت الجنسانية الإسلامية جنسانية صارمة، هل يعني هذا بالضرورة أن الجنس مباح في المسيحية؟ عندما نعود للكتاب المقدس ونحاول أن نبحث عن صورة الجنس في الديانة المسيحية ونبحث عن معاييرها نجد على سبيل المثال: "هذه هي مشيئة الله.. أن تمتنعوا عن العهارة" (تسالونيكي1، الإصحاح4، الآية 3) فالاعتقاد السائد أن العلاقات القائمة على التراضي هي علاقات مقبولة في المسيحية ولو كانت خارج إطار الزواج على عكس الإسلام الذي يحرّمها تحريما قطعيا هو اعتقاد يسوده الكثير من الحس المشترك. إلّا أننا عندما نعود للكتاب المقدّس نجد كلمة "عهارة" وهذا التوظيف الاصطلاحي يعكس ويصف لنا جميع النشاطات الجنسية خارج نطاق الزواج، فانطلاقا من الآية أعلاه نلاحظ أن الله يدعوا عباده إلى الإمتناع عن العهارة، والتي قارنها الكتاب المقدّس بالزنى والسكر والقتل وعبادة الأصنام كما نجد ذلك صراحة في (كورنثوس1، الإصحاح6، من الآية9 إلى11) . بل ذهب الكتاب المقدس إل أبعد من ذلك حيث أدان العاهرين، ونجد هذا صراحة في (العبرانيين، الإصحاح13، الآية4): "ليكن الزواج مكرّما عند الجميع، والفراش الزوجي بلا دنس، لأن الله سيدين العاهرين والزناة"، كما أن الإلتزام بالآداب الجنسية في المسيحية هو دليل على محبّة الله، كما نجد في (يوحنا1، الإصحاح5، من الآية2 إلى4). وعليه قول هذه العينة أن التحول من الإسلام إلى المسيحية يحكمه الدافع الجنسي لأن المسيحية أكثر تسامحا في هذا المجال هو أمر نسبي، فعندما نعود للمسيحية في نسختها الأصل ويتعلّق الأمر بالكتاب المقدّس نجد عكس هذا تماما، فالمسيحية بدورها صارمة في التعامل مع الجنس ولديها آداب جنسية... وبالتالي فهذا السبب الذي اقترحه هؤلاء ما هو إلا نتيجة للجهل المقدس، والحس المشترك، أي مجموعة من الآراء التي تسود المجتمع وتفتقر لأي أساس علمي كما قلنا سابقا مما يزكيّ الفرضية التي طرحتها في السبب السّابق ويتعلق الأمر بالدفاع عن إيديولوجيتهم ودينهم . وعلى سبيل الخلاصة نختم بهذه الآية:"اهربوا من العهارة، كل خطيئة أخرى يرتكبها الإنسان هي خارج جسده، أما الذي يمارس العهارة فيخطئ إلى جسده الخاص" (كورنثوس1، الإصحاح6، الآية18). 3.الكسل عن العبادة كسبب من أسباب التحول الديني من الإسلام للمسيحية : من الأسباب أيضا التي تم التأكيد عليها من طرف هذه العينة: الكسل عن العبادة، وقد تمّ تفسير هذا السبب بالتهاون التام في فعل الطاعة، وقسوة القلب، و موت المشاعر الدينية، بالإضافة للاستهانة بالمكروهات والمعاصي بحيث تفوت الفرد مواسم وأوقات العبادة ولا يتأثر بذلك، مما يجعل العبادة ثقيلة وصعبة عليه، ومن جهة أخرى العبادة في الإسلام تتميز بصرامتها وضوابطها المعيارية، فإذا أخدنا أركان الإسلام على سبيل المثال: "الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم والحج" يجب أن نستحضر هنا أن هذه الأسس الناظمة للدين الإسلامي تتميّز بسيرورتها ودوامها، وشروطها العامة التي لا تصح إلا بصحّتها، كما تأتي في أوقات مختلفة، فمثلا الصلاة لها وقت يختلط بأوقات النوم "الفجر مثلا"، وهذا لحكمة ما ربما تتجلى في اختبار مدى صبر المسلم وقوة إيمانه. ما يهمنا في هذا المستوى من التحليل أن العبادة في الإسلام تتميّز بصرامتها وظوابطها وشروطها، مما يجعل الصبر أساسا من أسس العبادة في الإسلام، الشيء الذي يولد احتجاجا صامتا إن صح التعبير عن العبادة يتجلى في الكسل في أداءها. مما ينتج عنه بشكل حتمي حسب هذه العينة التحوّل الديني من الإسلام نحو المسيحية. وهذا لا يعني أن المسيحية خالية من العبادة، بل لها أشكالها الخاصة من العبادات، فالعبادة في المسيحية تتميّز بسمتين أساسيتين: أوّلا: عبادة الرب بالروح والحق، أو كما نجد في (يوحنا، الإصحاح4، الآية23): "ولكن تأتي ساعة، وهي الآن، حين العباد الحقيقيون يعبدون اللأب بالروح والحق، فإن الأب طالب مثل هؤلاء ليعبدوه). ثانيا: هذه العبادة لا دخل لها بوضعنا الجسدي بل تتّصل بكياننا الداخلي، وتتطلّب التركيز على الله، وهذا ما نجده في (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية12،الآية1): "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدّموا أجسادكم ذبيحة حية مقدّسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة". فنلاحظ انطلاقا من هذه المقارنة أن العبادة في المسيحية تختلف عن العبادة في الإسلام، فالأولى عبادة روحية بالأساس في حين الثانية تمزج بين ما هو روحي كالخشوع... وما هو جسدي كحركات الصلاة، الصوم عن الأكل والشرب طيلة النهار... وعليه فإن الكسل عن العبادة في الإسلام يدفع بالشباب للتحول الديني نحو المسيحية كعبادة روحية وإن صح التعبير سهلة. وهنا نطرح الإشكال السالف: إلى أيّ حد يمكن أن نخضع هذا التصوّر النظري للمعالجة السوسيولوجية؟ وحتى لا نغرق في التحليل سأتوقف عند ملاحظتين أساسيتين كمدخل سوسيولوجي للفهم: أوّلا: سنتوقف عند مفهوم "الكسل" وهو التثاقل عما لا ينبغي أن نتثاقل عنه كما جاء في لسان العرب لابن منظور، كما يمكن أن نعتبر الكسل فعل كل شيء في أقل وقت ممكن وبأبسط طريقة، فمن جهة ليس بالضرورة أن يكون الكسل سببا للتحوّل الديني، فكم من مسلم يتكاسل عن أداء العبادة كجمع الصلوات... لكنه لا يتحوّل لدين آخر، فالكسل كسبب للتحوّل هو أمر نسبي. المسألة الثانية: تنصبّ على مستوى المفهوم أيضا، فأقترح كمفهوم بديل للتحليل مفهوم "سقوط قداسة الإله" بدل مفهوم الكسل، فعندما يتهاون الفرد عن أداء العبادة ويتماطل في ذلك فهذا ليس كسلا كما يتصوّر العقل السائد، بل إن قداسة الإله الذي يؤمن به هذا الفرد وعظمته في مخيلته بدأت تتلاشى وتسقط، وعندما تسقط قداسة الإله وعظمته من مخيلة من يعتقد به فإنه بالضرورة سيتهاون عن العبادة، بل يصل الأمر بهذا المعنى إلى التحول الديني نحو دين آخر أو نحو اللادين دون أن يحسّ بالحرج، وهذا ما يمكن أن نسمّيه بالتحوّل المضاد، أي التحول من الدين إلى اللادين، أو الإلحاد. إن شهادات هؤلاء الأفراد تعكس طبيعة العقل الفقهي وتأويله لظاهرة التحوّل الديني من الإسلام إلى المسيحية، هذا العقل الذي ظلّ جامدا عند حدود تأويل ضيق النطاق يعكس دوغمائية متجذرة، كما يكرّس لخطاب الإقصاء لنفي الأقلّية وإبعادها وتهميشها. إن شرط التقدّم اليوم هو إحداث تغيّر جذري شامل، هذا التغيير يشمل جانبين أساسيين: جانب علمي مرتبط بالأساس المادي للمجتمع، وبناء حضاري يرتكز على الروح والعقل، فشرط التغيير هو استهداف الجانب اللامادّي للمجتمع وتغيير مختلف المفاهيم والقيم المرتبطة به ومحاولة تكييفها بما يتناسب مع المجتمع الجديد، وهذا ما دعى له الدكتور محمد النويهي في "كتابه نحو ثورة في الفكر الديني". الإشكال أن المجتمع المحافظ يظلّ وفيا لرواسب النظام القديم والذي يقف حجر عثرة أمام خلق الثورة الفكرية، فكل من نسج خطاب التجديد والتغيير يصاب بسهام من التّهم والعداوات سواء في الجانب الديني أو الأخلاقي أو القومي... لا لشيء إلا لأن هذا التغيير يهدد مصالح وامتيازات القوى الرجعية، فالمفكّر الذي يفسد على الناس حفلاتهم التنكرية سيُصبُّ عليه جام الغضب الشعبي لأن المجتمع تأقلم مع الرجعية إلى درجة عدم التمييز بين الخرافة والعقيدة الصحيحة... فرجال الدين بالخصوص يعارضون دائما كلّ تجديد في الفكر ويسعون في محاربته معتقدون أن الدين جاء بالحلول النهائية لكلّ مشكل من مشاكل البشرية، فلا يكادون يفسّرون أي نصّ مقدّس إلا باستحضار عين الماضي، بل يمتدّ الأمر إلى بسط سلطانهم على كل ما هو خارج على الشأن الديني فحرّموا ما شاءوا في العلم والطب والفلك باسم الدّين وكل شيء قائم على نوع من التسويغ اللاهوتي والتفسير الضيق المتجمّد للنص المقدّس. فما أحوجنا اليوم إلى نزع احتكار رجال الدين عن النصّ المقدّس ليكون للجميع ومن حق الجميع. وبالتالي من الطبيعي أن يمتدّ هذا الفكر ليمتزج بطبيعة التأويل الذي يستند إليه العقل الإسلامي مما يجعل سؤال التجديد مطلبا حتميا، ويظل رهانا أساسيا لخلق مجتمع يسوده العيش المشترك.
#يوسف_الغبوري (هاشتاغ)
Youssef_El_Ghabouri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-إشكالية تغيير المعتقد بالمغرب بين تراجيديا الرفض الإجتماعي
...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|