أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - يوم قائظ في أريحا














المزيد.....


يوم قائظ في أريحا


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 14:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


آخر مشهد للصراع كان في" أريحا"، ولم تكن "أريحا أولا؛ حتى تكون أخيرا، إذن هو القرار العدواني المتكرر، قرار متجدد بأشكاله المتنوعة، فقد أتى بالموت بكل الاشكال والألوان وفق آخر صيحات الموضة، وجاء مجنزرا وحصارا ودمارا وجدارا استباحيا، ورقع متفرقة من الأرض الحزينة تسمى "بالكونتونات", يحدها الموت من الجهات الأربع؛ في وضع تاريخي فريد يسهل دروس الجغرافيا ويعقد رسم الخرائط.
العذاب الفلسطيني تحول على يد الابداع الصهيوني الى دعاية انتخابية مميزة؛ ومادة تنافسية بين الأحزاب الصهيونية، تجعل الدم والقيود والأشلاء والركام اصواتا انتخابية دسمة، تحسم معركة "اولمرت" كوريث أصيل لشارون، ففي طبعة حديثة للتوحش العصري، وتعديلات طفيفة على خطط السلام، وبإشارة من منظمي الحملات الانتخابية يقتحم لحمنا المعتقل ليؤكل نيئا، والغاية الانتخابية تبرر الوسيلة في العرف البريطاني الأصيل، وفي البدع الديمقراطية الأمريكية.
ما بين قتل وقتل يوجد الكثير في جعبة الجنود الضجرين، ولقتل الوقت والروتين الاحتلالي لا بأس من اقتحام السجون واستبدالها بسجون جديدة، وما بين إبادة وأخرى لا بأس من التسلية في اجتياح ليس على جدول الأعمال, واغتيال ودمار لتمضية الوقت بمهنية لائقة، فكل شيء ممكن ومستباح لحسم نتيجة الانتخابات.
لحظات الزمن البطيء في أريحا؛ تفاصيل مخزية للواقع العربي الداخل في المألوف، تفاصيل لا تختلف نوعيا عن السيرة العربية الحديثة المحتضنة للهوان، فهي تفاصيل اعتيادية مألوفة في بلاد العراق، يدور إيقاع الدم فيها على وقع الصمت العربي المدوي بجدارة.
في أوطأ بقعة على وجه الأرض لا أحد يسمعنا، الصرخات ابتعلتها "سدوم وعمورية"، وللعرب آذان من طين وأخرى من عجين، فلم يسمع أحد منهم صلوات الأمهات ولانحيبهن، ولا أحد في بني يعرب يبالي بعرينا على الشاشات، ولا بظهرنا المدمى من أثر السياط، ولا من مكترث بانسحاب الكرامة من اللغة، ولا من مبال بدخول الذل بقوة إلى قيم العروبة الاصيلة. لقد فضل العرب أن يشاهدوا الاسرى وقد تحولوا إلى شهداء يتغنون ببطولاتهم، فهذا المشهد الفلسطيني المفضل بالنسبة إليهم، وانقسمنا نحن بين من يرون الاستشهاد وقد أصبح ملاذا من الهزيمة، ومن لا يرى فرقا بين أن يكون الفلسطيني شهيدا او اسيرا في أرض تستوي بها الحياة مع الموت.
غير مسموح في أعقاب أريحا ان يتحدث مفاوضنا عن العودة للمربع الأول، فبعد أريحا علينا العودة إلى مربعنا الصفري؛ بالتفاوض أولا على الاحتفاظ بملابسنا، وعلى حريتنا في اختيار سجوننا، وعلى حقنا في الإخلاص لأسلاكنا الشائكة، وجدران سجوننا وحماية اسمنتها من نتش الجرافات، وحريتنا في تعديل نص موتنا المعلب في الاتفاقات, وقبل كل هذا وذاك ان نتعلم بأن لا نلدغ من الجحر مرتين..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المرأة كنقطة اشتباك في المجلس التشريعي الفلسطيني
- الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية والمرأة
- اصطياد الجياد في نابلس
- تخوفات مشروعةعلى مكتسبات المرأة الفلسطينية
- لننتخب مرشحات الدوائر للمجلس التشريعي الفلسطيني لشجاعتهن
- لماذا هربت المرأة الفلسطينية من الترشح من خلال الدوائر للمجل ...
- المرأة الفلسطينية في الانتخابات المحلية بين قانونين
- في الطريق الى انتخاب بلدية نابلس الفلسطينية
- انعكاس أزمة اليسار الفلسطيني على الأطر النسائية الديمقراطية ...
- انتخابات المجالس المحلية في المحلة الثالثة والمرأة
- قراءة ثانية لمسودة قانون حقوق أسر الشهداء
- المرأة الفلسطينية في قانون الإنتخابات العامة
- الذكرى التاسعة عشرة لخالد نزال
- عنف سياسي ضد المرشحات
- المرأة على أبواب المرحلة الثانية لانتخابات الهيئات المحلية
- قتل على خلفية الشرف أم سفاح القربى ؟؟!
- قراءة نسوية لنتائج الانتخابات المحلية
- ليس بشطب -كوتا- المرأة تورد الإبل يا تشريعي
- تصحري يزداد اتساعا
- ملاحظات على مسودة قانون صندوق الشهداء


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - يوم قائظ في أريحا