أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - * (الديمقراطية بين المفهوم والتطبيق -2- (العلمانية















المزيد.....

* (الديمقراطية بين المفهوم والتطبيق -2- (العلمانية


خليل صارم

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( العلمانية )
قبل المتابعة مع ( الديمقراطية بين المفهوم والتطبيق ) .. يتوجب التعريج على مفهوم العلمانية الحقيقي والذي يعمل رجال الدين المتشددين في منطقتنا ( مسلمون ومسيحيون ) على تحريفه في أذهان عامة الناس .
العلمانية – مفهومها – الحاجة لها
تعريف العلمانية : لم نلاحظ أن هناك اتفاقاً واضحاً على تعريف العلمانية لدى الباحثين العرب وحتى بالنسبة للأوربيين هناك بعض التباين ولكنه غير ملحوظ بمثل هذه الحدة لدى العرب والإسلاميين .
في الغرب فان أصل الكلمة باللاتينية هي SECULARISM وتعني معجمياً
الدنيا أو الدنيوية أوالواقعية .. الحقائق .. اللاغيبية واستعملت كمصطلح يشير الى الدولة اللادينية (وهي غير الملحدة ) بل الغير محكومة برموز دينية.
SEULAR = العلماني : العلم بمعنى العالم .. العالمي .. الدنيوي خلاف الديني أو رجل الدين . أي اللاماورائي . وقصد به الغير متمسك بالغيبيات . المتعامل مع الواقع .
في قاموس أكسفورد توضيح معنى المصطلح بالانكليزية على الشكل التالي :
The view of morality and education should not be based on religion
( العلمانية مفهوم يرى ضرورة / واجب أن تقوم الأخلاق والتعليم على أسس غير ذات أبعاد دينية ) بمعنى مستمدة من الواقع . يصونها ويحميها القانون . أي المنسجمة مع الحياة والواقع . أي عدم الاتكاء على مبررات غيبية لمخالفتها . أي التعليم المفيد والذي يساهم في تطور المجتمع ورفاهيته ويكون مستمداً من الحاجة والواقع .
يبدو أن البعض قد نقل تعريف العلمانية SECULARISM عن دائرة المعارف البريطانية بشكل محدود وحرفي يوحي بمعنى خاطيء , (وهذا الخطأ هو تحريف مقصود) يقف خلفه عدد من رجال الدين المتشددين : فالتعريف الحقيقي هو : ان العلمانية هي حركة اجتماعية تهدف الى دفع الناس للاهتمام بشؤون واقعهم
( الدنيوية ) . وهذه الحركة جاءت رداً على انصراف الناس الى شؤون الآخرة والتي قسرهم عليها رجال الدين لإلهائم عن واقعهم المظلم والظالم الذي مارسه بحقهم حكام القرون الوسطى ورجال الدين الأمر الذي منع تطور المجتمع الذي اتجه الى الاتكالية.. والواقع أن هذه النزعة تنامت لتصبح اتجاهاً مضاداً للدين الذي كان يمارسه رجال الكهنوت والذي كان حقيقة منحرفاً عن مضمون الدين .
والواقع يؤكد أن العلمانية هي حركة تاريخية حملت الأفراد داخل المجتمع الغربي من المجتمع ( الثيوقراطي ) الديني المتزمت الى الحالة العلمية ( المدنية الأرضية ) وفي هذا السياق لم يعد الانسان مجبراً على تنظيم أفكاره وأعماله وفق معايير غيبية فرضت عليه مسبقاً ووضعها رجال الدين لصالح السلطة وربطوها بالدين على أنها إرادات إلهية , بل أنه يجد مباديء ومقاييس وجوده وعلاقاته في ذاته لاخارجها , على اعتبار أن المنطلقات الماورائية تنفي حس المسؤولية لدى الكائن البشري . ( وتحوله الى كائن اتكالي ) .
- يرى بيتر بيرغر في كتابه ( الواقع الاجتماعي للدين ) العلمانية .. على أنها إبعاد المجتمع عن سيطرة الرموز والمؤسسات الدينية . *( منقول ) وهذا في حد ذاته .. مفهوماً غير الإلحاد الذي يحلو للمؤسسات الدينية ورجال الدين التمسك به وإلصاقه بالعلمانية .
- ونوضح هنا أن هذا الاستبعاد لايكون قسرياً ولكنه يتم من خلال ضمانة القانون الذي يصون الحرية الشخصية في ظل نظام ديمقراطي سليم يضمن حرية المعتقد ولايوفر أي تفضيل لمعتقد على آخر الأمر الذي يترافق مع القسر والقمع والإلزام . ولاأعتقد أن العقيدة السليمة سواء كانت سماوية أو أرضية بحاجة الى القوة والقسر, لأن سلامة العقيدة بحد ذاته يضمن سعة قاعدة المؤمنين أو الملتزمين بها أما العقيدة أو النظرية أو المبدأ الذي يحتاج الى القوة , هو مشتبه ويشوبه انحراف لايتلائم والطابع الإنساني الأخلاقي لذلك فان حاجته الى القوة التي تدعمه يؤكد عدم سلامته وانحرافه عن مجراه الطبيعي السليم كي يكون في خدمة السلطة التي تبحث عن استمراريتها بالقوة وخلافاً للواقع الإنساني والأخلاقي بل وخلافاً لمنطق الطبيعة ذاته ..
من هنا يتبين لنا أن استبعاد سيطرة المؤسسات الدينية ورجال الدين على سياسة الدولة الداخلية والخارجية وإيجاد الدولة المحايدة بين كافة قطاعات وأطياف المجتمع وإزاحة تلك السيطرة عن قطاع التعليم خلقت مناخاً من الحرية مكنت العلم من أن يقفز قفزات واسعة بعد أن كان مكبلاً بعقلية رجال الدين المتخلفة التي كانت ترى في التطور العلمي( في أوربا العصر الوسيط) شكلاً من أشكال السحر والالحاد فتحاكم العلماء وتقتلهم . وهكذا تطورت المجتمعات الغربية بهذا الشكل السريع منذ أواخر الثورة الفرنسية وحتى الآن . وهذا دليل على أن الدين كان قد استخدم في غير مكانه السليم ووضع في خدمة السلطة فقط . ( هذا يفسر توجه الحركات التكفيرية عندنا الى اضطهاد العلماء والمفكرين والباحثين واغتيالهم ) . كما يفسر الهجوم الشرس لرجال الدين من المسلمين المتشددين على العلمانية من خلال تأويلهم المنحرف لمضمونها ومقاصدها .
- بعيداً عن آراء المنظرين الغربيين وعن التعاريف التي صدرت في الغرب عن العلمانية فأنا لاأرى ضرورة الاتكاء على آراء الباحثين الغربيين , لأن هذا التوجه يسيء لنا ويدل على عدم قدرتنا على انتاج مفاهيمنا وبالتالي قصورنا العلمي والثقافي , وهذا غير سليم وصحيح وإساءة لمفكرينا وباحثينا الذين نعتز بهم . لأن وجهة النظر الغربية جاءت وفق حاجة المجتمعات هناك وبالتالي فان هذه الرؤيا قد لاتنطبق وواقعنا وثقافتنا والتجربة أكدت ذلك مع النظرية الاشتراكية العلمية , عندما كانت الأحزاب الاشتراكية القومية والشيوعية( الأممية ) تستدعي النظرية وتطبيقاتها من خارج محيطها , لنكتشف بعد مرور عقود أنها لم تكن ملائمة لنا من حيث التطبيق الكامل وكان من المفترض أن يكون التطبيق وفق حاجاتنا أو وفق الثغرات الموجودة في مفاهيمنا وواقعنا المعاشي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وقد تبين أن تبنينا لها كان من قبيل التقليد والإعجاب معطلين عقولنا عن العمل والقبول بالتلقي فقط , والغريب أننا حفظناها كما هي في موطنها وكان لدينا القدرة على محاجة أصحابها بمفاهيمها دون أن نقترب ولو قيد أنملة من واقعنا ., الأمر الذي خلق ردة فعل ضدها بين غالبية مجتمعاتنا , ولو أنها طبقت وفق الواقع انطلاقاً مما نحن فيه لكانت قد حظيت بتأييد شامل ولوفرت العدالة التي كنا ننشدها .
- هكذا حالنا مع العلمانية بتطبيقاتها الديمقراطية والليبرالية الآن , فنخبنا جاءت بها كما هي بتطبيقاتها الكاملة في الغرب دون وعي لما يتناسب ولما لايتناسب منها مع ثقافتنا وضمن واقع مجتمعاتنا .. وواقعنا الاقتصادي . الأمر الذي ترك ثغرات كبيرة في مفهومها لدى عامة المجتمع وهذا ماأتاح لكثير من رجال الدين وخوفاً على مواقعهم.. مهاجمتها وتحميلها مالا تحتمل من تكفير واتهام بالإلحاد , في الوقت الذي لاعلاقة للعلمانية بذلك , وبنفس الأسلوب الذي هاجموا فيه الاشتراكية , كون بعض الاشتراكيين وبكل أسف بدلاً من أن يقدموا مفاهيماً تتلاءم والواقع أتوا بها كلها وألقوا بها بوجه المجتمع بكافة تنويعاته , لتدخل مع رجال الدين في معركة غير متكافئة عنوانها الإلحاد والإيمان . وخاصة مع الإسلام .
( يتبع )




#خليل_صارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ..1..الديمقراطية بيم المفهوم والتطبيق
- يانساء هذه الشعوب .. استلمن القيادة رجاءً ..؟!!
- هل ستعي القوى والأحزاب السياسية الجديدة الدرس..؟
- السيد حسن نصرالله .. غيفارا لبنان والمنطقة .. تحية لك
- انتبهوا من الخطر القادم سريعاً الى لبنان ..؟!!
- مشروع قانون تنظيم الأحزاب ..أم ..مشروع قانون منع تنظيم أحزاب ...
- مشروع قانون تنظيم الأحزاب ..أم ..مشروع قانون منع تنظيم الأحز ...
- العلمانية ... رجال الدين .. من يسيء حقيقة ً..؟
- وجهة نظر / حقوق المرأة بين غريزة التملك - الشك -المجتمع والق ...
- الفساد ..كمان ..وكمان !! هذا من فضل ربي ..؟ 2
- الفساد ثانية وثالثة ورابعة ..الخ..؟ هذا من فضل ربي ..؟
- شرط الداخل والخارج -4-سياسياً اقتصادياً - منظمات أهلية
- هل هو ايمان ؟ لماذا يحرفون معنى العلمانية ؟ من يضخ الحقد وال ...
- نعم إنه النفاق السياسي الوقح ..و .. استهزاء بالعقول ..!
- لماذا الآن .. ماهذا العالم .؟ هل هناك دفع باتجاه حروب دينية ...
- مرة ثانية ..هل هو دفاعاً عن الرسول ..؟ كيف تفهمون الاسلام .. ...
- مؤتمر واشنطن .. قال معارضة ..قال ؟ ويتهمون العلمانية بالالحا ...
- مقامات الفساد ..واستباحة البلاد والعباد ..؟ 1
- تداعيات الفساد والكيل بعدة مكاييل..!! الى متى..؟
- هل هو دفاعاً عن الرسول الكريم .. حقاً ..؟ أم ماذا ..؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل صارم - * (الديمقراطية بين المفهوم والتطبيق -2- (العلمانية