محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيتعين على الرئيس اللبناني إميل لحود أن يستعد لقضاء عطلة طويلة على شاطيء اللاذقية وتحيط به أجهزة أمن سورية لحمايته من نفسه قبل أن يعلن راديو دمشق انتحار الرئيس السابق في شقته التي تطل على الساحل السوري الجميل.لم يدر بذهن الرئيس إميل لحود عندما تم التجديد له في دمشق أن القوى اللبنانية ستتوحد قياداتها، سواء الخارج من السجن أو العائد من باريس أو القادم من جبل لبنان والشوف، وتطلب منه تسليم مفاتيح بعبدا فالقصر ملكية لبنانية خالصة ليس لروح غازي كنعان في جنباته أثر أو وصية بنقل ملكيته لأجهزة الاستخبارات السورية. كان الرئيس قويا عندما كان لبنانيا ضعيفا، فأصبح ضعيفا عندما أضحى سوريا قويا.ثمة رسالة عليها عطر نيويوركي من سيدة سمراء فاقع لونها تسر الناظرين، تهبط بطائرة أمريكية عملاقة في المطار الذي دمرت إسرائيل بموافقة أمريكية على أرضه من قبل طائرات واقفة بسلام على مدرجاته، ثم تتجه الدكتورة كوندي إلى قيادات تختارها هي بعناية لتؤكد وقوف سيدها وسيد العالم بجانب اللبنانيين ضد الهيمنة السورية ( وليس الاسرائيلية )، وتقضي أربع ساعات غير كافية للاستماع لفيروز ونانسي عجرم وإميل لحود وتذوق بابا غنوج.
أية إهانة تلك التي وجهها الضيف لمضيفيه، فيرفض لقاء صاحب البيت، فالسيدة الذراع اليمنى للرئيس الأمريكي، لا تعترف بالقرار السوري في بيروت، وترى اللبنانيين مخطئين في الصمت حيال وجود رئيس لهم ترضى عنه دمشق ويختلف على شرعيته القادة الجدد والذين تنتمي جذورهم إلى حرب دفعت لباطن الأرض مئة ألف لبناني طحنتهم الطائفية، ولم يعرف أي منهم سببا واحدا لقرار الجنون والموت والقتل والذبح والعنف والدماء وصناعة جيل أو أجيال استبدلت بأحلامها كوابيس جعلت عشرات الالاف من أبناء سويسرا الشرق يغادرون الوطن الصغير إلى الغربة الأكبر.
إميل لحود مضطر في القريب العاجل للاستماع لصوت العقل، ومغادرة القصر والرفاهية والكرسي فلن يبكيه اللبنانيون.
خصومه لم يجدوا صعوبة تذكر في جمع وثائق ومعلومات وشواهد وقرون وأدلة وحكايات صادقة مخلوطة بأخرى كاذبة لاطلاق رصاصة الرحمة حتى لا يذرف لبناني عليه دمعة واحدة.
أما مستقبل الصراع في لبنان طائفيا وسوريا وأمريكيا وإسرائيليا وعربيا فلا يعلم بدايته أو نهايته إلا الله، وهو يتوقف على رغبة اللبنانيين في الحياة بعد أن كان عطاؤهم للموت بدون حساب.
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟