أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - النص ضد النص / إسلام ضد إسلام














المزيد.....

النص ضد النص / إسلام ضد إسلام


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الأصح و الأصوب هو أن يتم تمثل المنظومة النصية ( قراءة النص بالنص ) و استيعابها و تجاوزها من خارجها

و بناء و تأسيس التجاوز بعد الإستيعاب على الإضطرابات و الإختلالات التي ترجع إلى كل قراءة من الداخل

خاصة فضفاضية هذا المنظومة و مطاطيتها و سماحها بإختباء كل المتناقضات

بل إن الأساس هو طبيعة المنظومة باعتبارها بيانية تقوم على اللغة

إن الخروج من هذا المأزق اللغوي مشكلة معقدة و مكلفة

" جاءت اللغة جاءت اللعبة " قال " جاك لاكان "

الذي قدم لبعض أطروحته طه عبد الرحمن نقدا لا زلت لم أفحصه فحصا علميا عميقا لأقدم فيه رأيا نهائيا عندي

نعم إن عملية التجاوز لا أراها تتم من الداخل باعتبار جميع من حاول ذلك مارس التلفيق بسبب فضفاضية و مطاطية المنظومة النصية بنية و تكوينا

وقابليتها لاستيعاب المتناقضات و المتعارضات المتصارعات فبقينا في مواقعنا نتصارع من غير أن نتقدم

نجتر نفس المشكلات التي تنخرنا تضعف من جسدنا و نتوجس من كل جديد

هكذا يقابل كل إجتهاد في نقد و تجاوز جزء من " المنظومة " كما سماه بعضهم " متخلف "

و قد أضيف إليه أنا الجزء التراثي المستقيل عن و من الواقع

و المتجاوز و المهترىء منذ ميلاده و بروزه و إنشاءه و الجزء المظلم منها أضا ...الخ

فيقابل النص بنص و لا يمكن الحسم و نستمر في حالة من التردد و التكرار

فلكل حججه و لا يتحقق الإجماع و لا شبه الإجماع

و أعني به عقلا جمعيا حول قضايا الراهن و إشكالاته

هذه مشكلة معقدة و مرتبطة بمنظومة قراءة النص بالنص

و التي تحتاج إما إلى بناء متين يقوم على ثورة معرفية عميقة

تكون حججها و أدلتها فوق كل إحتمالات ما تولده منظومة النص من إمكانات قراءة و معنى و دلالة و فهم

و طرق إستدلال و أدوات فهم مناقضة لمحاولات التحرر مضعفة لحججها و براهينها

أو البناء على أنقاض منظومة القراءة التراثية النصية منظومة جديدة تتجاوز بعد إستيعاب منظومة القراءة الموروثة و السائدة

و المطاطة و المعقدة و المعيقة للتحيين و الراهنية و التحديث الأصيل و تحل جميع معضلات التميع و الهلامية و السجال الذي لا ينتهي و مشكلات الإستدلال و الفهم تستمر تطرح و تتعثر

إن قراءات الموزانة و الترجيح الفقهية مثلا و المقارنة رغم أنها تحاول الإنفتاح على بعضها البعض

ستبقى تغالب بحججها و تمنح لفئات و تيارات و مذاهب و جماعات عريضة فرص مبررات السطوة و الهيمنة و الإنتشار و الغلبة و تتمكن من الإستحاوذ على عقول و فهوم الناس أو التشويش عليها

و قد ظهرت بعض المحاولات الجادة في الفضاء السني من غير شك أيضا في الفضاء الشيعي

لكن للأسف التيارات المقاومة و النصية غالبتها و جعلت اثارها محدودة و إنتشارها جد مقيد و غير كاف و مخفق ف حججه لأننا أمام حالة نص ضد نص

نذكر منها محاولات طه جابر العلواني مثلا لا حصرا و غيره و مثل أعمال الشيخ الغزالي رحمة الله عليه و مدرسته و من غير شك غيرها في الفضاء الشيعي و السني و هي كثيرة لا يتسع المقام للتعريف بها

أمر اخر وجب الإشارة إليه و يتعلق باستخدام عبارة " تفكيك " حيث وجب تحديد المفهوم هل هو التفكيك الدريدي " جاك دريدا " أو الهايدغري

بمعنى اخر هل هو التفكيك الذي ينتهي عند العناصر و الأجزاء المكونة للكل منفصلة عن بعضها البعض

و قد اعتبر منهجا في الدراسات الأدبية و النصية و الخطابات النقدية الأدبية دونه عند الفلاسفة و في بقية العلوم

فهو لا يقدم لنا مشروعا و أفقا جديدا للفهم بل يكتفي بالهدم الذي قال عنه " هايدغر " هو " لحظة في البناء الجديد "

بل هو لحظة فاقدة للمعنى و من ثمة فلا قيمة لسؤال " ماذا بعد التفكيكية " أو كما وسم علي حرب كتابه " ما بعد التفكيكية "

و لا أظن أن هنالك مرحلة " مابعد التفكيكية " للإعتبارين الرئيسين

أن التفكيكية ليست منهجا فلسفيا بل هي منهج أدبي يقف عند بعثرة الكل و هدمه و تحطيمه و قد استخدمه البعض لنقد الميتافيزيقا

إن كان هذا هو المقصود بالتفكيك فماذا بعد التفكيك

إن كان المقصود بالتفكيك ما عرف في الفضاء الإيراني و الشيعي عن التفكيكيين كمدرسة فلسفية دينية قديمة و تقليدية محدودة الاثر فترى ما جدواها اليوم و هي متجاوزة في تقديري

على من يستخدمونها و يدعون لاستخدامها في مشاريع النقد التراثي و بناء مشاريع النهوض أن يوضحوا لنا القصد منها

و في كل الأحوال إن إثارة هذه النقطة و الملاحظة التي اشرت اليها مهم جدا

في سياق سادت فيه الكتابات التقليدية العامة على النوعية و الجادة و التي أبقتنا من غير مواجهة علمية لقضايانا العميقة..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و الن ...
- دوران الحكم مع العلة ..ابن تيمية و العقل
- ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول ...
- فهم القران ..بداية البداية (2)
- فهم القران ..بداية البداية (1)
- كيف نصوم رمضان
- إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
- العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا ...
- بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....
- في مقولة - التشكيل البشري للإسلام عند محمد أركون ..(1)
- في الحيدري و أركون و اختراقات العلمانيين للفضاء الإسلامي الس ...
- - أركون - في مراة - موران- .. (1)
- ماضيهم و ماضينا / الدرس اللساني الحديث و اللغة و درسها البلا ...
- في الماهية و الوجود : الوجودية المؤمنة و الوجودية الملحدة
- في بعض مكر الإستشراق
- العالم العربي و الإسلامي و شروط الإقلاع الضائعة / اضطراب في ...
- التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة
- ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلام ...
- ما معنى - الإسلاميات التطبيقية - عند محمد أركون..
- في أصل سكان جزيرة العرب رؤية أحمد أمين النقدية في - فجر الإس ...


المزيد.....




- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ماما جابت بيبي..أضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - النص ضد النص / إسلام ضد إسلام