|
في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و النهوض بها ..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 00:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في إنزياح أسئلة العلوم الإسلامية المركزية كأنها ملزمة و من ثمة لا أمل في تطويرها ..
إن الأنظمة السياسية العربية الإسلامية كالأنظمة المعرفية التي صاغت و تشكلت منها أبنية التراث تبدل ثوبها الخارجي و تنتج نفسها بنفسها و تعيد إنتاج أزماتها
كذلك العلوم الإسلامية التي بقيت سجينة أسئلة داخلها التي صاغتها ....
إن طلبة الشريعة الإسلامية خاصة في عالمنا العربي الإسلامي و أساتذتهم و الباحثين في حقول الدراسات الإسلامية إلا من رحم ربي لم و لن يتقدموا بهذه العلوم بقدر ما يعيدون إنتاجها ...
و أضرب لذلك أمثلة بسيطة و على عجل...
كيف تتطور و تشهد تجديدا و نهضة و تطويرا علوم مقاصد الشريعة و أصول الفقه و مباحث القياس الفقهي الأصولي و مختلف الأقيسة مثلا لا حصرا
و الطلاب الباحثون سجناء الأسئلة التي أنتجت و إنبنى عليها " منهج " هذه العلوم ...
كيف و هم يشعرون بالذنب و الإساءة لله و للإسلام لو تجاوزوا الأسئلة التي كونت إشكالات مباحث هذه العلوم...
كيف يتخطى الباحث عقبة السؤال و عتبته في مجال المقاصد مثلا و حتى الأصول و هو يفكر بأن الخلاف حول الحكمة و العلة و الإنضباط ..الخ هو خلاف غير كلامي
بل مبرر و يلزم على كل باحث و دارس أن ينخرط في اتجاهه و يشتغل منطلقا منه و تأسيسا عليه...
الحكمة أو العلة مثلا مبحثان مركزيان في المقاصد و الأصول فكيف بباحث جديد مثلا يفصل بينهما
و ينتظر من الأصوليين وضع تقييد للعلة و ضابط لها حتى تكون العلة..
مع استقطاب كل باحث و انتظامه بخوف شديد في إطار مقولتين و رؤيتين و مقاربتين للمسألة
من حيث تعريف و تقسيم الحكم مثلا عند الشاطبي من غير أن يفكر الباحث في مراجعة التعريف و التقسيم...
هل مراجعة هذه المفاهيم كفر و مروق و رفض و إنكار و جحود و مساس بالمقدس و الوحي و المطلق...
هل مراجعة مباحث الحكم من التعريف إلى التقسيم و التصنيف إلى النظر و النقد جريمة ...
ما هذه الفوبيا و الخوف السيكولوجي المرضي أمام التراث و مقولاته التأسيسية...
كيف يسلم الباحث للمقولات كأنها الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا يطرح حولها أسئلة يتداخل فيها الأصولي و اللغوي و الفقهي و الكلامي ..
بل ربما الايديولوجي في حالات معينة تتعلق بلي عنق المنهج السائد و النص و فهمه لصالح الحاكم و الفئة و الطائفة ...
كثير من اللفظ كان وراء تضخم مباحث المقاصد و الأصول و كان الخلاف لفظيا بعد تمعن و منها مباحث الحكمة و العلة و السبب
و القول بأن الإشارة و المناسبة و غيرها يتم الوصول إليها كما يحصل بالنسبة للإجماع بالطرق المعروفة و هو رأي الكثير خاصة الشاطبي عند تقسيمه للحكم..
و كذلك مبحث القياس في ارتباطه بالعلة و جعلها لا تتم إلا به في تعدي الحكم إلى محل اخر...
بل طبيعة قياس الشاهد على الغائب التي تحتاج الى ثورة تحرر العقل من أرسطية النظر و القراءة...
و كذلك مراجعة طرق التعرف على الحكمة و مسالك التعرف عليها عند الشاطبي و غيره و حصرها في اثنين " المناسبة " و " مسالك الوصول إليها " ...
لا يساعد أبدا على تخطي حالة الإحتباس في سجن المقولات التراثية
هرج كبير و ضجيج من الألفاظ ترهب الباحث و تضفى عليها قداسة أكثر من الوحي تمنع الباحثين من الخروج عن منظومة التفكير
و لا يخطر ببالهم يوما أن يقوموا بمراجعتها من الأساس الباني لعلم الأصول و مباحثه و الخطاب و تعريفات الأصوليين و منطلقاتهم و المقاصد و الحكمة و العلة و السبب و المناسبة ...الخ
لن يكون و لن يحصل تطورا و توثبا على يد من يقدس التراث و نواتج العقل الديني و الفقهي و القياسي و الكلامي البشري
و بعض مقولات المنطق الأرسطي البانية لكثير من أسسه و المتسببة في توقف حركة الإجتهاد و النظر و الإحتباس داخل نفس المنظومة إستلابا و تقديسا و خوفا هوسيا مرضيا باسم الدين ...
لن تحصل وثبة و لا قومة معرفية و دينية بل جل المتعلمين يتخبط في وحل إشكالات لا تعنينا لا من قريب و لا من بعيد
يفتشون على أجوبة لأسئلة يطرحها واقعنا من نوع " البيوطيقا " مثلا لا حصرا و " الحق في الحياة و الموت " " الأوتانازيا " و " الجندر "
و مساواة الرجل بالمراة و مركزية الإنسان و المصلحة و مخاطر قاعدة سد الذرائع في تراثنا و تحديد المفاسد و استبعادها و " تمديد العمر" و " البحث في الموت" و " في الحياة خارج الكوكب الارضي "
و " نظرية الأكوان" و " الحبال" في نظريات الكم و الكون و التفكير أو البحث في أسرار قضايا الموت و الحياة و إطالة الأعمار
و علم الجينات و التخصيب خارج رحم المرأة و " الكلوناج " أو الإستنساخ و حتى لا أخدش حساسيات الناس لا أقول "خلق " أعداد متشابهة من المخلوقات و استنساخها و مباحث transhumanismes و الإنسان الالي أو الانسان المزدوج إالالي - البشري ...الخ
و كذلك أسئلة تزحف بقوة حول عولمة القيم و موضوعات الجنس و الجنسية و الحرية الجنسية و نظرية النوع و تحديد جنس المولود قبل الولادة ...الخ و غيرها كثير و كثير..
هل يتصور طلاب الشريعة و العلوم الإسلامية و الباحثون التقليديون أن يجدوا أجوبة لأسئلة كهذه في بطون التراث الذي يستلبهم و يغطي تسعة أعشار أوقاتهم
و يتعاركون و يقيمون من أجله خصومات مع غيرهم يسمونها حوارا و جدلا و بحثا عن الحقيقة و قياسا على القديم...
أحسب أن هذا ضربا من الوهم و السراب و هدرا للطاقة و الإمكانات...
مرة أخرى إن العودة إلى التراث تتحدد بمسألة الجدوى و العملية أو العمل و الراهنية و كذا بالأهداف المرسومة و المحددة...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دوران الحكم مع العلة ..ابن تيمية و العقل
-
ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول
...
-
فهم القران ..بداية البداية (2)
-
فهم القران ..بداية البداية (1)
-
كيف نصوم رمضان
-
إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
-
العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا
...
-
بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....
-
في مقولة - التشكيل البشري للإسلام عند محمد أركون ..(1)
-
في الحيدري و أركون و اختراقات العلمانيين للفضاء الإسلامي الس
...
-
- أركون - في مراة - موران- .. (1)
-
ماضيهم و ماضينا / الدرس اللساني الحديث و اللغة و درسها البلا
...
-
في الماهية و الوجود : الوجودية المؤمنة و الوجودية الملحدة
-
في بعض مكر الإستشراق
-
العالم العربي و الإسلامي و شروط الإقلاع الضائعة / اضطراب في
...
-
التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة
-
ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلام
...
-
ما معنى - الإسلاميات التطبيقية - عند محمد أركون..
-
في أصل سكان جزيرة العرب رؤية أحمد أمين النقدية في - فجر الإس
...
-
في وجوه الخلاف الثلاثة بين القحطانيين و العدنانيين حسب أحمد
...
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|