أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - يرسم القرآن صورة الانسان 2














المزيد.....

يرسم القرآن صورة الانسان 2


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 21:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرسم القرآن صورة الانسان 2
لا نستطيع ان نرسم صورة مرضية لشخصية محمد دون الاعتماد على القرآن بصورة مباشرة او غير مباشرة فمعلوماتنا عن شخصيته قليلة جدا و ما تزودنا بها المصادر الاسلامية لا تصلح الا لسلة المهملات لان اكثرها عبارة عن تكبير و تبجيل و تتخذ طابع الملحمات بدوافع دينية قومية عاطفية و عدم امكانية الاعتماد عليها لانها تنقصها ايضا الحيادية العلمية و لا تأخذ بنظر الاعتبار عامل التأريخ و التطور اللغوي. لا يعي معظم المسلمين بصورة عامة بان هناك بعد زمني كبير بين ظهور القرآن و اليوم و ان لغة القرآن تختلف عن لغة اليوم و ان ما يسمعه عن محمد تنقصه الدلائل العلمية و ان الاسناد نقل شفوي عن سلسة طويلة من الاشخاص لا يمكن الاعتماد عليه لان النقل الشفوي يتعرض بسهولة الى التحريف و ان العربية تبنت الكتابة النبطية 22 حرف دون حركات و نقاط و ان النص الذي كتب بهذا الخط يتعرض بسهولة الى التحريف.

نستطيع ان نستنج بان محمد كان تاجرا اولا لقلة المهن التي كانت موجودة انذاك عند بدو الصحراء و لان مفردات جزء مهم من القرآن هي تجارية (و ما ربحت تجارتهم) و هناك كتاب خاص عن مفردات القرآن التجارية و هذا يعني بانه على الاقل اجزاء من القرآن كتبت بعقلية تجارية هذا و كما ذكرنا فان مهنة التجارة كانت ارامية تقتصر على تجارة الخمر اي لربما كان محمد يتاجر بالخمر و هذا قد يفسر ايضا سبب زواجه من خديجة او بعبارة اخرى كان محمد لربما عاطلا عن العمل عندما التقى بخديجة. لا تختلف عقلية تاجر اليوم عن عقلية التاجر السابق في ان الهدف هو الربح لذا تقوم الجامعات التي تمنح شهادات الاقتصاد اليوم بادخال الاداب و الاخلاق في الدراسات الاقتصادية و توسع الهدف التجاري الى ثلاثة اهداف Triple Bottomline: الربح - البيئة - المسؤلية الاجتماعية بسبب اعتماد عدد كبير من العوائل على الدخل الشهري. فاذا كان محمد تاجرا فانه هدفه كان الربح.

يقول القرآن بان محمد كان يتيما و عائلا و ضالا. تلعب مسألة اليتيم دورا نفسيا مهما في القرآن لان القرآن يذكرها اكثر من مرة اضافة الى كونها مسألة عاطفية و محرك مهم في صياغة شخصية محمد و لكنها مؤشر لمعاناة محمد الذي اعتبرنفسه عائلا اي يمكن ان نستنج بانه لم يكن مرتاحا عن الحياة مع جده و عمه بعكس ما تزعمه الكتابات الاسلامية. يمكن ايضا ان نتعرف على شخصية الييتم بالالمام بالابحاث السايكولوجية العصرية لنفسر جزءا مهما من شخصية محمد في محيطه البدوي.

بالتأكيد كان هدف محمد (التاجر) هو الانتقال من حياة اليتيم الفقير الى الغنى (لسوف يعطيك ربك فترضى) و (انا اعطيناك الكوثر) وعندما يقول القرآن (ان شانئك هو الابتر) لا يهمنا سواء كان ابترا ام لا بل بالعكس نشكره على ذكر اشياء شخصية عما كان يتهم به و لكننا نستنتج بانه يكيل الصاع بالصاع كجزء من شخصيته. في الحقيقة ذكر اشياء شخصية جدا عن محمد في القرآن يجعلنا نتعاطف معه بدلا عن توجيه الاتهامات اليه فمثلا قصة زواجه من زوجة ابنه بالتبني (فلما قضى زيد منها) و (عبس و تولى ان جاءه الاعمى) لانه لم يخف هذه الجوانب من حياته بل كان سخيا في اطلاعنا عليها لدرجة انه يطلعنا ايضا عن جزء من خبرته مع الغيب (و ما هو على الغيب بضنين).

هناك بعض الاشارات بان محمد كان حساسا جدا ان يترك لوحده لربما بسبب طفولته كيتيم (ما ودعك ربك و ما قلى) و لربما هذا هو السبب في توجهه الى الحنفية و المسيحية للتعويض عن نقصه (راجع مقالي عن كلمة الحنفية) و يمكن تفسير مسألة الوحي كمسألة نفسية عميقة تأثر بها محمد جدا (يرجى الرجوع الى مقالي الخاص عن هذا الموضوع على هذا الموقع). نستطيع ان نستنتج من القسم القرآني كما يقول الاستاذ الكبير Rudi Paret (فمحمد لا يترك شيئا لا يقسم به - محمد يقسم بالضحى و الليل و التين و الزيتون - بكل الظواهر الطبيعية) بانه كان مؤمنا جدا على الاقل في الفترة المكية و من الفرق الكبير بين اسلوب السور المكية و المدنية نرى التحول الكبير في شخصية محمد من المؤمن الى السياسي.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يرسم القرآن صورة الانسان
- اصل كلمة الجن
- حرية و سجن الافكار
- الانشغال بالماركسية في 2018
- تحول الاسلام الى خدعة ثانية
- حروب العواذل
- الحمام من المهنة الى الغرفة
- غرابة ليس
- تجاوز الحدود
- سركيس الارمني و كمپ ارمن في بغداد
- لاني انا السبب
- هل يمكن تشغيل السيارات بالصلاة؟
- الاسواق هي السبب
- ضمة الام/الاخت و فتحة الاب/الاخ
- تقطيع العالم
- الدين و الظلام
- لكل ذوق رب
- خلايا الدماغ و التقاليد الدينية / الدنيوية
- رفع الغموض عن المسلم
- فلسفة اللحية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - يرسم القرآن صورة الانسان 2