|
ازمة نتائج الانتخابات الجدل المثار حولها
نجاح سميسم
الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 20:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أزمة نتائج الأنتخابات، والجدل المثار حولها! تساؤلات كثيرة، وجدل كبير أُثيرَ قبل الإنتخابات، هل ستُجرى هذه الأنتخابات في الوقت المحدد لها؟ ولماذا هذا الوقت بالذات؟ لماذا لاتؤجل لمدة ستة أشهر على أقل تقدير بحجة أن الوقت غير مناسب لإجرائها في بعض المناطق، لكن المحكمة الإتحادية حسمت الموقف بأن الإنتخابات ستُجرى في الوقت المحدد لها، عندها بدأ التحضير لها وإستعرت حمى الصراعات والمناكفات والتسقيط الفردي والجماعي بين الأحزاب والكتل المتنافسةعلى مقاعد البرلمان القادم والحكومة القادمة، ودخلت على الخط الدول المعروفة والفاعلة في المشهد العراقي ، دخلت بقوة لإسناد الأحزاب والكتل الموالية لها والتي تُفضل مصالحها على مصلحة الوطن. أن هذه الأنتخابات البرلمانية هي الرابعة التي تجري منذ إسقاط النظام السابق من قِبلْ الأمريكان ولحد الآن، وأن تلك الأنتخابات الثلاث السابقة لم تُنتج برلماناً فاعلاً شريفاً ونزيهاً يعمل من أجل خدمة الفرد العراقي وإسعاده، لأن جُلَ أعضاءه من الجهلة والأمُيين والسراق التي أتت بهم الأحزاب والكتل الدينية وغير الدينية التي تحكمت بمصير العراق ، وكذلك الحكومات المتعاقبة التي أنتجها برلمان المحاصصة البائس فهي كذلك أسهمت في إفقار المواطن وتدمير الوطن،لأن( هذا الخبز من ذاك العجين)وكما قال الشاعر الرصافي ( أسماء ليس لنا سوى ألفاظها.... أما معانيها فليست تُعرف). لذلك فعندما إقتربت فترة الإنتخابات كان المواطن العراقي يعاني من إحباط ويأس شديدين، وقررت الغالبية عدم الذهاب الى الإنتخابات، متناسين أن أصواتهم وأوراقهم ستسرقها حيتان الأحزاب الفاسدة الذين أمتهنوا الكذب والسرقة والدجل من دون وازع ضمير أودين. مواطن مُحبط ويائس، أحزاب وكتل دينية وسياسية إستمكنت بحكم سيطرتها وتجربتها السابقة، حكومة ضعيفة ومهلهلة، أمريكا وأيران بالدرجة الأولى، والدول المحيطة بالدرجة الثانية، هؤلاء هم أطراف المعادلة قبل الأنتخابات ، وبينهم كلهم المرجعية التي أعطت رأيها بشكل أو بآخر قبل الأنتخابات بفترة قصيرة، كل هذا تحول الى الملموس العملي في يوم 12/5 وفي الساعة السادسة من مساء السبت رست سفينة الإنتخابات بين تلك الأمواج المتلاطمة ، رست على شاطئ رغبة المواطن بمعاقبة من سامه الذل والهوان لمدة خمسة عشر عاماً، وتبينت نتيجة الأقتراع بأنها أقل من 20 بالمئة ولكن المفوضية المستقلة (جداً) أعلنتها أكثر من 44 بالمئة، وبدلاً من أن تُعلن النتائج النهائية في اليوم الثاني كما صرحت المفوضية مسبقاً تأجلت لمدة أسبوع وبعدها تبينت فضيحة التزوير الكبيرة والتي كانت أكبر فضيحة تزوير في تاريخ الإنتخابات العراقية. في ختام هذه المعطيات نستنتج مايلي: 1-صحوة أغلب المواطنين ومعاقبتهم للسياسيين الذين سرقوهم(بإسم الدين)حيث شاهدنا عدد الأصوات المتدنية التي حصلوا عليها . 2-إزاحة نواب ووزراء سابقين ومن أحزاب متحكمة مكثوا في أماكنهم ثلاث دورات متتالية ، وكم كانت صدمتهم كبيرة بالنتيجة غير المتوقعة بالنسبة لهم. 3- صعود وجوه جديدة ولو بنسبة قليلة وهذا يدل على بداية التغيير 4-صدمة رؤوساء الكتل الدينية وغير الدينية بحصولهم على نسب متدنية لهم ولكتلهم وخروج بعضهم من المنافسة 5-تعطي هذه الإنتخابات مؤشراً كبيرة على إختيار الفرد العراقي للمواطنة على حساب الطائفية والمحاصصة. 6-حصول تزوير كبير في التحالفات بتغييرحساب الأصوات من مرشح في حزب معين الى مرشح اخرفي نفس التحالف حسب الدفع والتأثير 7-فشل مفوضية الإنتخابات فشلاً ذريعاً في إدارة العملية الأنتخابية ممايتطلب إجراءاً عاجل وفوري تجاه المفوضية. لكل ماتقدم فقد رشح من خلال الإنتخابات إتجاهان. الأول- يضم سائرون والنصر والحكمة وبعض القوى السنية والكردية وأخرون مدعوم من قبل إمريكياً وحلفائها والثاني- يضم الفتح ودولة القانون بقيادة المالكي وبعض القوى الكردية واخرون مدعوم من قِبل إيران . وقد يحصل صدام مسلح بين هذه القوى وتحصل هنالك إغتيالات متبادلة يكون نتيجتها فرض حكومة طوارئ، أو قد يكون هنالك رئيس وزراء تسوية تتفق عليه الاطراف المتصارعة وهذا يجنبنا سوء العاقبة. في كل الأحوال الأيام القادمة مليئة بالمفاجئات، وأن ليالي العراق حبلى وستلد يوماً أتمنى أن يكون مشرقاً على العراقيين الذين عانوا ويلات الحروب ومرارة الألم، وإن غداً لناظره قريب. نجاح سميسم/النجف20/5/2018 الأحد
#نجاح_سميسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كشكوليات
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|