أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الصغير - الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي














المزيد.....

الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دروس وعبر وأثر غياب
المشروع الوطني العراقي الجامع
جاسم الصغير
شهد الوضع السياسي في العراق في الأيام الماضية تأزماً كبيراً جداً بفعل الأحداث التي حصلت أثر التفجير الإجرامي لقبتي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) والتي حصلت على أثرها تداعيات خطيرة جداً تتمثل في سريان الهيجان الشعبي وحصول توترات كبيرة جداً على المستوى الشعبي والتي أبرزت أن الانشطار المذهبي والطائفي هو الذي يسود على مستوى الساحة السياسية العراقية في هذه المرحلة المعاصرة والهامة جداً مما يعني أن المشروع الوطني الديمقراطي الذي يجمع العراقيين بكافة خلفياتهم الدينية والمذهبية هو غائب تماماً عن الساحة السياسية العراقية في هذه المرحلة . لقد أثبتت الأحداث السياسية التي جرت أن المجتمع العراقي هو بحاجة ماسة جداً لهذا المشروع الوطني الديمقراطي الذي هو بداية العلاج الحقيقي للأمراض المزمنة التي يعاني منها مجتمعنا ، فبعد التغيير الديمقراطي وسقوط دولة الاستبداد الصدامي كان من الطبيعي نوعاً ما أن تطفو الهويات الفرعية على السطح وأن يتم التعبير عنها من عدة جهات تعتنقها ولكن كان من المؤمل ايضاً أن يستمر ذلك زمناً قصيراً يساهم في تفريغ تراكمات العهود الاستبدادية السابقة وحالما يشعر أتباعها أنه تم لهم التعبير عما يجري في صدورهم بحرية وحرموا منه في التعبير في الماضي وبعدها يتم الالتفاف حول مشروع وطني جامع للعراقيين يبرز الوجه الحضاري لهم ومنها يمكن أن يدخلوا العصر مدخل سليم وأن يبعدوا شبح التقسيم الطائفي عن المجتمع العراقي ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بالابتعاد عن الهويات الفرعية التي تعزز هذا التقسيم الطائفي (ولا اعني بالتأكيد من سردي هذا أن يفهم أن يتم التنكر للمعتقدات الدينية للتكوينات السوسيولوجية للمجتمع العراقي لا بالطبع لكن لا يصح أن تكون هي المعبرالسياسي عن آمال وتطلعات المجتمع لأنها تعزز التقسيم الطائفي وهذا ما أكدته الأحداث الأخيرة في العراق) . إن الأحداث التي حصلت في مجتمعنا العراقي بحاجة إلى وقفة جادة من قبل كافة المسؤولين سواءكانوا ممثلين في الحكومة أم خارجها لان مصالح ومسيرة المجتمع تخص الجميع وبحث اشكالاتها بشكل مستفيض امر ضروري جداً مشخصين الأسباب الحقيقيةالتي أدت إلى وقوع هذه الأحداث والتداعيات التي خلفتها والسبل التي تكفل عدم تكرار ذلك لأن حصول هذه التداعيات بعد مرور ثلاث سنوات على التغيير له مؤشر خطير جداً في أن المشروع الوطني الذي يجب أن يسود هو في الحقيقة غير موجود وأن السائد هو افرازات بعيدة كل البعد عن ملامح هذا المشروع الوطني لأن المشروع الوطني المطلوب في الحقيقة أصبح من الضرورة والحاجة الماسة بحيث لا يمكن أن ينكره أي متابع للأحداث لأنه لو كان هذا المشروع الوطني موجود وتتغلغل في الذات العراقية لما كان يسمح بحدوث الذي حدث ومن قبل أي جهة كانت . إذاً أن المشروع الوطني العراقي الذي يتجه بخطابه إلى الجميع وينظر لهم نظرة مساواة بغض النظر عن الدين أوالمذهب أو القومية والذي يجب أن يقوم على برنامج سياسي حضاري يعيد اللحمة إلى الذات العراقية التي تعرضت إلى التمزيق خطير مع الأسف الشديد نتيجة للضغوطات الحياتية والسياسية في الماضي وبما أننا لا نملك أن نغير الماضي ولكننا يمكننا التحدث والتوجه للمستقبل والذي نتمنى أن يتم التوجه له من قبل الجميع بروح شفافة ووطنية وتعبر عن تطلعات الجميع حتى يستطيع المجتمع العراقي أن يتابع ويواصل مسيرته السياسية والاجتماعية بهدوء وسلام أيضاً بنجاح ، وبما أننا نعيش في ظل نظام يتسم بالديمقراطية وحرية التعبير وغيرها من الأهداف الديمقراطية ، كان يفترض أن يتم معالجة إفرازات الماضي التي تساهم في تشتيت الصف الوطني وأن يحل محلها متغيرات وبرامج تعكسها حركات وأحزاب سياسية عصرية قائمة على أسس عصرية علمية ووطنية وتساهم في تعزيز الوحدة الوطنية لا أحزاب وتجمعات قائمة على أسس عصبية وطائفية ، وكما عبر يوماً المفكر العربي ابن خلدون الذي عاب على التجمعات السياسية أساسها هذا لأنه لا يمكن أن ينتج مثل هذه التجمعات خطاباً جامعاً وعصرياً . ومن هنا نرىفي الوضع العراقي المعاصر بات من الضرورة العمل جدياً على إعداد البرامج والخطط في تشخيص عوامل الضعف والتشرذم التي تنتاب الجسد الاجتماعي والسياسي العراقي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق المعاصر وأن يتم من قبل جميع المسؤلين ممارسة سياسة إيثار حقيقي في التسامي على الاختلافات التي قد تكون موجودة لدى بعض الشخصيات السياسية تجاه الآخر ، وأن يتم تغليب المصلحة العراقية الوطنية على أي مصلحة شخصية أو فئوية لأن من ميزات السياسي الناجح هو التسامي فوق أي اعتبارات شخصية وأن يتم وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، وأختم كلامي وتحليلي بحكمة عظيمة لأحد الحكماء الفرنسيين الذي قال :
((لطالما رفضنا الجلوس والتحدث معاً في الماضي لكننا الآن مرغمون على الجلوس والتحدث لأن الحقيقة المُرة التي إن حلت ستدمرنا جميعاً ولن تدمر فئة واحدة)) .



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم الصغير - الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي