منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 01:08
المحور:
حقوق الانسان
(( سلب الكرامة ))
من المفاهيم الانسانية النبيلة والتي تعتبر الكيان الشخصي الفردي (( شيئا مقدسا )) هي مفهوم (( الكرامة )) كرامة الانسان والتي تقتضي من الجميع مراعاة الوضع الانساني العام باضافتها للفرد ويحرم باي حال المساس بها سواء بشكل مباشر او غير مباشر ، وتعتبر المجتمعات التي تحتفظ بارث حضاري ذات تشدد في هذا الجانب وفق المنظور فهي ترى - اي المجتمعات - ان الدم يسفك عن الارض والعرض ... وهو راي يعتبر انسانيا - وجيها - من حيث حق الدفاع عن هذه المقدسات الفردية ، ومنها نفهم ان الفرد الذي يتصل بجمع معين - مجتمع محيط - من المفترض ان يتشارك معه ذلك الدفاع ، لان الاعتداء على اي فرد انما يعتبر اعتداءا على الجماعة وهو بمنظور انساني غير جائز ، ومتى ما اخفق المجتمع في الذود عن الفرد وتناكص عن تادية واجبه الانساني فهذا سيوفر بيئة صالحة جدا للاعتداء المتكرر على الافراد ، بحيث يكون الفرد همه وشغله الشاغل الانكفاء على مصالحه ودفع الشر عنه بان يدفعه الى فرد اخر يكو ن من مجتمعه المحيط ، فحينها يكون سلب الكرامة امرا مشروعا في نظر الافراد ما دام الامر لا يصل اليهم بل هو يختص فردا معينا ، وطبعا لا يخفى ما للفرقة من هذا التاثير ، وهو دور قد مارسه الاستعمار باشكاله المختلفة عبر العصور فلا يخلو زمان من سلب واضح لكرامة الانسان ولم يسلم منهم لا طفل ولا شيخ ولا امراة ، ولعل مجتمعنا العربي والعراقي يعيش هذا التشتت بامتياز لا مثيل له ، فها هو الفرعون يامر بقتل الاطفال والشباب والشيوخ في فلسطين ويسلب كرامتهم عيانا جهارا ، ولا يهتز للبقية اي ضمير ، فالصمت هو الحل لوقف تلك الدماء التي تنزف على الارض بدون ذنب سوى المحافظة على الهوية والارض والعرض ، حتى بات البعض يلقي باللوم على المقتولين ولعل هذا اللوم له جانب من حيث ان هؤلاء الافراد شعروا او لم يشعروا انما يدافعون عن سلطانهم الذي يصافح عدوهم ومع ذلك فلا تعتبر هذه نقطة ضعف في ظل الظروف القاسية التي يعيشها هذا المجتمع من التشتت والتفرقة مضافا الى التخاذل العربي والدولي الذي لا يرى فيما يحدث اي مجزرة ، بل انه حق الدفاع عن السلب ، وبعينه حدث هذا الشيء في العراق من حيث سلب كرامة الشعب العراقي من جهاته التي حكمته منذ العصور الاسلامية وحتى يومنا هذا ، ونظرة واحدة للتاريخ تكشف عن مدى الاستهانة بقيمة الفرد في مقابل اصحاب السلطة والنفوذ ، فكرامة العراقي تسلب في اي شيء من حيث وزارات الدولة ودوائرها ويتعمدون اذلاله بل لا باس ان يتعدي الموظف التنفيذي على مواطن بل يستحب له احيانا اطلاق النار عليه ، نعم حكام العرب جعلوا من كل بلداننا فلسطين فكيف يحررونها ؟
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟