|
قصاقيص
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 21:20
المحور:
المجتمع المدني
تهكم منها وادّعى أنّها الفرزدق، وانّه مربع. قال لها قبل أن يغادر: لديك طاقة سلبية لا أتحملها. لو وجدت المرأة المناسبة لتزوجتها. المرأة المناسبة كانت موجودة قبل هذا التاريخ بزمن طويل، لكنّه كعادته يريد أن يغلّف الكذب بطريقة مثالية، وافتعل المشاكل أمام أطفاله وكادوا أن يقتنعوا لولا أن فاجأهم أن المرأة المناسبة قد أصبحت زوجته قبل الحرب الكبرى في المنزل. لكنّه عظيم. هو ذلك الإنسان الفريد المثالي. قال لزوجته: سوف أنفق على أولادي وسوف أسمح لك أن تأكلي، وفعلاً أنفق عليهم عدة شهور. ثم جلب الآلة الحاسبة ، جمع وطرح، وتوصل أن للأولاد ربّ يحميهم فقطع المصروف. قال لها قبل أن يرحل لو تخليت عنك سوف تعوّين. دعي أهلك يساعدونك. لم لا؟ فمن رباك لن يرميك إن استطاع. هذه كانت غلطته، فللكلاب قانون، وربما بعض الكلاب أفضل من الكثير من البشر. نفضت الزوجة عن دماغها غبار سنوات من الغفلة، وضربت رجلها في الأرض، وقالت : أيها الأولاد. لا تخافوا! أنا هنا. كانت فترة الحداد قصيرة، وهي فترة بحث عن الذّات الضّائعة، لم تأخذ سوى أشهر وأصبحت المرأة في وضع جيد. طلبها للزواج شخص آخر، لكنها لم توافق، اشترت كلباً ليحرس المنزل، ويرافقها مع أولادها، وهم يرتقون في الحياة، وبدأوا يتعرّفون على العالم ، وكأنّه كابوس وحلّ عنهم. فيما مضى سحبت الزوجة مبلغاً بسيطاً من الحساب كي تسدد ديناً بالكاش، فأرسل لها رسالة قال لها: إنك تسرقيني. هو لا يعرف كيف يعوّي. فقط أجاد فنّ النواء. يجلس في العتبة ينتظر لقمة من هنا ولقمة من هناك . . . كنت أشاهد التلفزيون السّويدي ، كانوا يتحدثون عن طبيب القلب السويدي من أصل إثيوبي فيكرو مارو، وكيف سجن لمدة خمس سنوات بتهم باطلة، وقد أفرج عنه وعاد إلى السويد، والجميل في الموضوع الشّعور بلمّ الشّمل مع العائلة. هو لديه ابنة شابة هي من ذهبت لتجلبه، وزوجته التي استقبلته بباقة ورد. عندما يكون الرجل أباً حقيقيّاً يستحق الاحترام. ربما تعاطف عائلته خير شفاء له. . . . هناك نشاط في السويد من أجل تسهيل الاندماج اسمه "أكل وكلام"، وأنا أشارك به. منذ أسبوع شاركت في البرنامج ، وكان الحضور بمجمله سويدي. لكن بعد قليل أتت فتاة وعلى خدودها أقراص حمرة، وعلى وجهها بياض يشبه الكلس. كان فيها شيئاً غريباً لكنني تجاهلتها إلى أن أتت إلى قربي، وسألتني بالسويدي: من أين أنت؟ قلت لها: من سورية. قالت: أنا أيضاً من سورية، ومن باب المجاملة سألتها من أيّة منطقة بسورية. قالت أنا لا أحبّ هذا السّؤال ولا أجيب عليه ، طبعاً من لهجتها عرفت أنّها من ريف حمص، ولا ترغب بإظهار هويتها الحقيقية. طبعاً لم أجادلها، لكن -وحسب ملاحظتي- فإنّ بعضهم يخشى أن تكشف هويته الطائفية. . . . كان في الشركة التي أعمل بها في الإمارات شخصاً يحمل شهادة الحقوق، لكنه يقول عن نفسه دكتور، وكان ينافق أصحاب العمل، ويستطيع اللعب على ألف حبل. كان من القاهرة الشرقية، ويعرفه زملاؤه ، وعندما حلّ رمضان ذهبت معه إلى المول فاشترى كميّة كبيرة من الكوارع، وقال لي هذه الأكلة بحبها موت. وبينما كنت في مكتبي. جلب لي فنجان قهوة وجلب له واحداً أيضاً، وأغلق الباب، هو لديه عدة تلفونات. فخبّر من تلفون في جيبه إلى تلفون في يده دون أن يلفت انتباهي، وتحدّث مع الشخص على الطرف الآخر بصوت جهوري، وفي النهاية قال له: اللهم إنّي صائم. أنا صائم حقيقة، وليس مثل أصحاب العمل الذين يستيقظون قبل المدفع بخمس دقائق, أي أنهم يصومون خمس دقائق. سوف نلتقي على صلاة التّراويح. نظر إليّ، وقال: صدقيني يا أستاذة أنني صائم، وقد أفطرت لأنّهم يكلفونني بأشياء حرام. ابتسمت له ، ولم أنبث ببنت شفة لأنّني لو لفظت حرفاً كان سوف يصل جريدة إلى أصحاب العمل. أعترف أن المصريين أذكياء يجيدون البحث عن لقمة عيشهم، وقد كسروا لديّ بعض العقد السّورية. . . . عندما كنت في الإمارات كانت صديقاتي يدعونني للذهاب لصلاة التراويح، وهم يختارون الجامع، وفي مرّة لبست العباءة والشيلة وذهبت إلى جامع الشّارقة ، وقد أبهرتني الغرفة بجمالها. كانت غرفة للنساء ، ويسمعون الصلاة من خلف الجدار، والغرفة مكيّفة واسعة تستطيع العيش فيها إلى الأبد. هناك كراس أيضاً لمن لا يستطيع السّجود ، جلست على كرسي، وكنت أفعل كما يفعلن، لم أكن أعرف أنّهنّ يراقبنني ، و لا أعرف أيضاً أن هناك فرق لو وضعت الكف الأيمن فوق الأيسر أو العكس. رأيت واحدة تتقدّم مني وتصحح لي وضع يديّ. خجلت من الأمر،وشكرتها، وعندما خرجت لم أجد حذائي، فذهبت حافية إلى المنزل، وقبل أن أصل خلعت العباءة والشيلة في المصعد كي لا تراهم ابنتي. حيث تحتجّ عليّ عندما ألبسهما..
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح
-
الحبّ يصنع المعجزات
-
نتحدّث كي لاننفجر
-
ترامب وأنصاره يحاولون التّعجيل بنبؤءة هرمجدون
-
يوم البيعة العربية لإسرائيل
-
سجن الرّوح-الحلقة الأخيرة-
-
الغرب غرب ولن يتحارب
-
السّياسيون، ورجال الأعمال مخلوقات مستنقعيّة
-
حملة مي تو تلاحق الأموات ، وتعرّف بعبقريّة الرّجال
-
حرب تجارية بين ترامب وأوروبا تحت عنوان الملف النّووي ، فمن س
...
-
سجن الرّوح-23-
-
عصر سقوط النجوم
-
سجن الرّوح 22
-
من القصص الإنسانية
-
في يوم الصّحافة
-
سجن الرّوح-21-
-
حركة نورديا النازية في شمال أوروبا هي معاون مطيع لروسيا
-
سجن الرّوح -20-
-
شجن الرّوح-19-
-
المرأة خاطئة إلى أن يثبت العكس، واليوم تثبت العكس
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|