أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - الكرد السوريون بين المهانة والخيانة















المزيد.....

الكرد السوريون بين المهانة والخيانة


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 422 - 2003 / 3 / 12 - 04:46
المحور: القضية الكردية
    


 

 – ألمانيا

من خلال قراءتي لما نشره كثيرون ، وعلى الأخص من الجيل الكردي الشاب فتياناً وفتيات، بمختلف ميولهم الفكرية والسياسية قبل الانتخابات التشريعية السورية وبعدها ، على صفحات الانترنت التي يمكن القول بأنها نافذتهم الوحيدة على عالم الحرية والتعبير عن النفس ، بعد عهود طويلة من الانحطاط الثقافي المفروض عليهم بقوة والحصار الذي عانوا منه بسبب قوميتهم ولغتهم وطموحاتهم المشروعة، وأعني قراءة ما يكتبونه بالكردية والعربية على حد سواء ، تأخذني الدهشة لعمق فهمهم وإدراكهم لوضعهم المأساوي على كافة الصعد ، وهم لم يروا بعد كوة يتنشقون منها أنوار الحرية السياسية والثقافية سوى الانترنت وبعض محطات التلفزيون التي لاتفتح لهم مجال الكتابة والقول بالشكل اللائق، خاصة وإن الحديث عن أكراد سورية جريمة لا تغتفر ، في عصر يمكن وصفه بأنه أكثر العصور تطوراً في مجال التلاقي بين الشعوب والأمم.. ولا يهمني إن كانت كتاباتهم  بسيطة لغوياً أو منمقة أو غير متوازنة في الأداء. المهم ما يريدون قوله، فمعظمهم على نهج  الأستاذ سعيد النورسي في الكتابة، إذ كان يقول :" لاتؤاخذوني على لساني وأخطائي، فأنا أفكر كردياً، وأتكلم تركياً وأترجم عربياً" .. وهذه مأساة أبناء وينات الكرد بين إخوتهم وأخواتهم من عرب وترك وفرس  يدينون في غالبيتهم العظمى بالإسلام ...                                                                       

 شبابنا باتوا يدركون عمق مأساتهم الحضارية والاجتماعية والاقتصادية ولم يعد أحد يستطيع لجم فرسهم المنطلقة صوب التجديد والتحديث في بلاد خيم عليها الظلام عقوداً من الزمن ، حتى صار المغتصب يظهر في ثوب قشيب والمغبون حقه كطريد في الآفاق لا يجد من يأويه . وهذه حقيقة مرة وقاسية صار يدركها الجيل الجديد الذي لن ينحني بعد اليوم ولن ينخدع بمؤامرات الحبس في الظل، سواء ظل المبادىء العظيمة التي تستغل من قبل هذا وذاك، أو من قبل من نصبوا أنفسهم حماة لقضيتهم منذ أن وجدت حركتهم القومية الوطنية التي لها طموحات متواضعة وبسيطة بالمقارنة مع الشعوب الأخرى، أو من خلال إحداث شعبة خاصة لتركيب الهوامش الديموقراطية... فلقد كتب بعضهم – وأقصد شبابنا – بأن الانتخابات التشريعية السورية ستكون "مهزلة" وبعضهم حذر من المشاركة فيها بإسم الشعب الكردي ، ومنهم من رفض التقسيم القانوني الجاري للمناطق والدوائر الانتخابية رفضاً قاطعاً، ومنهم من أدانها واعتبر حصة الحزب الحاكم وأنصاره من شعبة "الجبهة الوطنية التقدمية الديموقراطية جداً..." حصة الأسد في الغابة، والهامش لايتسع إلا لفئة من كبار التجار المتطفلين على موائد النظام الحاكم.. ومن الذين تحسروا على الاهتمام الكردي الزائف بالانتخابات وانتظار الأحلام شابة مؤمنة أدركت بأن شعبها في مأزق نفسي كبير يجب انتزاعه منه...       والغريب أن ما كتب عنه شباب الكرد جاء بعض الانتخاب كاعترافات غير وافية على لسان سياسي عريق تميز بموالاته للنظام وخدمته في سبيل بقاء النظام عقوداً من الزمن، ألا وهو الأستاذ منذر الموصلي، الذي طلع على الشعوب العربية من خلال قناة "العربية" يوم  5/3/2003 أي بعد الانتخابات ليعترف بأن ثمة شرخ في الجدار الدستوري وثقوب في أكواز القانون وأن ليس الأمر كما نتصوره أو يحاول بعضهم وصف هذه المرحلة من تاريخ البلاد، وأن الطريق إلى الديموقراطية لم تبدأ بعد، وقد يطول انتظار الجميع...ووافقه نائب بعثي جريء ألا وهو  المثقف المشهور "النحلاوي" الذي شاركه اللقاء في "العربية" واعترف أيضاً بأن هناك خللاً يجب معالجته..                                                                                           

شباب الكرد الذين حوصروا حتى الآن من قبل النظام ومن قبل قيادات الأحزاب الكردية ولاتعترف بهم المعارضة السورية "الديمووووقراطية!!" إلا كأصوات انتخابية للمراحل القادمة، فلم يجدوا سوى ملاجىء الانترنت لتحميهم وتمنحهم الحرية في التعبير عن النفس ، قالوا كلمتهم قبل الانتخاب وبعده، رفضوه وأعلنوه "مهزلة" وطالبوا بانتخابات لا هوامش فيها وإنما صفحة بلا هوامش مفتوحة للجميع بعدل ومساواة وأخوة ، بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو الطائفي أو العرقي أو الجنسي أو الطبقي أو غير ذلك من الانتماءات..واحتجوا على قيادات أحزابهم التي أصدرت بيانات بمقاطعة الانتخابات ولكنها عملت كل شيء قبل ذلك للدخول في "لعبة مهمشة" قبل ذلك ، بل تسابقت على نيل  الفرصة الذهبية لتقديم الولاء للدستور الذي يعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي قائداً ورائداً في البلاد والانتساب إلى مجلس "للشعب" ليس فيه من الكراسي المستقلة سوى ما يكفي لاظهار "ديموقراطية البعث" وليس أي شيء آخر. ولقد أثبتت المعركة الانتخابية التي تم تحريكها كدمى الكاراكوز والنتائج التي تمخضت عنها بأن ما قاله الشباب جدير بأن يتعلم منه الحكماء من الذين يعتبرون أنفسهم منذ أجيال  "قادة الشعب الكردي".     

 

منذ أيام قلائل وصلني خبر بأن هناك من يبدي امتعاضاً شديداً لما أكتبه حول سورية والديموقراطية وأزمة النظام ونصحني ناقل الخبر بأن هذا الشخص / هؤلاء الأشخاص يضمرون لي الشر، وسئلت لماذا أكتب وأنا بعيد عن الوطن منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً في مثل هذه الموضوعات التي يعتبرها بعضهم "عداءً للدولة المظفرة وانتهاكاً للدستور وخيانةً للوطن!!!" فأجبت: "لقد قرأت بأن من واجب الإنسان المؤمن إن رأى منكراً يغيره، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع ذاك فبقلبه، وذاك أضعف الإيمان... أتريدني في هذا العمر أقامر بأن أموت ضعيف الإيمان؟"    

ولذلك آمل من جميع أفراد قيادات الشعب الكردي في كردستان سورية أن يفكروا في الجمل الأخيرة السابقة ويتقدموا بخطوات قوية وسريعة لتربية أبناء وبنات الشعب الكردي السوري على النضال الديموقراطي السلمي الوطني والتعاون مع مختلف الفصائل الديموقراطية السورية من كل الاتجاهات الفكرية ، تلك التي تنبذ الإرهاب والدكتاتورية وتعمل من أجل سورية حرة متماسكة ومتآلفة دون أحقاد موروثة، تتحقق فيها طموحات عادلة ومشروعة للشعب الكردي بصورة أكيدة بضمانات دستورية، وتستعين في ذلك بالكوادر الشابة التي أراها الآن مؤهلة لاستلام المسئولية من القيادات العجوزة وقادرة على إسداء الاحترام لنضال الجميع ، كل حسب طاقته وظروفه التي عاش فيها. فكثيرون قادرون على تحمل المسئولية طوال العمر ولكنهم عاجزون عن نقلها إلى قيادات أكثر فتوةً، هذا ما رأيناه في الأحزاب الشيوعية والإسلامية والقومية ومع الأسف الكردية أيضاً.                                          

قد يصرخ أحدهم في وجهي: "نحن الذين ربينا هؤلاء الشباب!!" فأضطر للإجابة:"ربما يكون هذا صحيحاً، ولكن الذي  يطرحون تخافون أنتم من تبنيه بجرأة وبجدية..وما تفعلونه يعتبره الشباب ثلجاً قديماً يريدون إزالته لبناء صرح جديد في مكانه..فدعونا نفتح للجيل الجديد الطريق لتسلم الأمانة. "                                                                         

أفلا تنظرون حولكم إلى المثقفين العرب المخلصين لشعوبهم ؟ كيف يطالبون الناس بتغيير شامل وكامل في أساسات القيادات ، ملكيات كانت أم جمهوريات ، أم جمهوريات وراثية، وبخاصة بعد أن لوحت "عاصفة مدمرة" في الآفاق...؟ فاعتبروا يا أولي الألباب!                                           

                                                                            

       

 



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - الكرد السوريون بين المهانة والخيانة