العمل السياسي والاجتماعي يعتمد- فيما يعتمد عليه- على عنصر الخبرة المتراكمة، بمعنى ان العنصر الذي يزج نفسه في عمل ما ، سيكتسب مع الايام اللياقات اللازمة في مجال العمل .
اسوق هذه الاسطر بعد ان بثت وكالات الانباء ان خبرا يقول(اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "يوغوف" ونشر اليوم الاثنين ان ثلثي النساء البريطانيات بالتحديد يعارضن شن حرب على العراق مقابل 25% فقط. ولكن عدد الرجال المعارضين للحرب اكبر بكثير ويصل الى 49% مقابل 46% حسب نتائج هذا الاستطلاع.
وتبين من خلال هذه الدراسة انه بفضل النساء بالاجمال تقف اغلبية البريطانيين ضد شن الحرب (57%) مقابل (36%) من الذين يؤيدونها.
وجاء في الاستطلاع انه في حال تعرض العراق لهجوم بدون موافقة الامم المتحدة فان 26% فقط من البريطانيين سيؤيدونها مقابل الثلثين تقريبا (65%) من الذين يعارضونها.)
وكان يفترض بالمرأة العراقية- اسوة بغيرها- ان تسير على هذا الطريق، لتصل الى ما وصلت اليه، الاان ذلك لم يتحقق، لسبب اساسي الا وهو طغيان "الارادة الذكورية" في مجتمعنا بصورة غير مألوفة، مما يدفع المرأة الى الخطوط الخلفية بعيدا عن الممارسات السياسية والاجتماعية.
ونتيجة لهذه المقدمات فان الصوت النسوي العراقي يكاد ان يكون معدوما، حتى المؤترات السياسية والفكرية نجد "تغييب" المرأة هو الاصل، وحضورها يتم من باب"دفع الشبهة" كي لايقال بان هذه الحركة او تلك، تتجاهل دور المرأة، من هنا فان هذا الغياب قد تكرس في واقعنا المعاش، واصبح حقيقة قائمة لايمكن تجاوزها ، واصبحت المرأة العراقية غائبة عن مجريات الاحداث، فلا نسمع لها صوتا ولاموقفا ولا رأيا، كأنها لاتشكل النصف الاخر من مجتمعنا، وكأنها ليست الاكثر معاناة من شرائح شعبنا المظلوم ازاء ما يجري في وطننا المنكوب بالبعث والامريكان.
واذا كان الرجل يتحمل القسط الاوفر من مسؤولية ما ال اليه وضع المرأة العراقية، فهذا لايعني ان المرأة العراقية لاتتحمل قسطا من ما وصلت اليه.
وكسر هذا الطوق المفروض على الصوت النسوي العراقي، لايتم الا بمبادرة منها اولا، وعندما تبادر المرأة سيقف الرجل-عادة- معها.
والوقت لم يفت بعد.