علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 5875 - 2018 / 5 / 17 - 17:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الانتخابات العراقية .. الخسارة فضيحة والفوز مسؤولية
بأقل من نصف قوتهم الانتخابية، خلط العراقيون أوراق اللعبة السياسية المعتمدة منذ سقوط النظام الدكتاتوري في العام 2003، بتقزيمهم ماكان يسمى بالقوائم الكبيرة، وازاحتها من الصف الأول، الذي احتكرته في الدورات الانتخابية الثلاثة الماضية، باساليب وآليات لاعلاقة لها بخدمة الشعب وتعويضه عن تضحياته الجسيمة، بعد فقدانها أكثر من ثلثي مقاعدها البرلمانية، وفق النتائج الرسمية للانتخابات .
هؤلاء الخاسرون(الكبار)، هم الاقطاب المتحكمون بالسلطة والقراروالمال طوال السنوات الماضية، وشتان بين خسارتهم الانتخابية، وبين الخسائر الفادحة التي دفع اثمانها العراقيون من دماء أعزائهم، ومن اعصابهم وقلقهم وأحلامهم، ومن مستقبل أجيالهم، نتيجة سوء اختياراتهم لممثليهم في الدورات الانتخابية الماضية .
الملفت ان الناخبين في الدورة الحالية أطاحوا بعناوين عريضة وأسماء كبيرة ضمن قوائم الخاسرين، أسماء كانت تمثل أركاناً وجدران للصروح السياسية المتنفذة، وهو انذار وتذكير واعلان، بأن دوام الحال من المحال ..!.
لاخلاف على أن خسارة (الكبار) ترقى الى مستوى الفضيحة، خاصةً وهم يمسكون بمفاصل السيطرة والتحكم بتفاصيل وآليات الأداء الاداري والتنفيذي، وليس الاداء الانتخابي فقط، والعراقيون ليسوا استثناءاً عن شعوب العالم، المكتوية بتحكم أحزاب السلطة في ادارة ملف الانتخابات والملفات الاساسية الاخرى .
لقد أضاءت الانتخابات العراقية المشهد العراقي على شاشة عريضة بمساحة العراق، يستحيل التعتيم عليها بالتزييف وشراء الذمم، وهو درس بليغ وغير مسبوق، يقدمه العراقيون الفقراء والشرفاء والوطنيون الصادقون، الذين ذاقوا الأمرين من الدجالين والانتهازيين والوصوليين وسراق المال العام والعملاء والخونة، وهي بالمقابل تحمّل الفائزين مسؤولية تقديم البديل الوطني النزيه والنوعي في الاداء السياسي والاقتصادي، الذي يخدم الشعب ولايستغفله في خطاب اعلامي فارغ ومتذاكي وبليد .
اذا كان أقل من نصف الناخبين العراقيين قلب الطاولة على الكبار المتحكمين، فأن النصف الآخر الذي اختار المقاطعة، سيكون بيضة القبان لمراقبة الفائزين .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟