قصيده - مرثية إبن شاكر

فلاح شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 09:19
المحور: الصحافة والاعلام

صعودا الى الغصة
إن أستطعت الصعود :
تمهل يا إبن صبري وصدري
الطيب دفنوه
ستعبدك سرفة الدبابات ..
طريقا للذئاب والكلاب ..
صعودا
حرروا قدميك
لتصهل سريعا الى قبرك ..
وتلتحق
بآخر تابوت
من المشاهدين :
تمهــل
يا إبن شاكر
إعط وكالة التبرع
بقامة أحنتها الكلمات دون شفاعة ..
تبرع بقلبك للذي
يريد الانتحار
بتبادل الحزن السري
إسرع لاتتمهل الى جنازتك
لئلا
تشغلك عن موتك
كلمات شاهدة القبر
إسرع :
فالموتى ينجحون بعدم التنفس ...
والاحياء لا يقرأون
حولك , خلفلك .. في تنفسك الروم ..
فأسلموك الى الامام .. أمام أولادك
ليكن رحمك قاتلك
إياك والبكاء
حتى لا تفسد الدموع ..
سيكارتك الاخيرة
ليضلل الدخان عينيك :
فلا تعرف
أيا" من الاحباب
أطلق رصاصة اللحمة
فقطع مشيمة الانتماء
لاتخف يا إبن شاكر
ستكشف سر الموت دون وجع ..
القبر أقل الخسارات
وعظامك طين مفخور .. منخور
ستعود ترابا قبل أن يصلك الدود
لا تشكو يا إبن شاكر
ربما سيدفن في ترابك ..
جثة رومي
تكون مزارا لأولادك
فيلقون التحية
على الميتين جميعا
فتنال من صوتهم : ترديد رحمة
كجندي مجهول
على جسد كل ساحات الحروب
فهو البطل الذي لم يطلق رصاصة
فقد مات : قبل أن يقول كلمات
اللعنة والاندحار والانتحار
قلها يا إبن شاكر
فالقبر المنبوذ
لايخلي ساحة الله من العدل
فكم خائنا فصار شهيدا
وكم شهيدا صار خائنا
والقبر واحد
وتعددت أسباب النقمة والرحمة
الى ماذا تنظر يا إبن شاكر
بعد الاربعين
نصفك الاول من العمر
وأنت تمزج الاوهام بالاحلام
وما تبقى من نصف كأس عمرك المسكوب
صرت تقاتل الاحلام بالنجاة
لاتبك يا إبن شاكر
لاتغمض عينيك
كان يسدلهما
وسن المحبة
وتزاحم الجمال
الآن :
دع ما ترى قاتلك
لاتشف غليل الرصاصة :
أنظر فقط
من يحمل السيف
والقحط .. والدمار :
أنظر برحمة
فقلبك سيغلق دمه ..
وينام
وعيناك مفتوحتان دهشة
فأنت من يرى
أول الأولاد .. آخر الأحفاد
في نصل صلبك وتناسل صلبك
فأنت من ترى
أن البلاد من دم معاد
وحبلها السري الأسود
الأسود من .. النفط
أو تعفن الدماء
أو اللافتات السود
أو رحم زوجك العاق....ر :
يا إبن شاكر
عليك أن ترى ما يجب أن ترى
لم تعد من نسل كلكامش
لتصبح أول من رأى
ولست من الطلقاء حتى
تكن آخر من رأى
أنت ترى ما يجب أن ترى
لأنه كالموت لايعاد مرتين
فأنت من ترى
أن العراق خارطة
والبلاد خارج البلاد ..
والعلم يلتف على
رحم عاقــر
تنشج الزغاريـد ...
وتنثر ما تبقى
من تكاثــر
على نسلك : يا إبن شاكــر

16-3-2006

#فلاح_شاكر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات