أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا














المزيد.....

لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 422 - 2003 / 3 / 12 - 04:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


             
    لم تزل العقيلة زينب بنت علي بن أبي طالب ( ع )  تشكل رمزاً جهادياً وقدرة وشجاعة في مواجهة الظروف الحالكة واللحظات الحرجة ، والإصرار على الوقوف بشجاعة نادرة في التاريخ بحضرة الطاغية وفي عقر سلطته وداره  ، ومع أن الدراسات والكتب التي كتبت بحق البطلة زينب بنت علي ( ع ) لم تذكر لنا تفاصيل حياتها الأولية وهي التي شكلت لعائلة الأمام علي بن أبي طالب ( ع ) العمود الفقري بعد رحيل الزهراء وبقاء زينب المدبرة والمسؤولة عن شؤون والدها وأخوتها ورعاية العائلة وشؤون البيت ، مثلما لم تتطرق الى ظروف حياتها وزواجها من أبن عمها وحقيقة مكان وفاتها  .
وكانت العقيلة زينب من المدافعين عن الحق في معركة كر بلاء بإصرار دفعها للرحيل مع الثائر الشهيد  ومعها فلذات أكبادها  ، وكانت تتلقى الفجائع وتساقط الشهداء بروح معنوية قل لها مثيل في التاريخ ، وبعد أن أنتهت المعركة وسبيت العائلة وأقتيدت النسوة والأمام علي بن الحسين ( ع ) وكان عليلاً مريضاً وتتقدم السبايا السيدة زينب ووصل الركب الى الشام و الى مكان جلوس الحاكم  الطاغية يزيد بن معاوية وجيء برأس الحسين ( ع ) ووضع في طست وتمعن به يزيد ليقول أبياته الشهيرة وهو يضرب ثنايا الأمام بعصا كانت بيده :
لعبت هاشم بالملك فلا         خبر جاء ولاوحي نزل
ليت أشياخي ببدر شهدوا     جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا وأستهلوا فرحاً         ولقالوا يا يزيد لاتشـــــــــــــل
فجزيناهم ببدر مثلا             وأقمنا ميل بدر فأعتــــــــدل
لست من خندف أن لم أنتقم    من بني أحمد ماكان فعـــل
وكان مجلس الطاغية يضم كل أعيان العاصمة الأموية وكبار رجالات الدولة ، فتقدمت زينب بنت علي الصفوف وخطت خطوات متقدمة لتقف وسط هذا الحشد المسؤول من الرجال تخاطب الطاغية رغم فجيعتها وحزنها وتعب السفر  فتقول :
الحمد لله رب العالمين والصلاة على جدي سيد المرسلين صدق الله سبحانه وتعالى يقول ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) صدق الله العظيم .
أما بعد أظننت يا يزيد أنك حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينا آفاق السماء فأصبحنا لك في إسار الذل نساق إليك سوقاً في قطار ، وآنت علينا ذو اقتدار ، ان بنا من الله هوانا وعليك منه كرامة وامتنانا ، وأن ذلك لعظيم خطرك وجلالة قدرك فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً وتنقض مذرويك مرحاً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة وحين صفا لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا فمهلا مهلا ، ومهلا لا تطش جهلا ، أنسيت قول الله تعالى :
( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم أنما نملي لهم ليزدادوا أثما ولهم عذاب مهين )  .
أمن العدل يا أبن الطلقاء تخديرك حرائرك وأمائك وسوقك بنات رسول الله ( ص ) سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يحدوا بهن الأعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن أهل المنافل ويبرزن لأهل المناهل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والغائب والشهيد والشريف والوضيع والدني والرفيع ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولامن حماتهن حميم عصيانا منك على الله وجحوداً لرسول الله ودفعاً لما جاء به من عند الله ، ولا غرو منك ولاعجب من فعالك ، وأنى يرتجى الخير ممن لفظ فوه أكباد الشهداء وأنبت لحمه بدماء السعداء ونصب الحرب لسيد الأنبياء وجمع الأحزاب وشهر الحراب ، وهز السيوف بوجه رسول الله ( ص ) ، أشد العرب جحوداً وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً .
والمتأمل في دقائق الموقف حين يكون الأسير أمراه مذبوحة في أعماقها منكوبة في روحها وتقف في حضرة الجلاد الطاغية وتخاطبه بهذه الخطبة التي تعريه وتظهره على حقيقته ، لكنها العقيلة زينب بطلة كر بلاء بحق ، فقد كانت الفارسة الشجاعة التي لم تحمل السلاح وكانت الصامدة الصابرة الممتلئة يقينا ً بصدق الدعوة والجهاد في سبيل الحق والحيلولة دون تبوء الحاكم الباغي والطاغي تقاليد السلطة مهما كان الثمن الذي يدفعه الرافض للظلم والطغيان والكفر .
في حياة العقيلة زينب معان كثيرة لم يستوفى حقها ولم تولها الدراسات الاهتمام الكافي فقد كانت مرجعاً وتكمن في أعماقها ثروة معرفية لاتقل عن معرفة الحسين بن علي وليس غريباً فهي التلميذة الوفية والأمينة في مدرسة الأمام علي بن أبي طالب ( ع ) ، وبهذه المناسبة حين نستعيد الجزء الصغير الذي كتبته الأقلام الخيرة من أمثال السيد عبد الحسين شرف الدين والدكتورة بنت الشاطئ وحتى ما أوردة جرجي زيدان فأنها تشكل لنا بعضاً من ملامح البطلة التي رسمت أسمها ومبادئها مع بقاء الدهر .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق ؟
- الحملة المدنية من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- للمرأة العراقية نقف اجلالا كلما مر ذكرها
- عبد الحسين الخز اعي أسم مرسوم في ذاكرة الطيبين
- أيها العراقيون كونوا بحجم وطنكم
- علي كريم سعيد وداعاً
- أيها الأخوة أجلوا كل خلافاتكم فهذا العراق الجديد يدعوكم من ا ...
- الموت في المنافي الغريبة الفنان فائق حسن وداعاً
- حديث الساعة
- هل ستقع الحرب ؟؟ أم سيتم ترتيب المنطقة دون اللجوء إلى الحرب ...
- أسئلة قبل التغيير في العراق
- مصالحة المذبوح مع القاتل
- معونة الشتاء هل تتذكروها ؟؟
- مروان الحمار
- وتسأل أن هل قام فينا العراق ؟
- هل أسألكم أين مجلس السلم العالمي ومجموعة عدم الانحياز ؟
- إشكاليات لم تزل بحاجة لحلول عراقية
- تغيير الاسم لن يغير الحال في العراق
- أيها الناس أسمعوا وعوا
- أما لليل العراق من آخر ؟


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - لزينب بطلة كر بلاء نقف إجلالا