أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الدراسة المنهجية للماركسية - الاقتصاد السياسي















المزيد.....

الدراسة المنهجية للماركسية - الاقتصاد السياسي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاقتصاد السياسي هو الركن الثاني من اركان الماركسية الثلاثة. لا شك ان اعظم كتاب للاقتصاد السياسي في التاريخ هو كتاب كارل ماركس "الراسمال". هذا الكتاب حلل الاقتصاد السياسي تحليلا علميا رائعا لم يستطع مجاراته احد حتى يومنا هذا. وقد كتب ماركسيون اخرون كتبا تبسيطية للاقتصاد السياسي قائمة على اساس ما جاء في كتاب الراسمال نظرا الى ان كتاب الراسمال ليس سهلا بالنسبة للمبتدئين في دراسة الماركسية. ولكن الدارس الحقيقي للاقتصاد السياسي يجب ان يهدف في دراسته الى دراسة الراسمال او على الاقل الجزء الاول منه. ودراسة الراسمال مع طريقة كارل ماركس في بحث التطور التاريخي للانتاج البدائي ثم الى ظهور السلعة وانفصال القيمة الاستعمالية عن القيمة التبادلية وتحول الاخيرة الى السلعة المعبرة عن القيمة وتحولها الى النقود وغير ذلك هو بحث رائع للمادية الديالكتيكية في تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية والعلاقات المتبادلة بين الحركات الاقتصادية الى اخر ذلك. وهذا موضوع شيق جدا. فعند دراسة الراسمال دراسة دقيقة يتقن الطالب دراسته للمادية الديالكتيكية واتقانها. ان دراسة كتاب الراسمال تساعد الطالب على تفهم الاقتصاد السياسي وتطوره بصورة ديالكتيكية. ان دراسة الراسمال دراسة ذات حدين فهي دراسة للمادية الديالكتيكية بتطبيقها على المجتمع اي المادية التاريخية ودراسة الاقتصاد السياسي دراسة علمية دقيقة جعلت من الاقتصاد السياسي لاول مرة علما مماثلا للعلوم الطبيعية الدقيقة.
ان الدراسة الديالكتيكية للاقتصاد الراسمالي هي التي جعلت بامكان كارل ماركس عن طريق تفحص التغيرات الكمية في تطور الاقتصاد الراسمالي الى التوصل الى التحول الحتمي الى الثورة والانتقال الى المجتمع الاشتراكي. هذا هو اروع ما في دراسة ماركس للاقتصاد الراسمالي. فقد راى التناقض الاساسي في المجتمع الراسمالي والتغيرات التي تطرأ على هذا المجتمع بالضرورة عن طريق تطور الراسمال ذاته وحتمية تحول هذه التغيرات الكمية الى تغير نوعي، الى الثورة على النظام الراسمالي ونشوء دكتاتورية البروليتاريا. فانا انصحك عزيزي القارئ ان تحاول ان تصل الى المستوى الذي يتيح لك دراسة الجزء الاول من الراسمال دراسة دقيقة لتميز عند دراسته كيفية سير تحليلات كارل ماركس في التحولات الكمية الى تحولات كيفية في التطور البسيط للانتاج السلعي من مرحلة الى اخرى.
ولكن الاقتصاد السياسي علم يدرس حركة المجتمع. والمجتمع حركة دائمة متطورة لا تتوقف عند حد. ولذلك فان بحوث كارل ماركس للاقتصاد السياسي ليست ولا يمكن ان تكون كاملة. فمع تطور المجتمع لابد ان يتطور الاقتصاد السياسي لهذا المجتمع. ودراسة هذا التطور في الاقتصاد السياسي تحتم تطويرا للاقتصاد السياسي الذي وضعه كارل ماركس.
وفع على لينين عبء تحليل تطور الاقتصاد السياسي الناجم عن تطور المجتمع. وهذا ما ادى الى دراسات لينين للمجتمع الراسمالي في تحوله الى المرحلة الامبريالية المختلفة عن مرحلة المنافسة الحرة التي درسها كارل ماركس. لذلك فان دراسة الاقتصاد السياسي لا يمكن اكتمالها الا بدراسة الاقتصاد السياسي للمرحلة الامبريالية من الراسمالية. وفي دراسة لينين للاقتصاد السياسي في المرحلة الامبريالية وجد ان بعض الاستنتاجات التي توصل اليها كارل ماركس لدى دراسة المجتمع الراسمالي التنافسي الذي درسه وحلله تتحول عند تطور المجتمع الراسمالي الى المرحلة الامبريالية الى عكسها. واحد الامثلة الساطعة على ذلك تحول ضرورة قيام الثورة الاشتراكية في جميع او اغلب بلدان اوروبا الراسمالية الى امكانية تحقق الثورة الاشتراكية في بلد واحد وحتى في اضعف حلقة من السلسلة الراسمالية. وتحلى لينين بالجرأة اللازمة للاعلان عن هذا التطور بصورة صريحة بينما واصل مدعو الماركسية بالاصرار على ان اراء لينين هي نقض لماركسية كارل ماركس. وهذا التمسك بالقديم بدون الاعتراف بالتطور الجديد هو اهم مظاهر الجمود العقائدي. ان الجمود العقائدي في اوضح مظاهره هو محاولة تطبيق مقولة قديمة كانت صحيحة سابقا على ظروف جديدة اصبح فيها تطبيق المقولة القديمة معيقا للحركة وليس تطويرا لها.
ان النتائج التي توصل اليها لينين عن طريق دراسة المجتمع الراسمالي في تطوره الى المرحلة الامبريالية هو في الواقع تطوير للماركسية وليس نقضا لها رغم التوصل الى استنتاجات مناقضة او حتى معاكسة للاستنتاجات التي توصل اليها ماركس عن طريق دراسة الاقتصاد السياسي لمرحلة سابقة من تطور الراسمالية.
ان الاقتصاد السياسي الماركسي اصبح اذن دراسة تحليلات ماركس للراسمالية التنافسية ودراسة لينين للراسمالية الامبريالية. ولم يعد بالامكان فصل الاقتصاد السياسي اللينيني عن الاقتصاد السياسي الماركسي. وهذا هو السر في ان الماركسية اصبحت ماركسية لينينية. فالماركسية لم تعد في عهد لينين نفس الماركسية التي كانت في عهد كارل ماركس وانما اصبحت الماركسية الوحيدة الصحيحة هي الماركسية اللينينية. وعلى طالب الماركسية استنادا الى ذلك ان يدرس الاقتصاد السياسي بشقيه الماركسي واللينيني. ولم يعد بالامكان الفصل بينهما. لذا فنصيحتي لك عزيزي القارئ ان تستكمل دراستك للاقتصاد السياسي في كتاب الراسمال بدراسة الاقتصاد السياسي اللينيني في كتاب لينين "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية" وكتاباته الاخرى الكثيرة عن الاقتصاد الامبريالي. ففي هذه الدراسة استكمال لدراسة الاقتصاد السياسي وفي الوقت ذاته استكمال لدراسة المادية التاريخية اي تطبيق المادية الديالكتيكية على دراسة المجتمع.
والمجتمع البشري في حركة دائمة. وكان من اهم التغيرات النوعية في حركة المجتمع ثورة اكتوبر ونشوء اول دولة عمالية في تاريخ البشرية. وهنا نشأ اقتصاد سياسي جديد، اقتصاد المجتمع الاشتراكي. ودراسة اقتصاد المجتمع الاشتراكي هو بحث واسع شديد الاهمية نظرا الى اختفاء قوانين اقتصادية قديمة ونشوء قوانين اقتصادية جديدة في هذا المجتمع، بينما تغيرت بعض القوانين القديمة التي كانت قوانين حاسمة في الاقتصاد الراسمالي فاصبحت قوانين فرعية قليلة الاهمية في المجتمع الاشتراكي. على طالب الاقتصاد السياسي ان يدرس هذه التغيرات التي طرأت على علم الاقتصاد السياسي نتيجة لظهور هذا المجتمع الجديد. لذلك اصبح الاقتصاد السياسي للمجتمع الاشتراكي جزءا لا يتجزأ من علم الاقتصاد السياسي ولذلك فان مفهوم الماركسية في ركنها الاقتصاد السياسي اصبح دراسة الاقتصاد السياسي لكارل ماركس ودراسة الاقتصاد السياسي للينين ودراسة الاقتصاد السياسي للمجتمع الاشتراكي. هذا هو تعريف الاقتصاد السياسي الماركسي في عصرنا. فبدون دراسة الاقتصاد السياسي للمجتمع الاشتراكي لا يمكن ان يكون الانسان ماركسيا كامل الثقافة.
في الخمسينات من القرن الماضي اي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فكر الحزب البلشفي في وضع كتاب دراسي كامل للاقتصاد السياسي يبحث الاقتصاد السياسي الماركسي بكامل مراحله لكي يكون مرشدا هاما للشبيبة السوفييتية وللشيوعيين في ارجاء العالم. وعين الحزب الشيوعي لجنة من خيرة علماء الاتحاد السوفييتي في جميع الميادين العلمية من اجل وضع مسودة لهذا الكتاب. وقد تمت كتابة المسودة للكتاب سنة۱٩٥۲ حيث عقد اجتماع يضم فئات واسعة من العلماء في جميع الميادين لدراسة المسودة واجراء النقاش عليها. وخلال هذه النقاشات نشأت اراء مختلفة ومتعارضة في الكثير من مواضيع الاقتصاد السياسي. احيلت جميع هذه الوثائق والمحاضر مع المسودة الى ستالين لابداء رايه فيها. فكتب ستالين كراسه الشهير حول المشاكل الاقتصادية للاشتراكية الذي يستطيع القارئ ان يجد ترجمته الكاملة في موقعي في الحوار المتمدن. ان هذا الكراس الذي كتبه ستالين هو من اروع الوثائق الماركسية الموجودة لانه يعالج جميع القضايا والاراء الخاطئة فيما يتعلق بالاقتصاد السياسي الماركسي ويقدم الاقتراحات في كيفية اكمال مشروع كتاب الاقتصاد السياسي واقترح تعيين لجنة كبيرة تتفرغ لانهاء كتابة الكتاب الدراسي وحتى تنقيحه من قبل اختصاصيين باللغة الاقتصادية ومنحهم سنة من اجل تحقيق ذلك. ان دراسة كراس ستالين في رايي ضرورة حتمية لكل من يريد ان يكون ماركسيا حقا في علم الاقتصاد السياسي.
تحقق انجاز كتابة كتاب الاقتصاد السياسي الدراسي كما اراده ستالين سنة ۱٩٥٤ بعد وفاته ونشر الكتاب ووزع في العالم كله ولكنه لم يرق للطغمة الخروشوفية فسحبوه من جميع العالم واحرقوه. ثم اجروا عليه تغييرات ونشروه مرة ثانية سنة ۱٩٥٦ على ما اتصور ولكنه لم يرق لهم حتى بعد تعديله فسحبوه مرة ثانية من الاسواق واحرقوه. ولكن مكتبة الكونغرس الاميركية ترجمت الكتاب بطبعته الاولى بنطاق ضيق جدا ووزعته على الخبراء الاميركيين في الشؤون السوفييتية. وتوجد نسخة من هذه الترجمة المطبوعة بالالة الطابعة في المكتبة البريطانية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحمة الله عليك يا نعساني
- حسقيل قوجمان يستفيق من نوم الكهف
- 20شباط العيد الوطني لاستقلال المنطقة الخضراء
- الدراسة المنهجية للماركسية - المادية الديالكتيكية
- اسطورة حكومة الوحدة الوطنية 2
- الكولخوزات ودورها في بناء الاشتراكية
- ساسون دلال
- الاستحقاقات الانتخابية والاستحقاقات السياسية
- المنظمات المهنية والنقابية وانتماءاتها السياسية
- سبب حل الجيش العراقي
- اسطورة حكومة الوحدة الوطنية
- نفقات الحرب ليست مجرد وسيلة لشن الحرب انما هي هدف من اهدافها ...
- ملحق بمقال -حقوق الانسان وقوانينها- – كمال سيد قادر
- حقوق الانسان وقوانينها
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 4 واخيرة
- صدفة جميلة
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 3
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 2
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 1
- من وحي كتاب سفر ومحطات - البعية للسوفييت ودور اليهود 2


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - الدراسة المنهجية للماركسية - الاقتصاد السياسي