سلوى غازي سعد الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:55
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مع اقتراب الذكرى الثالثة للإطــاحة بنظام البعث و الطاغية صدام ، و بزوغ أمل جديد في خلق عــراق ديمقراطي إنساني و بمساعدة الغرب ، بدأت الجلسة السابعة عشرة لمحاكمة الجلاد و سبعة من معاونيه في الإجرام و النفاق ، أراد صدام أن يظهر من خلال هذه الفرصة و كأنه حمل وديع و مضطهد ، و ألقى على العراقيين "خــطبة" دينية ، عبادية ـ سياسية ، تشجيعا منه على مقاومة ما أسماه زاعما ب "الاحتلال الأمــريكي" ، لكن هذه الخطبة لم تكن بدعة ابتدعها من قريحته المريضة .
و لأن صدام في القفص ، ينوب عنه الكثيرون من الوعاظ أمثال "هيئة علماء البعــث" و من لف لفهم من علماء الحــزب الإســـلامي و مقتدى الصدر و الخــالصي "المخلص لصدام" ، و هؤلاء يتبعهم الكثير من السياسيين الذين يريدون مصالحة "البعث" و المؤمنين بالبعث و "تحرير العراق" من المـــحرر الأمــريكي ، وهمهم الوحـيد هو الدفــاع عن "الحــزب" و التعصب القومي و التطرف الديني ، و يريدون للشعب العراقي الرجوع إلى عهد الدكتاتورية و التخلف و العداوة مع العالم الديمقراطي .
كما تمنى هؤلاء ، يوم المحكمة حين وعظ الطاغية ، لو أنه كــان يــوم جمــعة ، ليصلي الظلاميون خلفه كما صلوا خــلف يــزيــد بن مــعاوية و غيره من الطغاة في كل عصر و زمان ، لكي يشكلوا عقبة في طريق تطور البلد و يسيطروا على أفكار و عقول الناس ، و لكن بعدا لهؤلاء أن يصلوا إلى السلطة و كل حزب شبيه بحزب "البعث" ، أو السياسيين الشبيهين بقدوتهم صدام ، لأن التحالف الغربي يدرك أن الوقوف بوجه الديمقراطية بحجة الدفاع و التباكي على المراقد و الجوامع و السيادة و الكرامة و انتهاكات حقوق البعثيين و التكفيريين المتوحشين في أبو غريب و بــوكــا ، ما هي إلا خدعة "إعلامية" لكي يبرؤوا المجرمين و يلصقوا التهم بالغرب الذي بات يدافع عن حقوق الشعوب و المظلومين في العالم .
و سينعم العراقيون بالديمقراطية و الأمان إن تحالفوا بشكل جدي و حقيقي مع كل الدول و الأنظمة الديمقراطية للقضاء على الدجل السياسي و الشعوذة و الكهنوت الديني .
#سلوى_غازي_سعد_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟