حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:50
المحور:
المجتمع المدني
في الساعة الثانية في عز الضهر ..
مش في الفجر ولا في نص الليل ، ده كان زمان في الأفلام الأبيض واسود .
لكن الآن خلاص .. مافيش خشا ، لأن اللي اختشوا ماتوا طبعاً .
خرجوا علينا – مش زوار الفجر – لكن زوار الصبح والضهر والمساء ( عادي جداً ) ، في شهر مارس ويوليو ونوفمبر سنة 2006 .. بقرار سيادي يأمر باعتقال كل الصحفيين اللي بيكتبوا بجد .. وكل السياسيين اللي بيؤمنوا بتداول السلطة بجد .. وكل القضاة اللي واخدين العدل بجد .. وكل المعارضين بجد .. وكل اللي بيحلموا بوطن حر بجد .. وكل قبطي مش طائف بيؤمن بالمواطنة بجد .. حتى الإصلاحيين المغضوب عليهم في الحزب الوطني واللي أخدوا الإصلاح على صدرهم بجد .. والطلبة في الجامعة اللي عايشين دور المواطن المسئول بجد .. والليبراليين بجد .. والعلمانيين بجد .. والتنويريين غير المـُسيسين بجد ..
قرار الاعتقال مكتوب عليه كده في أول سطر :
يقبض على أي واحد جد !!
والمشكلة يا جماعة إن احنا فهمناهم غلط .. هما عايزينا نلعب سياسة كده وكده .. ونكتب صحافة كده وكده .. ونعارض كده وكده .. ونحلم كده وكده
هما بيخرجوا فيلم مش واقعي ومش فانتازيا اسمه " وطن وسـُلطة وشعب "
فيلم رخم .. دمه تقيل وايده أتقل بلا إخراج ولا سيناريو ولا مزيكا ولا ديكور .. عرائس يحركها يد أمنية غير محترفة إلا في صنع الفضيحة والإشاعة والاعترافات تحت وطأة التعذيب .. والتجسس والتصنت وكتابة التقارير من أميين .
فيلم يبدأ بالتحرش بالصحفيات والشعب وينتهي بالفساد وإقصاء القضاة .
فيلم يبدأ بإشعال الفتنة الطائفية وينتهي على مائدة الأمم المتحدة أو على موائد الرحمن .
فيلم يبدأ بمداعبة الإسلاميين وإعطاءهم كراسي البرلمان وينتهي بجواز المتعة في السر بلا مقابل مع العلمانيين .
فيلم خرافي لا يرشح إلا لنيل جوائز الشمولية حيث إبداع التشويش واستراتيجية العشوائية واللا رؤية واللا هدف .
فيلم بوليسي فاشل .. يخرجه مـُخبر برتبة باشا .. ويسّوقه في سوق النخاسة كما فعل بـ CD حسام ودينا وبمسرحية كنيسة الإسكندرية .
فالجنس والطائفية والفساد هم حـُصانه الذي يراهن عليه الآن لإظلام المسرح الوطني وامتلاك العرش الرخيص .. الذي يسمى خطأ بعرش مصر المحروسة
أقصد عرش مصر المنهوبة
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟