هبة الله الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 5870 - 2018 / 5 / 12 - 01:35
المحور:
المجتمع المدني
الجميع على حق في الوقت الذي يتخذون فيه قراراتهم ,و العامل الوحيد المخطئ في ردة فعل هذه القرارات هو الوقت,معادلة عكسية تصادمية بين الأفراد والحكومات.
حتى بين الزوجين تختلف معايير وقيم هذه المعادلة الإهتزازية المبالغ فيها إلى حد الإرتياب في تحقيق ما نسمو إليه من رفاهية إنسانية,فنحن كالأشجار لا تأكل ثمارها ننتج لنخدم الآخرين.
وهكذا دواليك... مجتمع يتغذى بعضه على بعض حتماً.
والعدو في لحظة يصبح صديق والصديق عدو بلا استثناء لأحد.
ومن ابقيه قربي صديق فغداً يكون عدو.... وأنت دوماً تبقِ قربك عدو أو صديق.
فما الفائدة من هذا الاندماج في المعايير الأخلاقية, إلا شبه الإخلاص في عالم من ماء يتسرب عبر الكون كحقيقة هيولية بلا هدف, مانعرفه عن عالمنا اليوم لا يعرفه البشر قبل أزمان انطوت.
فجنون الوقت في داخل كل فرد فينا لا أحد يستطيع أن يتوقعه,الوقت مرتبط بالأخلاق والأخلاق ترتبط فينا داعمة فكرة الدفاع عن النفس بالإرتياب المطلق بمن حولنا, تستطيع أن تبتعد عمن تحب ولكن لا تبتعد عن الذي تكرهه,وتبتعد عن صديقك ولا تبتعد عن عدوك... ربما هي غريزة البقاء والغدر من تبقي أعداءنا قربنا.
وكلما كنت حاد الذكاء كلما كان عدوك أقرب إليك من نفسك.
يوصلنا هذا إلى حقيقة أن استخدامنا لأعدائنا بشكل صحيح يزيد من قوتنا وهو ما أثبتته وعملت عليه الكثير من الحكومات في سياستها مع العالم.
فجأة وكإنسان عادي وأنت في وسط زحام الحياة ستجد نفسك غير متأثر من كثرة الأعداء, بل يصبح هوساً فينا حشد أكبر جيوش الأعداء من حولنا,غير مكترثين بمعاركنا اليومية معهم, بل قد تغدو كلمة معارك تقليدية جداً,فنحن غير مكترثين.. وكأننا في تسليم أن هذا العالم عالم الأعداء والأحباب ما هم سوى قلة القلة ..
كي تبقي عدوك قربك هناك قواعد واستراتيجية بلهاء تنافي الفطرة السليمة والأخلاق,ومن يدري قد تكون الفطرة نصفها سليم ونصفها فاسد,هنا في إبقاء هؤلاء من حولك عليك باستخدام النصف الفاسد في معظم الأحيان والقليل من النصف السليم كل حسب مقاديره التي تكتسب معاييرها من تجربتك الشخصية مع كل صنف..
أن تجلس على كرسي متفرجاً.. مستخدماً عدوك كبيدق في لعبة شطرنج يظن أنه المسيطر فيها,
فأعدائنا هم دليلنا في أسفارنا وعالمنا.
#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟