أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - جراح حلبجة تلتهب














المزيد.....

جراح حلبجة تلتهب


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:36
المحور: حقوق الانسان
    


نشرت المواقع الكردية ووكالات الأنباء خبر الاحتفال الدموي بذكرى ال 18 لفاجعة القصف الكيماوي ، الجريمة التي ارتكبها النظام البعثي أثناء حربه مع إيران. و أمس تكررت الفاجعة ، ولكن بأيدي كُردية خالصة ، وباسم القومية الكردية، حين أقدمت قوة مشتركة من الحزبين الحاكمين في كُردستان على قمع مظاهرة أهالي المدينة المنكوبة بإطلاق النار عليهم و قتل اثنين و جرح 17 واعتقال العشرات ، ولا يزال البحث جاريا عن آخرين لاعتقالهم. وقد اطلعت ُ في موقع " بيامنير" الخبري التابع للحزب الديمقراطي الكُردستاني أن ّ قوات الآسايش التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني صادرت أشرطة فيديو من بعض الصحفيين ، ومنعت مراسلي وسائل الإعلام من تغطية التظاهرة ، كما اعتدت على بعضهم.
فهذه هي الشفافية والديمقراطية التي يتشدق بها حكام كُردستان في ظل الاحتلال ! وهذه نعمة إدارة بوش لشعب كردستان والعراق.
فأهالي حلبجة غاضبون بسبب الإهمال الذي يتعرضون لها منذ الفاجعة عام 1988، و الاستغلال البشع و الجشع لمصائب الضحايا وأهاليهم من قبل الحكام وأذنباهم في سبيل الإثراء الفاحش ، و تحقير الضحايا و إذلالهم ، و ترسيخ سلطاتهم المافياوية.

واللافت للانتباه رد فعل مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني و حكومة كُردستان ورئيس البرلمان وتحميلهم ما أطلقوا عليه " دولا مجاورة " مسؤولية " أحداث الشغب" !! ، ما يذكرنا بأبواق النظام البعثي السابق حين كانت ترد أسباب معارضة العراقيين له لتحريض إيران وإسرائيل.
وليس من المستغرب أن يلجأ الحكام إلى هذه الأساليب التضليلية في اتهام قوى خارجية بتحريك رعاياهم و تحريضهم ضد سلطاتهم. النظام البعثي السابق اتهم السلطات السورية أنها تقف وراء تمردات عديدة في العراق ضد الظلم والطغيان. و اليوم يدعي صدام و أعوانه أن أهالي الدجيل الذين أصدر بحقهم أحكام الإعدام ونفذها كانوا عملاء مأجورين للنظام الإيراني ، كانوا يعملون على إضعاف العراق في حربه ضد إيران.
يتناسى حكام كُردستان أن سلطاتهم استمرت لهذا اليوم بفضل الأنظمة الدكتاتورية والحكومات الخارجية ، مثل النظام الإيراني والتركي وبريطانيا وأمريكا والنظام البعثي السابق.
لقد انتهزت جماهير حلبجة وكردستان ذكرى الفاجعة للتظاهر ضد الفساد والفقر والبطالة وانتهاكات حقوق الإنسان. لقد قالت الجماهير كلمتها ضد الحكام الذين جعلوا من هذه الفاجعة سوقا للأرباح والإثراء على حساب قوت الشعب . لقد تحول هؤلاء الحكام من أناس يعيشون عالة على الفلاحين إلى أصحاب قصور فرعونية باستغلالهم مآسي الشعب الكردي والمزايدة بها في العالم. لقد بقت حلبجة مدمرة منذ يوم الفاجعة إلى اليوم ، فلم يفوت قادة الأحزاب القومية فرصة للنهب والسلب مذاك ، وقاموا بأعمال إجرامية يندى لها الجبين ، و من المخجل أن أذكر هنا قسما منها ، حسب ما سمعت من شهود عيان .

إن الرد على المتظاهرين بإطلاق النار عليهم وقتل اثنين وجرح العديد ، واعتقال العشرات منهم و ملاحقة البقية بذرائع طالما ترددها أبواق السلطات في الإقليم مثل حساسية الوضع وتأزمه ، أو أن الأعداء ودول المنطقة تحرض على الإرهاب و تسعى إلى قتل التجربة الفتية في كردستان !! لعمل إجرامي لا بد من إدانته بشدة، وأنه يثبت مدى هشاشة الأمن والاستقرار المزعوم في الإقليم.
ففي هكذا وضع مأساوي يكون الرصاص والنار لغة الحكام ، وتنعدم أبسط مقومات الحياة للمواطنين من ماء وكهرباء ووقود ومساكن ، تسود بالتأكيد البلطجة والمافياوية بكل معنى الكلمة ، و تكون كل ادعاءات بسيادة الأمن والاستقرار في كُردستان لا أكثر من نفاق و هراء.
الجماهير تعيش حالة إحباط قاتلة ، فلا رجاء في هؤلاء الحكام ، و لن تنفع وعودهم بتعويض الضحايا و تعمير مدينتهم ، بعدما جُرّبوا لمدة 15 عاما لم يقدموا للشعب سوى الذل والهوان والكذب والنفاق. الجماهير أطلقت صرخة الغضب " لكم نصبكم التذكاري خذوه ، لا رجاء فيكم ، واخرجوا من مدينتنا ! كفاكم مزايدة ..."

فالجماهير المنكوبة ليس لها ألا رصّ صفوفها والاتحاد في جبهة يسارية اشتراكية واضحة الأهداف والبرنامج ، والكفاح في سبيل تثبيت سلطتها اللا قومية واللادينية و التي يكون رائدها العدل والحق والإنصاف والحرية للجميع.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكم ليست لإحقاق الحق وانصاف الضحايا
- إنهن لا بد ّ سيغيّرن العالم
- انتصار ديمقراطية بوش ورامسفيلد في العراق
- البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات ...
- حرية الرأي والعقب الحديدية لرأس المال
- عاشت اللجنة الشيوعية في المعمل
- القوى اليمينية العنصرية والظلامية ضد مكاسب البشرية
- ثلاث خفقات
- ناظم حكمت في مستوصف السجن
- مغزى وصول اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية
- لنؤمنْ بوقع خطى فصل الجحيم
- باول تسيلان يسمع أن الفأس قد أزهر
- هرات تهوي في خريف المؤودات
- فنُّ - هارولد بينتر- لتحرير الإنسان من الظلم والاضطهاد
- أقولها وأموت : 1- مهزلة التوحيد تراجيديا كُردية
- ومضى عهد الراحة
- قصيدتا - أكتوبر - و - الأمل- لناظم حكمت
- ولاية الفقيه رغم أنف الديمقراطية
- من غابرييل غارسيا ماركيز إلى غيفارا
- صوت اللقاء وقصائد أخرى لسهراب سبهري


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد كشكولي - جراح حلبجة تلتهب