أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ابو عراق - المندائيون في البصرة















المزيد.....

المندائيون في البصرة


علي ابو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:31
المحور: حقوق الانسان
    


يقول كتابهم: باسم الـحي العظيم جاء الماء والـحياة.. ومن الماء جاء النور.. ومن النور جاء البهاء.. ومن البهاء جاء الأثيري والملائكة الصالـحون
الصابئة المندائيون في البصرة
شح عليهم النهر في بلد كله نهر
البصرة ـ علي أبو عراق

تمر في الثامن عشر من الشهر الجاري أهم أعياد الصابئة المندائيين عيد البر ونايا ( الأيام الخمسة البيضاء ) بالآرامية والبنجة بالفارسية ورأينا إن نشارك هؤلاء الرائعين من أبناء شعبنا العراقي فرحتم غير المكتملة وعيدهم الذي شحت عليه انهار البصرة على كثرتها بسبب الوضع الأمني والخوف من المجهول وتلقي بعض الأضواء على تأريخهم المثقل بالإخلاص والمحبة والنور

المندائيون
الصابئة.. المندائيون.. المغتسلة، أسماء مختلفة لمعنى واحد، يشير إلى أكثر الجماعات الاثنية - في التاريخ - ارتباطا وتقديسا للماء ونزوعا للسلام وتطامنا وانسجاما مع الدول والحضارات التي عاشوا في إطارها. فهم لم يكن لهم دولة قومية ولا كيان سياسي مستقل وليس لهم حروب يستعيدون أمجادها أو ملاحم يتغنون بها، بل كانوا مشاريع دائمة للاضطهاد والتهميش وذاكرتهم اللدنة تحفل بالكثير من رحلات الهجرة والشتات، ولكن ليس عبر صحارى ورمال بل عبر فراديس الماء..فهم أبناء حضارة الماء التي اكتسبوا رقتها وشفافيتها وولعها بالحياة. فالماء أبجديتهم الأولى التي يغمس «يعمد» فيها وليدهم بعد ثلاثين يوما من ولادته ويدخل «في سجلات النور».. ليكون مندائيا. فالماء في عقيدتهم اصل الكون واصل الحياة تقول «البوثة» ـ الآية.. باسم الحي العظيم «من الحي العظيم جاء الماء والحياة، ومن الماء جاء النور ومن النور جاء البهاء ومن البهاء جاء الأثيري والملائكة الصالحون».


نحن أمة عريقة ولسنا طائفة.. لكننا غير عنصريين

بين «يردنا» نهر الأردن و«فراش زيوا» الفرات النوراني يزاور تاريخ هؤلاء الوديعين، فقد كانا رفيقين وشاهدين لرحلتهم الطويلة التي يقولون عنها إنها تمتد إلى شيت ابن ادم.. وإدريس، حيث لا يترددون في قولهم «نحن أول الموحدين» والطيب مدينتنا التاريخية التي عمرها شيت ابن ادم.. «الطيب» مدينة لم تزل قائمة في الشمال الشرقي من ميسان. واذاصح هذا فان «يردنا» نهر الأردن وما يحيط به هو محطتهم الثانية، وكذلك ان النبي يحيى بن زكريا ليس كما يعتقد الكثيرون بأنه مؤسس ديانتهم بل هو اخر انبيائهم و يؤكدون انه عرج الى السماء وليس كما هو شائع ان هيرودس قطع رأسه ووضعه على طبق وقدمه الى هيروديا، ويستشهدون بالقرآن الكريم على عروجه الى السماء وتكذيب رواية قتله «وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا». وهو نبي ورسول ومعلم بل هو اهم نبي في الديانة المندائية ويقولون عنه ان الملائكة احتضنته وعلمته كل أسرار الكون والخليقة وظل يعمد الناس لاثنين و اربعين عاما حتى صعوده الى السماء، لذلك كان التعميد جوهر الديانة المندائية، ولكي يفارقوا القاموس المسيحي اسموا هذا الطقس «الصباغة» فلا يكون مندائيا من لم يدخل (المصبتا ).أ والمصبغة هذه تكون حيث يكون الماء الجاري لذلك تعمد تاريخهم بماء النهرين ولم يبتعدوا عنهما ابدا ولم يختلف كل الذين اشتغلوا في دراسة المندائية على ذلك بل كانت خلافاتهم تنصب حول من هي مدينتهم الاولى وموطنهم الاول؟ هل هي القدس ام الطيب ام حران وربما اكثر النظريات شيوعا انهم هاجروا من القدس الى حران مع الملك الفرثي «اردبان» حيث كان لهم هناك اخوان في الدين بعد ذلك استوطنت جماعات منهم شواطئ دجلة والفرات بسبب اضطهاد اليهود لهم.


المندائيون في التاريخ العربي والإسلامي

كان يقال لكل من يخرج على قريش في الجاهلية ويدخل إلى حظيرة الإسلام «صبأ الرجل» وكل من يدخل الإسلام «مصبوا» ولأنهم لا يهمزون ابدلوا الهمزة واوا، واصلها صبا غير مهموزة، والتي تعني التعميد او التطهر باللغة الارامية وهي الانغماس في الماء بغية التطهر وهذا جوهر طقوس المندائيين.وكما هو واضح من ان هناك تناظرا بين المفردتين اضافة الى ان من المتفق عليه تماما بين مصادر التاريخ العربي والكتب المندائية والانثربولوجيون.. ان الدين الصابئ كان موجودا في المنطقة العربية قبل الاسلام،وان معتنقي هذه الديانة يسكنون هنا منذ القدم، وليس ادل على ذلك مما جاء في القرآن الكريم حيث تحدثت عنهم ثلاث آيات في ثلاث سور مختلفة منها «ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون»... المائدة.

مما يدل على ان ديانتهم كانت معروفة في الجزيرة العربية وصنفهم القرآن بأنهم من أهل الكتاب دون لبس، وكذلك ازدحمت كتب التراث العربي والإسلامي بالحديث عنهم وورد الكثير من التراجم لاعلامهم من الاطباء والفلكيين والأدباء والمهندسين الذين كانوا يتمتعون بمكانة مرموقة في الدولة والمجتمع الإسلامي فكان منهم ثابت بن قرة. وسنان بن ثابت. وابو إسحاق الصابي. وابو حسن الحراني.كذلك تحدثت المعاجم الجغرافية عن قدم وعراقة وجودهم في مناطق مختلفة من وادي النهرين وقبل الفتح الإسلامي كانوا هم اهم سكنة بطائح العراق، بل ربما هم سكانها الاصليون.


معتقداتهم وطقوسهم

«كنـزا ربا» يعني بالآرامية كتاب ادم وهو كتاب المندائيين المقدس والذي يحتوي على افتتاحية ورسائل وتعاليم وتراتيل وأدعية وصلوات، و«ريش امه» يعني رئيس الامه وهي أعلى درجة دينية عندهم وقد لخصت الباحثة دراور المتخصصة في الدراسات المندائية جوهر معتقداتهم في نقطتين:

1 ـ الاعتقاد برب عظيم آياته خلق الكائنات الروحية والمادية.

2 ـ الاعتقاد بان النفس في الجسم اشبه ما تكون بالأسير وهي لابد عائدة الى موطنها الأصلي الذي انبعثت منه حيث تتحد بالذات العظمى في عالم الأنوار. فالمندائية لا تختلف كثيرا عن الديانات التوحيدية في جوهرها. من حيث الايمان بالله واليوم الاخر والوحي والعقاب والثواب. واركان الديانة المندائية هي خمسة: التوحيد.. الصلاة .. الصباغة.. الصوم.. الصدقة.كذلك هم يصلون ثلاث مرات باليوم ويصومون ستة وثلاثين يوما غير متصلة، ولهم أربعة أعياد العيد الكبير (رأس السنة)، العيد الصغير (عيد الربيع)، وعيد الخليقة (البنجة)، وعيد التعميد. كما ان لهم شعائر خاصة ومعقدة عند نحر الحيوان وهم لا يجيزونه الا بنية الاستفادة من لحمه ويمارس عملية الذبح مساعد رجل دين اسمه «الحلالي» يقوم بالطقس بعد صلوات وأدعية.


للمرأة أهمية في حياتهم

بدءاً هم لا يختلفون في مأكلهم او ملبسهم او عاداتهم او حتى في أسمائهم عن محيطهم الذي يعيشون فيه، فهم جنوبيون بكل ما في الكلمة من معنى. على الرغم من التزامهم الدقيق بروح الديانة المندائية، ولعل الطقوس هي التي تميزهم عن الآخرين، أما الأعراف والعادات فهي ذاتها. وللمرأة أهمية كبيرة عند المندائية، فمن يعش بلا امرأة فلا جنة له، والرهبنة محرمة عندهم تماما والذي لا يتزوج من الروحانيين «ترميذة» لا يرقى الى درجة «كنزفرا» مهما بلغ من الكمال الديني أو علمه اللاهوتي لأنه يعتبر ناقصا، ولا يكتمل الا بذرية من زوجته، كذلك فهو يبقى على درجته الدينية اذا لم ينجب أطفالا، أما بالنسبة للعامة فلا يصح للاعزب والمتزوج العقيم ان يحمل جنازة او يوكّل في عقد الزواج. أجمالا إن الزوجة تكمل الزوج حتى في العالم الاخر. حيث تلتحق به في الجنة بعد ان تتطهر بالحساب وتنال عقوبتها على ما فعلته في الدنيا، ويجوز عندهم الزواج باخرى في حالة عدم الإنجاب والمرض المعدي شريطة ان يكون الرجل عادلا بين زوجاته مع تفضيلهم الزواج بواحدة.



محرماتهم.. محرمات المسلمين

ومحرماتهم هي ذاتها محرمات المسلمين ولا يحل لهم الزواج بغير الصابئية ومن يفعل ذلك يخرج عن دينه. والمندائية تمنح المرأة كل الحقوق التي تمنحها للرجل حرية التعليم والعمل واختيار الزوج، كذلك جوزت للمرأة العمل الكهنوتي حيث ترفع بعضهن إلى مرتبة «ريش أمه» ـ رئيسة أمه ـ كما جوزت لها طلب الطلاق إذا كان الرجل سيئ الخلق، أو إذا تعذر عليه أعالتها او لم يستطع القيام بواجبة الزوجي او اذا طلب منها ممارسة الفحش أو إذا ترك دينه وتزوج من غير صابئية،اما حقوق الرجل الممنوحة له في طلب الطلاق فهي في حالات ثبوت الزنى أو إذا سرقت بيت زوجها أو إذا كانت عاقرا أو إذا أطعمت زوجها طعاما وهي على نجاسة أو إذا كانت مصابة بمرض معد لا شفاء منه. والطلاق عندهم فرقة ويجوز لأحدهم العودة الى الثاني دون عقد مجدد، فهي في عصمته حتى تتزوج غيره.وتعاقب المطلقة في آخرتها بطوق في عنقها، وأطفالها من زوجها الثاني لا يؤهلون الى درجة دينية كابن غير المطلقة، ويسمى الطفل باسم أمه في أجراء الطقوس الدينية فهم يقولون انه بعد ان خلق الله آدم وخلق حواء من جسمه وبعد أن أنجبا لم يتزوج الأخوان أخواتهم بل أرسلت البنات إلى عالم آخر فيه أناس مثلنا يسمونه«أرض العهد» وجيء ببنات منه لأولاد ادم فتزوجوهن.


المرأة من عالم آخر طاهر

فالمرأة في الدين الصابئ من عالم غير عالمنا عالم كله طهارة وعهد وهن اطهر من الطين. وربما هي نظرية سبقوا فيها من قالوا بحياة أخرى خارج هذا الكوكب، وان إجراءاتهم في الزواج هي كعامة العراقيين تبدأ بالخطبة وبعدها المهر والأفراح والولائم، ولكن شرعية الزواج لا تتم الا بإتمام الطقوس والمراسيم الدينية ففي يوم الأحد يؤتى بالعروس والعريس الى دار «الكنز فرا» حيث تبدأ المراسيم المعقدة وهو ان يعمد الزوج والزوجة على انفراد من قبل الكهان مرتين، والتعميد الأول هو تطهير من الارجاس والمخالفات والنجاسات، والتطهير الثاني هو القبول النهائي، وتتم هذه العملية في نهر نظيف جار وفي كل المواسم.أما مندائيو المدن فيمارسون طقسهم داخل «المندى» والمندى هو مكان العبادة وإقامة الشعائر والطقوس المندائية وهو ما يقابل الجامع او الكنيسة، وتعمل احواض تناسب هذه الطقوس داخل المندى ولا يعقد الكاهن لفتاة ليست عذراء فالبكارة عندهم الشرف والطهارة وعدم الانغماس في الفساد ويجري فحص الفتاة قبل اتمام العقد من قبل زوجة رجل الدين «الكنزفرا» مع عدد من المساعدات.


دعاة سلام ومحبة

ولغرض التعرف على تاريخ وإسهامات وهموم هذه الطائفة العراقية العريقة عن قرب قصدت «طرق الشعب ا» إلى مندى البصرة والتقت الشيخ «رعد كباشي» ـ رئيس الطائفة البصرة، وبعد الترحيب بنا سألناه عن تاريخ الطائفة المندائية في البصرة فقال:

ـ نحن لسنا طائفة بل نحن امة عريقة سكنت العراق منذ القدم لذلك تكون أعلى درجة دينية عندنا هي «ريش أمه» تجمعنا الديانة المندائية، وعلى الرغم من ان النسب اهم مقوماتنا لكننا لسنا عنصريين وتعايشنا مع الجميع شعوبا واديانا وحكومات بألفة وانسجام، فنحن دعاة محبة وثقافتنا ثقافة مائية فيها الكثير من الرقة والشفافية عكس ثقافة الصحراء، وسكنّا البصرة بعد أن ازدهرت المدينة وانطلقت الهجرات من الريف.


لا أساس للاتهامات

وسألناه عن أن هناك الكثير من الالتباسات والتهم الموجهة الى الديانة الصابئية منها «اتهامكم بعبادة النجوم وتقديس الأوابد» فأجاب الشيخ رعد قائلا:

ـ نحن اول الموحدين وننزه الله عن كل شيء وهو الواحد الأحد الفرد المتعالي، والأوابد ليس من ثقافتنا الحقيقية بل نحن عشنا في اطر تاريخية وحضارية وثقافية مختلفة وكانت بعض محمولاتها من الأفكار والمعتقدات تلقى على كاهلنا.. نحن امة ظُلِمت، على الرغم من ان جميع الحضارات التي ازدهرت في العراق كالبابلية والآشورية قد غرفت من معيننا فكان منا الأطباء والشعراء والفلاسفة والمهندسون كما برعنا في علم الفلك والنجوم وكنا نتعرف على تقويمنا الخاص عبر رصد النجوم من هنا كان التأويل وكانت المشكلة.

> وما علاقتكم بـ «المانوية»؟

ـ ليس لنا أية علاقة بالمانوية فهم من الثنوية ونحن من الموحدين ان لم نكن أقدمهم، وكل ما يثار عن علاقتنا بالمانوية هو تدليس وإيهام، والقضية تتلخص في ان «فاتق» «والد ماني» التجأ إلى صابئة ميسان بعد أن هتف به هاتف يدعوه إلى عبادة الله ونبذ الأصنام.

> .. والعلاقة بالإسلام؟

أجاب الشيخ رعد كباشي:

ـ قبل إن يجيء الإسلام كانت ديانتنا معروفة وبعد مجيئه تعايشنا مع الدولة الإسلامية ومع المسلمين بمحبة وإخاء، وبعد هذا التاريخ الطويل أصبحت لنا صلات دم «عمومة وخؤولة» حيث اختار البعض منا ان يكونوا مسلمين، ولم يزعجنا ذلك كثيرا، فنحن دعاة محبة وسلام ونعيش بألفة وانسجام تامين مع إخواننا العراقيين من جميع الاديان، ومناطق وجودنا تنحصر في الجنوب على الأكثر وبغداد أيضا بعد الهجرة من الريف الى المدينة.

وعن علاقتهم بالدولة المركزية والنظام السابق قال:

ـ كنا على الدوام مواطنين عراقيين مخلصين ومشاركتنا في بناء الدولة والنشاطات الوطنية غير محدودة، بل كان أبناؤنا رموزاً عراقية مضيئة مثل العالم الكبير عبد الجبار عبدا لله رئيس جامعة بغداد السابق والشاعرة لميعة عباس عمارة والباحثة ناجية المراني والأستاذ المربي غضبان رومي والأستاذ المناضل الشهيد عبد الرزاق مسلم وعبد الفتاح الزهيري وغيرهم. وعلى الرغم من ان صدام كان يصفنا بـ «الطائفة الذهبية» فقد وجد أكثر من مائة من شبابنا مدفونين في المقابر الجماعية وهذا رقم كبير بالنسبة لعددنا.

خوف من العنف وهجرة من الوطن

> والآن وبعد سقوط النظام؟

ـ كان فرحنا كبيراً بسقوط الطاغية مثل كل العراقيين وشاركنا في كل الفعاليات الوطنية والسياسية والثقافية، وكنت أمثل المندائيين في مجلس المحافظة، ولكن تصاعد العنف والإرهاب واسترخاص حياة الناس من قبل المتعصبين أضر كثيرا ببنية المجتمع العراقي وأثار مشاعر الهلع والخوف وعدم الأمان، خصوصا عند الأقليات، وهذا ما جعل الكثير من المندائيين يحزمون حقائبهم للهجرة خوفا من حمى القتل خصوصا بعد ما جرى للإخوة المسيحيين من عمليات قتل واغتيال، وإذا كان تاريخ هجرة الصابئة قد بدأ بعد تعقد الظروف السياسية وكثرة الويلات والحروب حيث بدأت في مطلع الثمانينات، فإن الهجرة الحالية بسبب فقدان الأمن الاجتماعي وشرعنة القتل والإرهاب بحيث لم يبق من المندائيين في البصرة سوى أربعمائة عائلة وهم الذين كان لهم محلات ومناطق تسمى باسمهم.

تقويم سنوي خاص

للمندائيين تقويمهم الخاص حيث تبدأ سنتهم مع بداية شهر شباط، كما لا يفوتنا ان ننوه في هذا العرض الموجز لأهم عقائدهم وطقوسهم.ان المندائية فيها الكثير من الباطنية والعرفانية، وتعتمد الكشف والإشراق. وربما هذا الذي فتح عليها أبواب الطعون والتأويل المغرض، إضافة الى العزلة التي فرضت عليهم في عصور مختلفة، رافق ذلك رغبتهم في تجاوز المشاكل التي كان يفرضها محيطهم حيث الأرياف البعيدة التي يكونون فيها أقليات تنـزع دائما الى الدعة والسلام وحيث تجري الأنهار التي يقيمون فيها كل طقوسهم.

الصياغة أبرز فنونهم


ـ سألنا شيخ المندائيين في البصرة.. كلما ذكر اسم الصابئة يتبادر إلى الذهن مهنة الصياغة والذهب والحلي، فما سر ارتباطكم بهذه المهنة؟ فقال:

ـ الصياغة حرفة لطيفة ونادرة وفيها من الجمال والشفافية ما يتناسب وروحية المندائي النزاعة الى الجمال والطهر وتحتاج إلى قدر كبير من الصبر والإتقان، ثم انها مهنة جيدة لكسب العيش. كما ان الصابئة وقبل ان يهاجروا من الأرياف كانوا هم حرفيي القرى وقد برعوا في الحدادة والنجارة وصنع المناجل والمساحي والرحى والزوارق، مثلما هم الآن بارعون في مهنة الصياغة في منافيهم التي تمتد في كل الدول الأوروبية والعربية



#علي_ابو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية مجمرة الحزن الابدي
- تداعيات بصري عائد من المنفى
- ضحايا السيول في سفوان..بين برد كانون وتجاهل الحكومة
- شعر المرأة العراقية وكسر نسق الاستبداد ظاهرة ( اكعيم) في الد ...
- 2ملتقى السياب التأسيسي
- ملتقى السياب التاسيسي
- مهرجان السياب الثالث
- المسيحيون في الجنوب بين ماض جميل وحاضر مليء بالخوف


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ابو عراق - المندائيون في البصرة