|
الخطة المحكمة لمواجهة اية حرب طارئة بالمنطقة ( تابع )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 10 - 00:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل الحرب قادمة بالمنطقة ؟ نحن امة اقرأ ، وهي أول آية نزلت بصيغة الامر والجبر في القرآن ، فالله يدعو أمة اقرأ ان تقرأ . وعند تمعُّننا في صلب الآية ، سنجد ذكر كلمات لها مدلولات خاصة ك " خَلَق " " العلق " " الاكرم " " علّم " " القلم " . لكن للأسف فأمة اقرأ التي نزلت عليها الآية لا تقرأ ، في حين تقرأ الأمم التي لم تنزل عليها آية اقرأ . وعندما لا تقرأ امة اقرأ ، وعندما لا يقرأ المسؤول والمسؤولون عن امة اقرأ ، فانتظر الساعة التي لا ريب فيها ، وهي آتية لا محالة . فمن خلال قراءة تحليلية لكل المعطيات بالمنطقة ، والتطورات التي تراكمت في السابق ، و تلك التي حصلت مؤخرا ، سواء في لغز القرارات الأممية الملغومة ، او استعمال المؤسسات الدولية في الانتقاص من سيادة الدول ، وتسهيل تقسيم ارضها وتشتيت شعبها ، فان لغة التمطيط و ( تْجرْجيرْ ) للوضع الغير المستعصي عن الحل ، فيما لو ان مجلس الامن جانب الصواب ، وتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقه ، لاعتماد الموضوعية في حل النزاع الذي عمر خمسة وأربعين سنة خلت ، سنتوصل الى خلاصة مفادها ، ان أبواب جهنم ستفتح على المنطقة على ابعد تقدير في نهاية سنة 2019 ، وعند بداية الستة اشهر الاولى من سنة 2020 . فماذا سيتبقى من أمل حين سيعلن مجلس الامن ( فشله ) في حل النزاع المفتعل والعالق ؟ وماذا سيتبقى عندما ستصدر الأمم المتحدة قرارا رخواً بسبب افتقادها الى سلطة الضبط القهر ؟ وإذا كان مجلس الامن الذي يملك السلطة التنفيذية والقهرية ، قد ( فشل ) في مهمته المفروضة بمقتضى السلطات التي يخولها له القانون الدولي منذ خمسة واربعين سنة مضت ، فكيف للجمعية العامة ذات الصبغة الاستشارية ، ان تنجح فيما فشل فيه مجلس الامن ؟ . فعندما ستغلق كل الأبواب التي جًرّبت ، وعندما سيشتد تعميق الخلاف بين اطراف النزاع ، وعندما سيزيد تباعدهم عن جادة الصواب ، فالباب الوحيد الذي سيبقى مفتوحا تبقى الحرب ، وهي قادمة ، والجزائر تكون قد حضّرت لها بدقة ، سواء إن كانت حرب نظامية ، او كانت كحرب بالوكالة ، بدفع جبهة البوليساريو الغبية للعودة الى لغة السبعينات و الثمانينات الأليمة . فعندما يشتد الصراع الداخلي للنظام الجزائري للسبق قصد السيطرة على قصر المرادية ، بين صقور جبهة التحرير وصقور العسكر ، أكيد ان تصريف الخلاف سيكون خارجيا ، حتى يفرض الفريق الذي حسم معركة القصر ، الدكتاتورية بدعوى مواجهة العدو الخارجي الذي هو المغرب . فالحرب هي في صالح النظام الشوفيني الجزائري الذي اعد لها ويهدد بها ، لكن للأسف أنّ الذي سيموت فيها ، ليس الجنرالات ، ولا القيادة السياسية لجبهة التحرير الذين يمتصون لوحدهم عائدات البترول والغاز ، بل من سيموت هم أبناء الشعب الجزائري إذا دخلت فيها الجزائر ، والمحتجزين الصحراويين الكمبراس لخدمة مشروع النخبة الجزائرية الذي لا علاقة له البتة مع ما يطلقون عليه حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره . إذن الحرب مفروضة وستبقى هي الحل الوحيد ، امام تباعد مواقف الأطراف المتنازعة ، وامام استحالة تطبيق القرار 2414 ، وخاصة وان المخطط المحضر للتخريب مُشجع عليه من قبل الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن ، ومن قبل الغرب الصهيو – مسيحي ، بل حتى ولو افترضنا ، وفي اطار تبادل المواقف بين هؤلاء ، قدوم مجلس الامن ولو شكليا باستعمال الفصل السابع من الميثاق الاممي ، فان استعمال فرنسا لحق النقض ، ليس الهدف الحقيقي منه هو الدفاع عن وحدة المغرب او عن النظام ، وخاصة وهي التي جربت تقسيم وحدة المغرب والشعب بالظهير البربري ، بل ان الهدف من سلاح الفيتو ، هو المساهمة في فشل مجلس الامن ، ليبقى الباب مفتوحا امام الحرب . فما الفرق بين الظهير البربري ، وبين استعمال الفيتو لتعطيب ( عطب) عجلة مجلس الامن في حل النزاع ؟ الامر سيّان . طيلة حرب الصحراء التي استغرقت ستة عشر سنة ، كانت كلها آلاماً ، حيث تباغت المغرب بالغدر الجزائري الذي كان مخططا له ، سقط شهداء كُثُر ورُدموا في حفر جماعية بدون قبر للترحم ، وتركوا عوائل من بعدهم تجرعت المذلة ، والويل ، والمعناة ، والفقر ،والتفقير ، وانعكس ذلك على الأبناء و الزوجات ، كما سقط اكثر من أربعة آلاف عسكري كأسرى بيد البوليساريو الذين أداقوهم كل فنون العذاب ، وهناك العشرات استشهدوا تحت التعذيب ، ومنهم من أصيب بعاهات ، وتركوا وراءهم عائلات تجرعت نفس المهانة والمذلة التي تجرعتها عائلات الشهداء ، فسجن تزمامارت الرهيب ، ومعتقلات اگدز ، و قلعة مگونة .... أرحم بكثير من سجون جبهة البوليساريو الجزائر الرهيبة . لكن ما لا يمكن فهمه ، ان المجرمين الذين تناوبوا على هذه الاعمال الاجرامية في حق الجنود المأسورين ، عندما عادوا الى المغرب بسبب خسارتهم معركة التموقع بالجبهة ، وليس بسبب إيمانهم بمغربية الصحراء ، منحهم النظام الأموال الطائلة ، واسكنهم الفيلات الفاخرة ، واركبهم السيارات المُصنفة ، وعُيّنوا ولاة ، وعمالا ، وسفراء، ووزراء ، رغم ان المغرب بالنسبة لهم بقرة حلوب ، و في قرارة نفسهم ما بدلوا تبديلا . فالبوليساريو حين كان يهاجم في تلك الأيام العصيبة كان يخلف الدمار في المعدات ، والآليات ، وفي الأرواح ، إضافة الى اسرهم الجنود الذين كانوا يتعرضون للخيانة من قبل ضباط مغاربة على رأسهم الجنرال احمد الدليمي الذي كان يوظف حرب الصحراء ، وبالتنسيق مع الجزائر في قلب نظام الحكم بالمغرب ، بعد ان يكون قد نجح في تأجيج الغضب وسط الشعب بما يحصل بالصحراء . ولاشك انه هو الذي كان يبحث له عن سند من المعارضة التاريخية التي ساهمت في تأسيس جبهة البوليساريو لاستعمالها في قلب النظام وفي تحرير الصحراء التي تخلى عنها النظام ، لكن اللقاء مع الفقيه محمد البصري فشل ، لان هذا الأخير لم يثق فيه ، وتخوف من ان يكون مصيره هو مصير المهدي بن بركة ، كما حاول الاتصال بالضابط الذي شارك في انقلاب 1971 واللاجئ السياسي بالسويد احمد رامي ، لاستجلاب الدعم لمحاولته التي فشلت ، وكلنا يتذكر البيان الذي تم توزيعه بين الجيش في الصحراء باسم " ضباط 16 يوليوز " ، أي تأكيد الترابط والربط مع حركة الجنرال محمد افقير . ان الخطأ في كل ما حصل من مأساة ان الجيش المغربي لم يكن مسلحا بالسلاح النوعي الأكثر نجاعة ، فليس فقط الولايات المتحدة من رفضت تزويد المغرب بالسلاح ، بل حتى فرنسا ( الاشتراكية ) ، وكانت الدولة الوحيدة التي امدت المغرب بالأسلحة هي الأردن . كذلك فان الخطأ في كل ما حصل ، ان المغرب الذي كان يثق في الجزائر ، والهواري بومدين من صرح بإفران من ان الجزائر ستهب لنصرة المغرب في ظرف ثمانية وأربعين ساعة من بدأ الحرب مع الاسبان ، لم يكن يتصور ابدا ان تغدر به الجزائر وتنقلب عليه ، وما واقعة امغالا الا فيض من غيض . فأمام الهجومات المسترسلة والمتعاقبة للجزائر بواسطة جبهة البوليساريو ، اعتمد الجيش المغربي خطة التحصن في المواقع والدفاع المستميت عن الأرض . وهي خطة تنتهي بتلقي الضربات وامتصاصها ، أي خطة دفاعية محضة ، و ليست هجومية ، خاصة وان الجيش لم يكن متعودا على حرب العصابات ، وكان يجهل جغرافية الصحراء التي كان يتقنها الانفصاليون والجزائر ، لانهم خططوا لها بعناية . بعد الهجوم على مدينة طانطان وهي المدينة الداخلة في أراضي ما قبل 1975 ، ستتغير المعادلة بساحة المواجهة العسكرية ، وذلك عندما اصدر الرئيس الأمريكي رونلد ريغان امرا بتسليح الجيش المغربي بأسلحة دفاعية لا هجومية ، وشرعت فرنسا والسعودية والعديد من الدول الصديقة في ارسال الأسلحة والدخيرة ، مما بدأ في تغيير معطيات الحرب ، وخاصة بعد تأسيس فرق خاصة كأُحُد والزلاقة . وهنا لا بد من التنويه بالموقف القومي الذي اتخذه العراق الشقيق برئاسة الشهيد صدام حسين ، حين اكد على مغربية الصحراء ، وعكس النظام السوري ، واليمني الجنوبي آنذاك ، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، والصومال ، رفض الاعتراف بانفصال الصحراء عن المغرب ، بل كان رحمه الله يعطي المغرب البترول بأثمنة اكثر من تفضيلية وفي أحيان كثير بدون مقابل . ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى لا تداهمنا بغثة الحرب القادمة ( تابع )
-
التهديد بالعودة الى الحرب
-
القرارات الاممية حول لالصحراء .
-
قراءة لقرار مجلس الامن 2414 حول الصحراء .
-
حين يتم ضرب وحدة العمال ، يتم ضرب الوعي الطبقي / الاجتماعي -
...
-
( المثقف ) المغربي الانتهازي
-
عندما تصبح القيادة البورصية عائقا امام تبلور فكر طبقي / عمال
...
-
سيناريو القرار المقبل لمجلس الامن حول الصحراء .
-
حقوق الانسان
-
دور الاجهزة البورصية النقابية في ضرب وحدة العمل النقابي واعا
...
-
هل ستندلع الحرب في الصحراء ؟
-
الكرْنفالْ -- الجُّوطية
-
الطبقة العاملة المغربية والوعي الطبقي / الاجتماعي ( 14 )
-
الخطاب التكنوقراطي كعائق لبروز وعي طبقي / اجتماعي -- العلاقا
...
-
دعوى التنازل عن الجنسية المغربية
-
الكذب الذي هو رذيلة اخلاقية يصبح فضيلة سياسية في المغرب
-
( النخبة -- الاحزاب ) في المغرب لا تعيش السياسة ، لكنها تتعي
...
-
شهر ابريل القادم دورة قد تكون استثنائية لمجلس الامن حول قضية
...
-
الخطاب البتريركي الباتريمونيالي -- خطاب النظام -- ( 12 )
-
الديمقراطية مطلب الجماهير ام مطلب النخبة
المزيد.....
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|