|
قانون العنزة السوداء في حذاء نتنياهو
شوقية عروق منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 19:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قانون العنزة السوداء في حذاء نتنياهو شوقية عروق منصور عام 1950 سن قانون يمنع تربية الماعز السوداء لأن حسب رأي واضعي القانون أنها تلحق الضرر بالنباتات والأشجار ، وينص القانون اذا قرر الفلاح تربية الماعز فلكل عنزة 40 دونم أي 100 رأس بحاجة الى 4 آلاف دونم . وهكذا حوصرت تربية الماعز السوداء خاصة لدى المزارعين البدو في النقب . وما زال حصار الماعز سارياً حتى اليوم ، بالمقابل قامت الحكومات الإسرائيلية باستيراد الماعز الأبيض من سويسرا ووزعتها على المزارعين اليهود لتربيتها في حظائرهم . بقدر ما قانون " الماعز السوداء " ينام فوق الصفحات الهامشية ، لا صوت ولا حركة ولا طعم ولا رائحة له ، إلا أن من يتأمل في هذا القانون ، يذكرنا بوضعنا الذي هو أشبه بالماعز السوداء - على سبيل المثال اطلاق سراح الجندي " أزاريا " الذي أعدم علناً وأمام الكاميرات الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف بمدينة الخليل . والتهاني التي انهالت عليه مؤيدة لإطلاق سراحه ، وأول المهنئين رئيس الوزراء نتنياهو ، هذا عدا عن غيره من الوزراء ورجال اليمين والمستوطنين والجنود ،الذين يمارسون متعة ارتداء أحذية رياضة تأييداً للقهر والقتل . واطلاق سراح الجندي " أزريا " ليس الأول والأخير في معركة بين سيطرة الاحتلال والشعب الرافض والمقاوم للاحتلال ، لكن حين تتسابق الابتسامات المؤيدة والايدي المصفقة للوصول الى قناعة ، أن على الماعز السوداء الاختفاء والبقاء على الماعز البيضاء ، نعرف أن الصراع سيبقى اعصاراً متوحشاً . هناك رسائل خفية يرسلها رجال السياسة ليس فقط عبر كلماتهم وتصريحاتهم ، هناك رسائل قد تكون بالنظرات أو تقاسيم الوجه أو بالحركات ، لكن أن تكون بالأحذية هذا هو الأسلوب النتنياهو في عالم السياسة ، بالطبع اذا استعرضنا القبقاب الذي ضُربت به شجرة الدر من قبل ضرتها أم علي ، وحذاء الزعيم الروسي الرئيس الروسي خورتشوف حين أخذ يضرب به الطاولة في الأمم المتحدة عام 1961، مروراً بحذاء " سندريلا " و " أبو قاسم الطنبوري " الى العراقي منتظر الزيدي الذي ضرب بحذائه بوش الأبن ، فجاء الحذاء تلخيصاً لفترة حكم بوش الأبن وانتقاماً عراقياً لا بد منه ، لكن حذاء نتنياهو الذي دخل التاريخ يختلف كلياً عن الأحذية الجلدية المعروفة ، فهو لم يضرب به أحد ، بل كان الحذاء رسالة مليئة بحلوى الاستخفاف والاستهتار للعالم الذي ينقل الحدث برمشة العين ، وتأكيداً على انتصاره ، الصمت الكامل الذي لم يرق الى المستوى الدبلوماسي ، بل بقي في إطار التنفيس الإعلامي الذي لا يصنع الا الفقاقيع الملونة . جلس رئيس وزراء اليابان " شينزو آبي و زوجته آكي آبي " على المائدة أمام نتنياهو وسارة ، وفجأة يتقدم الطاهي " سيغف موشيه " مبتسماً ويقدم الحلوى في حذائين لامعين . ينظر رئيس وزراء اليابان بعين الغضب ، لكن يمسك غضبه ، ويعتقد أن وضع الحلوى في أحذية هو طقس من طقوس العادة الإسرائيلية او ثقافة صهيونية ، فيصمت رئيس الوزراء على مضض ، مع العلم أن الحذاء في اليابان ما زال يشكل ثقافة الابتعاد عن دخول البيت ، لأن على الياباني خلع الحذاء قبل الدخول الى البيت خوفاً من الأرواح الشريرة . ولم تحصل أزمة ، بل استمرت الزيارة اليابانية لإسرائيل بكامل دبلوماسيتها وأناقة ابتسامة وانحناء الياباني ، ولم تعلق السفارة اليابانية على الحدث ، مع العلم أن الكثير من المعلقين اليهود أجمعوا أن وضع حلوى للياباني أشبه بوضع حلوى في مجسم خنزير وتقديمها لليهودي . وبقيت صور الأحذية والزيارة اليابانية شاهدة عيان على عنجهية خفية ، يريد ارسالها نتنياهو لرؤساء العالم، هل أراد القول أن وجدوكم على مائدتي شرفاً لكم ، ولا تستحقون سوى الحلوى المقدمة في أحذية حتى تبقون على سياسة الركض وراء سياستنا ومطامعنا ..!! هل أراد القول أن جميعكم الماعز السوداء ؟ ونحن فقط الماعز البيضاء ؟ التي يجب أن ترعى في سهول القرارات والسياسات والطبطبات والاحتضانات الدولية . تخيلوا لو أن أحذية الحلوى تلك على مائدة أحد الرؤساء العرب مقدمة لرئيس وزراء اليابان ، أو على مائدة الرئيس " أبو مازن " ؟؟ لقامت القيامة ، ولن تغفر لنا اليابان هذه الفعلة الشنيعة التي لم ولن تمحوها الا عملية "هيريكيري " يطعنون بها الشعب الفلسطيني ، اليس هو الماعز السوداء .
#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عذراً من أقدام الشهداء
-
الكاتوشوك لنا والمرايا لنا وليس لهم الا الصمت
-
الشجاعة تؤدي الى المرحاض الذهبي
-
ماذا سنقدم لمرغريت وفيكتور وفانيسيا
-
انحني تقديساً لأم أحمد جرار
-
خمس دقائق تلخص وجع وعد بلفور
-
عهد التميمي ليست فلسطينية
-
أموت في أمك يا تميم
-
الموت وقبعات السحرة
-
شادية وشوقية والجد حسن
-
زمن ياسمين زهران
-
رؤساء برائحة النفتالين
-
تقبيل اليد التي ضربت الخد الأيمن
-
ام كلثوم تصافح المرأة السعودية
-
ابن الحارة الذي أصبح مخرجاً سينمائياً في هوليوود
-
شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع
-
الميدالية المزيفة وانتحار مهند
-
الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات
-
أطفال الكواكب وأطفال المفارق
-
نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن
المزيد.....
-
بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من
...
-
-روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي
...
-
منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا
...
-
كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
-
هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
-
منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد
...
-
وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن
...
-
أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
-
سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك
...
-
حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|