أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - (تغرك ماتغرك عد ....)














المزيد.....

(تغرك ماتغرك عد ....)


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(تغرك ماتغرك عد....)
محمد الذهبي
وهذه (هوسة) بذيئة قالها شاعر وأبو شاعر كبير، ولكنها ناسبت مقتضى الحال، ولُقب على أساس قصتها بالفحل، فقد ذكر المرحوم عبود الشالجي في كتابه موسوعة الكنايات البغدادية، ان ممن كني بالفحل هو الشاعر عبد الحسين الجواهري، والد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، فقد قال عنه جعفر الخليلي في كتاب هكذا عرفتهم، انه كان من المع رجال الأدب، بالإضافة الى جرأته وهيبته، وقد كناه بالفحل ملاح من أهل الكوفة، عن قصة رواها الشيخ محمد جواد الشبيبي، قال: كنا زمرة من طلبة العلم الشبان، ألّف ما بيننا تقارب السن واتفاق المشارب، ودعينا ذات يوم الى مأدبة أقامها احد الرؤساء في هور الدخن، وهي منطقة يوصل اليها من الكوفة عبر نهر الفرات، وعند عودتنا ركبنا زورقاً، وما أن توسط بنا الزورق النهر، حتى هبت عاصفة هوجاء، كادت أن تقذف بنا، فامتلأت قلوبنا فزعاً، وزاد في فزعنا ان ملاح الزورق بدت عليه علامات الهلع، واخذ يحوقل ويسترجع، فلجأنا الى الدعاء، والاستغاثة، فما كان من الشيخ عبد الحسين الجواهري الا ان نهض من موضعه وانتصب واقفاً، ولف عباءته على ساعده الايمن واخذ (يهوس: تغرك ماتغرك عد... ع)، ولم ينقطع عن هوسته الا بعد ان رسى الزورق على الشاطىء، هذا اليوم عدت سريعاً الى هذه الهوسة وأطلقتها أمام دفاعي عن احتجاجي على الانتخابات، فقد لامني احدهم وعذلني بأنني انظّر باتجاه مقاطعة الانتخابات وهذا من شأنه ان يغرق البلاد في فوضى عارمة، وضحت له من ان المقاطعة هي خير من تكرار الخطأ وبالتالي فالدمار قادم لا محالة مع هذه الوجوه التي أتت على كل شيء، واهتمت ببناء المولات وملاعب كرة القدم وأهملت الصحة والتعليم والعدل.
المقاطعة ربما تكون ذات فائدة أكثر من المشاركة في إعادة المأساة، مأساة الانتخابات التي أصبحت عائقا كبيرا أمام تطور وحياة البلاد والعباد، لا يمكن للديمقراطية في بلد من البلدان ان تكون مضرة الى هذا الحد، أصبح كل شيء يدعو للقلق ، والحياة في العراق صارت مستحيلة على أساس انها صودرت من قبل مافيات الفساد والجريمة، لص يرشح للانتخابات من هذه الطائفة بعد ان أدين بغسيل الأموال والسرقات العلنية ، وقاتل إرهابي يرشح من تلك الطائفة بعد ان أدين بالإرهاب ، وهنا وجب ان انتخب احد الاثنين حتى لو انني لم انتخب احداً منهم، فربما رفعت قداسة صاحب الكتلة وأصواته الكثيرة الى رفع مجرم او غبي لرئاسة وزراء او رئاسة حكومة كما حدث في المرات السابقة، لتبدأ اللعبة من جديد ويكون ضحيتها الشعب، الفوضى التي يعيشها الوطن لا يمكن لهذه الديمقراطية الكسيحة ان تعالجها وعلينا البحث عن طريقة للخلاص والا سيتدمر كل شيء وسيضيع مستقبل أجيالنا، الجميع يعمل وفق ما توسوس له شياطينه، وليس هناك من رصانة في صياغة قانون او منع ممارسة شاذة يقوم بها مواطن بسيط او مدير عام او وزير، وصار جل هم المواطن ان يفكر في كيفية توفير المال لأنه يعلم علم اليقين ان هذا الوضع لا يمكن له ان يستمر، فهو وضع قلق فيه الحرامي هو الحارس، والراعي قد اتفق مع الذئب، باستثناء بعض المرشحين من المغرر بهم، وهؤلاء ليسوا من أصحاب السوابق وستصادر أصواتهم ومن الممكن ان يفوزوا ويصبحوا شياطين كإخوانهم الشياطين الآخرين، فقد حكي ان شيطاناً سيطر على قرية من القرى وسكن في أعلى الجبل، وكان كلما تطوع احدهم للقضاء عليه والصعود له، طُلِب منه في مقطع الجبل الأول ان يتنازل عن بعض مبادئه، مثل النزاهة، فيقول أهم شيء اقضي على الشيطان والنزاهة غير مهمة في هذه المهمة، ثم يطلب منه في المقطع الثاني من الجبل ان يتنازل عن الصدق، فيفعل ويحتج بنفس الحجة، وهكذا حتى يصل الى الشيطان وهو لا يمتلك شيئاً من المبادىء فيصبح شيطاناً مثله، (وتغرك ماتغرك عد.......).



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاية انتخابية
- (حال اليهودية مع زوجها)
- أمنيات عبود
- في الطابق التاسع
- (الزيك والعفطه)
- (نكس يطرد نكس)
- (جلب الكاوليّه)
- (اشلون بصرك باليحصرك)
- خمّارةٌ كبيرة
- ديةُ رجلٍ ميت
- في التاسع من نيسان
- (عزه ابعين الحكومه)
- رفكة الشحماني والغريباوي
- لعينيك ونوروز
- أفيش
- عكال ثورة العشرين واعكال انتخابات 2018
- ( لزم المرايه...أو شايف وجهك بالمرايه)
- حكاية غير مرتبطة بزمن
- عزّلنه وفدوه لخصيانك
- نديمي في الجاهلية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - (تغرك ماتغرك عد ....)