أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم النظام والتنظيم ودورهما في صيانة المجتمع المدني














المزيد.....

مفهوم النظام والتنظيم ودورهما في صيانة المجتمع المدني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 20:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم النظام والتنظيم ودورهما في صيانة المجتمع المدني


أساس فهم فكرة النظام الأجتماعي أنه يفترض ويشترط أولا في بنية المجتمع وتصوره المتوقع وحدة في المفاهيم ووتوحد في الرؤى، وبالتالي وحدة في النتائج المتوخاة منه كأهداف غائية يسعى لها النظام من خلال تطبيق مفرداته أو مقدماته العملية، هنا لا بد أن يخضع المجتمع تحت النظام لديكتاتورية الفكرة حتى لو كانت تتبنى الحرية والديمقراطية أهداف، لأن النظام يفرض على المجتمع قسريا خياراته هو وغن كانت بالحقيقة هي إنعكاس لروحية المجتمع وتطلعاته المترجمة، في حين أن فكرة التنظيم فهو يتيح لمجموعات متماثلة أو تتوافق على أهداف ومعطيات ومبادئ أن تمثل نفسها أيضا وتحت نظام خاص بها، فيتحول المجتمع عموما إلى عدد كبير من التنظيمات التي تختار بحرية ما يناسبها من وضع أجتماعي أو فكري أو سياسي.
النتيجة ستكون أن المجتمع المتنظم أقدر على تمثيل نفسه ليس على قاعدة الغلبية والأقلية بل على قاعدة تعدد النظم التي تتيح للجميع تمثيل وجودهم بخيارات حرة، هذا التعدد والتنوع داخل الجسد الأجتماعي يمكنه من أمتصاص حالات عدم التوازن والأهتزاز حينما تتمكن الأكثيرية بموجب فكرة النظام من فرض خياراتها وأختياراتها على جزء من المجتمع دون أن يتمكن هذا الجزء حتى من الدفاع عن وجوده، لذا فتكون الديمقراطية الحقيقية التي تحمي الفرد وقيمته أكثر تمثيلا في المجتمعات المنتظمة منها في المجتمعات التي تخضع لصرامة النظام وحديته.
الأحزاب عادة تمثل نوعا من التنظيم الذي يعبر عن أهتمامات ورؤى قطاعات مهمة من المجتمع ولكنها أيضا لا تعبر عن حقيقة الروح التنظيمية الأجتماعية كاملة، لأنها في وجه منها تمثل سلطة المال السياسي والقوى الأكثر قدرة على فرض شروطها في العملية الديمقراطية ذاتها، التنظيم المتعدد لفئات اكثر في تنوعها من حيث الأسس والأهداف والمبادئ يجعل من المجتمع المدني أكثر تمثيلا لنفسه وخياراته، وأكثر تعبيرا عن وحدة المجتمع من الداخل البنيوي التي تضمن ديمومة الديمقراطية ومنح سيرورتها قوة في فهمها وفي التعامل مع النتائج البعيدة في البناء الديمقراطي، حتى أن البعض يقول أن الديمقراطية تتحول إلى عملية تهميش واسعة وممنهجة في ظل مجتمع خاض لنظام موحد خال من التنوع ولا يهتم بالتنظبم الداخلي لأفراده حتى مع وجود أحزاب وكتل سياسية فيه.
التنظيم المطلوب هو تفعيل لروح المشاركة من الجذور من الحلقات الأصغر داخل وحدة المجتمع، تماما مثل بناء الكتلة الجسدية مثلا في الكائن الطبيعي التي تتكون من كم هائل من جزيئات تنتظم في وحدة عضوية واحدة، ولكنها جميعا لا تخضع لنظام واحد في العمل فلو نظرنا مثلا لجسد الكائن الحي نرى تنوع في التنظيمات الفسيولوجية داخله والتي لا تتشارك في خضوعها لنظام واحد في العمل، كل منها لها نظام خاص تعمل بموجبه وأليات متنوعة ومتباينة والنتيجة أنها جميعا تشترك بنسق منتظم من الفاعليات والأهداف في وحدة هذا الكائن، وهي التي تعطيه المرونة في التعامل مع حاجات الجسد وقدرته على العمل في ظروف وبيئات وضروريات مختلفة، المجتمع النشط والمعافى هو الذي يشبه الجسد بتنوعه وتنوع تنظيماته فهو ليس ألة تخضع لقانون محدد، نعم نحتاج للنظام لضبك الحركة ولكن ليس بالشكل الذي يفقد بعض الجزئيات قدرتها على الحركة والتمثيل.
يأتي فهمنا للعمل الأجتماعي المدني وضرورة تفعيل كل جزئياته أبتدأ من الجماعات الصغيرة الأسرة وصعودا إلى شكل المجتمع ذاته، فكثرة الجماعات المنتظمة فيه تؤدي إلى تنوع في الخيارات وتنوع في النتائج والأفكار وكلها تصب في رفد السيرورة بماء الحياة التي تعتمد على الديناميكية البعيدة ولا تحد من حرية الفرد ثم الأفراد ثم الجماعات الأكبر لتطغي هذه الديناميكية على كل مفاصل حركة المجتمع، فالجماعات وإن كانت تترابط وفقا لمشتركات أشد إلتصاقا بذاتيتها من قربها من مفهوم المصالح والمشتركات العامة الموضوعية بحاجة إلى ما يحفظ لها هذا الترابط، عكس المجتمع الذي يقوم على فكرة المصلحة المشتركة الموضوعية ولا يهتم كثيرا بالروابط الأقرب لذات الإنسان، العائلة كلما كبرت وتوسعت قلت فيها أثر الرابطة النسبية وبالتالي تضعف أطرافها المتباعدة ولكنها تتحول من أنتماء على اساس الدم والقرابة إلى الأنتماء إلى الأسم والمصلحة المشتركة ولكنها تبقى تدور في دائرة واحدة هدفها الحفاظ على كيانها وأسس تنظيمها الأول.
من هنا تأت أهمية منح الجماعات المنتظمة قدرا من الأهتمام تخفيف سطوة النظام العام عليها لتتدراك وحدة بنائها ضمن المجموع العام الذي هو المجتمع، هذا الأمر لا يدعو للخوف من تقوقع الجماعات على نفسها وتحولها إلى مجتمعات متعددة داخل المجتمع مما يهدد وحدته لاحقا، بل ومن خلال منح التنظيم الحرية في أطار مفهوم المجتمع المنظم ستجد نفسها محمية بوحدة المجتمع الذي منحها القدرة للتعبير عن نفسها، هذه الحرية مهددة في حالة فكرت هذه الجماعات المنتظمة تحن فكرة وأهداف خاصة من الإنسلاخ عن المجتمع أو العمل على زعزعة نظام التنظيم لأنها قد تفقد حريتها في ظل تنامي فكرة الإنشقاق في داخلها، فتعمل لحماية نفسها ومن ثم النتيجة حماية المجتمع الواحد، مجتمع قائم على حرية متبادلة بين الفرد والمجموع والمجموع والمجتمع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مذكرات جندي على ساتر الحجابات....ح2
- أيام على شط السوارية... ذكريات لا تنسى
- بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغير والأصلاح
- ملاحظات على الفتوى الصادرة من مرجعية النجف حول موضوع الأنتخا ...
- تجريد العقل كأداة للتوافق بين الدين والعلم
- إشكالية تحرير الفكر الإنساني من الزمان والمكان
- طريق الفلسفة طريق الإنسان للكمالات العقلية
- الفلسفة بين ماضيها ومستقبل مفتوح على اللا حدود
- هل يفلت العقل من الحدود المنطقية التي يتبناها؟
- مقاربات في مفاهيم التاريخية وحركة الزمن
- نداء إلى غريب في وطنه
- نظرية تكامل المعارف في صنع واقع الإنسان
- من أناشيد الفقر
- ولادة الإنسان الفطرية بين العقل والإيمان ح1
- ولادة الإنسان الفطرية بين العقل والإيمان ح2
- من مذكرات جندي على ساتر الحجابات....ح1
- أبتهالات في حضرة اليأس
- مسارات الصيرورة المجتمعية ودور القائد الملهم _ مجتمع المدينة ...
- الشخصية العربية وروح التنازع
- ما بين المقدس والمنجس ضاعت القيمة المعرفية للفكرة المثالية.


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم النظام والتنظيم ودورهما في صيانة المجتمع المدني