أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - النفط والحليب من دين واحد














المزيد.....

النفط والحليب من دين واحد


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 11:42
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


النفط والحليب من دين واحد


الكاتب:د. مظهر محمد صالح

10/8/2016 12:00 صباحا

التقيت في الاسابيع القليلة الماضية شخصية دبلوماسية رفيعة المستوى من بلاد مازالت ظلال اشجارها هي ستار السلام والتقدم في جنوب الكرة الارضية. جلس الرجل الى جانبي وازدحمت في رأسه خواطر ربما بدأها عن بلاده التي تنعم بالسعادة قائلاً: انه من المحزن الا نذوق شيئاً من السعادة نحن جنوب الارض طالما شمال الارض في حروب و لا نريد للشيطان ان يرحمنا في هذه الدنيا.
ثم ضحك الرجل ضحكة باردة وقال لي انتم بلاد تنتج النفط الخام وهو مادة هايدروكاربونية (سوداء) تحتل نسبة من صادراتكم بنحو 97 بالمئة، ثم اردف ونحن ننتج حليب الابقار وهو مادة بروتينية (بيضاء)ونصدر ما نسبته 70 بالمئة من احتياجات العالم من الحليب الجاف.قلت له اذن نحن كلانا من بلدين تنطبق عليهما نظرية انتاج المواد الخام في تفسير النمو والتقدم الاقتصادي. اجابني بلا تردد، نعم، فالحليب هو الغذاء الاول للانسان منذ ولادته والذي به وحده يترعرع بدنه وينمو جسمه ويشكل وحدة متكاملة للغذاء.
اجبته مثلما ان الحليب الخام الابيض اساس نشأة الانسانية، فالزيت الخام الاسود الذي يصدره العراق الى العالم هو اساس الطاقة الحديثة ومحرك مهم لدواليب الصناعة التي تسهم في سعادة الانسان الذي يتغذى على حليب بلادكم .
ضحكنا معا ضحكة لاحت في عيني ضيفي من خلالها سيماء الكدر واطرق متفكراً مغتماً وهو ينال من صفاء نفسه ويتأسى على شجرة السلام في بلادي التي حاول الارهاب النيل من خيراتها وبركاتها. احسست عند ذاك ان يده اليسرى اخذت تتلمس بأسى راحته في يده اليمنى وتقبض عليها وربما لتقبض على انامله الباردة وتمنحها حرارة ودفئاً بان العراق منتصر لا محالة. حدثني الرجل قبل ان يغادرني ان الجالية الوطنية العراقية في نيوزلندا، التي يبلغ تعدادها بنحو 35 ألف مواطن، يمثلون جميعهم بحق قوة اخلاقية ومشروع نجاح للامة النيوزلندية وهو نجاح في الوقت نفسه للامة العراقية.فرحت كثيرا وقلت له انهم من اهل العراق وانهم مفخرة بلادي القاطنين في جنوب العالم وهم موضع اعتزازنا ومحبتنا. ودعتُ الرجل، وانا اتطلع الى مستقبل مزدهر للعراق وشعبه. ولكن صدمت قبل ايام بسبب الدراسة التي نشرتها جامعة جورج واشنطن مؤخراً حول اكثر دول العالم تطبيقاً للدين الاسلامي، اذ كان القياس هو مدى انعكاس القيم الدينية على سلوك الناس ومعاملاتهم ،وان انموذج التقييم والقياس قد استمد من قول الرسول محمد ( ص): « إنما الدين المعاملة .... وانما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق».
كانت النتيجة ان احتلت نيوزلندا المرتبة الاولى في العالم من حيث الصدق والامانة والاخلاص في التعاملات بين الناس وفي الواجبات والحقوق والتسامح والتراحم والاحسان والرفق والمودة والعلم والعمل. وجاءت البلدان النفطية جميعها (وللاسف) في المراتب المتأخرة في تلك الدراسة. هنا توقفت بعد ان ارتسمت على شفتي ابتسامة باهتة واخذت اهرس يدي لأطمئن نفسي بان النفط والحليب هما حقاً من دين واحد... ولكنهما يختلفان في اللون والطعم والرائحة والثمن !!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في اقتصاديات العمل
- فندق الاسرار!
- سرب الحمام..!
- العتاد المسروق
- جزيرة السعادة..!
- في انتظار كافكا..!
- اشياء لا تموت!
- ميشيل فوكو.. حوارٌ لاينقطع !
- جيفارا والعراق
- موعد مع الإمبريالية
- مأدبة الغداء العاري..!
- مختبر الحرية
- عمار الشابندر ... رجل السلام


المزيد.....




- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...
- البنك الأوروبي: التوترات التجارية تهدد الاستقرار المالي لمنط ...
- مصر.. الكشف عن خطط لمشروع ضخم لإنتاج الطاقة الهجينة
- مصر.. الدولار يقترب من مستوى تاريخي و-النقد الدولي- يكشف أسب ...
- روسيا والجزائر تتصدران قائمة مورّدي الغاز إلى الاتحاد الأورو ...
- تركيا تخطط لبناء مصنع ضخم في مصر


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - النفط والحليب من دين واحد