أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى مجدي الجمال - حاورت خالد محيى الدين














المزيد.....


حاورت خالد محيى الدين


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 16:17
المحور: سيرة ذاتية
    


رحم الله المناضل الفذ خالد محيى.. أيقونة السمو الأخلاقي والثوري.. أحد الذين حملوا أرواحهم على أكفهم بالنضال السري في سلاح الفرسان (المدرعات) بالجيش أيام الملكية.. وفي مجلس قيادة الثورة مناضلاً من أجل إنجاز أهدافها في العدالة الاجتماعية والاستقلال والديمقراطية.. وزعيمًا مرموقًا في حركة السلام العالمية.. ومتزعمًا للمعارضة الجذرية في مواجهة نظامي السادات ومبارك..

ورغم أنني لم أشرف بمزاملته في حزب التجمع، فقد كنت على يقين من كونه زميلاً مؤسسًا في كيان آخر أكثر جذرية.. إلا أنني قد شاهدته كثيرًا في مؤتمرات جماهيرية، وكنت أعجب لقدرته الخطابية الودودة التي تخاطب العقل والعاطفة معًا في بساطة متناهية حتى أنه كان يدخل قلوب المستمعين بكل سلاسة بعد جملتين أو أكثر.. وكنت أتساءل كيف لضابط سابق أن يحوز كل هذه المهارات السياسية والتنظيمية..

وأقسم أنني قد بكيت بالدموع حينما رأيت الفلاحين في قرية بهوت (بمركز طلخا وذات التاريخ العريق في الصراع مع الإقطاعيين قبل الثورة) يستقبلونه استقبالاً هائلاً مرعدًا.. وأصر الفلاحون على التجمع للترحيب به في مدخل القرية وأركبوه حصانًا في موكب استمر لساعة في رمز لفروسيته الوطنية ويهتفون له بحماس وتلقائية شديدتين، فيما يعكس حبهم له وأملهم فيه.. هزني المشهد بعمق..

وقد ناقشته أكثر من مرة في ندوات مفتوحة لحزب التجمع.. لكن لم أشرف بلقاء مطول معه إلا في ذكرى مرور 50 عامًا على ثورة يوليو.. ولهذا قصة..

كانت إحدى المجلات الشهيرة في بيروت قد أعلنت عن حديث معه بهذه المناسبة.. وحاول المندوب المكلف ترتيب اجتماع معه دون جدوى.. ولكن رد الدكتور رفعت السعيد الأمين العام للحزب جاء بالرفض لأن "الحاج خالد" كان متعبًا صحيًا.. ولأنه أيضًا كان غير مرتاح للتشويه الذي تجريه الصحف والمجلات على أحاديثه خدمة لأغراض سياسية خاصة بها..

كان متبقيًا على طباعة المجلة ثلاثة أو أربعة أيام.. فألح علي صديق بأن أحل هذه المشكلة.. فاعتذرت بسبب أنني لست متخصصًا في الحوارات الصحفية.. وبسبب الخلاف بيني وبين الدكتور رفعت الذي كان يُعتبر وقتها "المنفذ" الرسمي والوحيد لمقابلة خالد في أمر كهذا..

قال لي الصديق: "أرجوك حلها.. أنت تقدر تحلها.. وأنا متأكد من هذا"..

لم يكن في ذهني أي حل وفي هذا الحيز الزمني الضيق جدًا.. لكنني توجهت إلى المنزل وقمت بوضع الأسئلة للمقابلة.. ثم جلست لأفكر في الحل شرط أن يكون بعيدًا عن حرج التعامل مع الدكتور رفعت، وأن أحرص في الوقت نفسه على احترام التفاهم الضمني بيننا بحياد كل منّا تجاه الآخر فيما لا يتعلق بالسياسة والتنظيم..

برق الحل في ذهني فجأة .. فتصرفت على الفور.. ذهبت إلى المطبعة التي يديرها أمين خالد محيى الدين (نجل الزعيم) وكانت لي تعاملات معها.. أما الأستاذ أمين فهو شخصية نادرة الطيبة وكانت بيننا جلسات مطولة لا نكف فيها عن القهقهة.. طلبت منه أن يدبر لي موعدًا مع الوالد لإجراء حديث صحفي.. فوافق على الفور على التوسط عند الوالد، وقال لي: "أول وآخر مرة أعملها"..

تم تحديد الموعد بسرعة مذهلة.. وطلبت من الشاب النابه صامويل خيري أن يرافقني في المقابلة وأن يأتي معه بجهاز للتسجيل وأن يسجل الحوار كتابة أيضًا احتياطًا لأي أعطال.. لأنني أحب أن أستمع إلى الرجل بكل جوارحي دون الانشغال بكتابة أو تسجيل..

ذهبنا فعلاً للقاء.. وأبلغت السكرتيرة اسمي بطريقة لا تجعل الحاج خالد يعرف كنه شخصيتي، فهو بالتأكيد يعرف اسمي وخلفيات أخرى كثيرة، لكنه فيما أظن لا يربط بين اسمي وشكلي.. قلت لها "قولي له: مصطفى من مجلة كذا" وفقط.. كما حرصت على ألا يلفت تواجدي في مقر التجمع نظر الدكتور رفعت..

وكم كان الزعيم خالد محيى الدين بسيطًا ومفيدًا ودقيقًا في تحليلاته.. أما عن الود والترحاب والجو الإنساني المحيط بك وأنت معه فهي من الأشياء التي يصعب التعبير عنها بالكلمات..

الطريف أن الدكتور رفعت السعيد دخل المكتب فجأة ليبلغ الحاج خالد بشيء ما.. ففوجئ بوجودي إلى حد الوقوف ساكتًا للحظة طويلة.. ثم قال: "انتوا بتعملوا إيه؟"..

ابتسمت فقط.. وإن توترت داخليًا.. ورد عليه الحاج خالد: "الأستاذ صحفي من طرف أمين ابني وباعمل حديث معاه.. والحقيقة أسئلته حلوة".. فمضى الدكتور رفعت ناسيًا ما أتى من أجله.. بينما استمر الحوار مع الزعيم أكثر من ساعتين..

رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم للوطن والشعب..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ليالي المشقة والفزع
- خرافة الحديث غير الرسمي للمتحدث الرسمي
- الشفاء من الليبرالية
- حتى لو كانت صفقة أو تمثيلية
- شذرات من حكايتي مع الأدب والفن
- أمريكي ضميره حر
- ومضى رأفت سيف.. الرفيق المنير
- مصطفى وهبه الذي يجب أن تعرفوه
- رومانسية المتحدث باسم -الحركة المدنية الديمقراطية-
- الطائفية ذريعة ووسيلة للإمبريالية
- توءمة ملتصقة بين الحزب الشيوعي والتجمع
- مناظرة قبل العِشاء
- عبد الناصر والسادات وعادل حسين
- يسار جامعة المنصورة ومؤتمر جمصة 74
- المخاطر والبدائل
- الكراهية المنطقية
- -كعب أخيل- الليبرالي
- لعبت كرة الجولَّة والطوزَّة والكَفَر
- يومها خِفْتُ عليه
- بنات أرض المنصورة


المزيد.....




- السعودية.. مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في تصادم 20 مركبة والمرو ...
- شاهد.. مروحية عسكرية تشتعل بعد هبوط اضطراري في كاليفورنيا
- هل الطقوس التي نتشاركها سر العلاقات الدائمة؟
- السعودية: حذرنا ألمانيا من المشتبه به في هجوم ماغديبورغ
- مصر.. البرادعي يعلق على زيارة الوفد الأمريكي لسوريا
- اعتراض ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق شبه جزيرة القرم
- RT تعلن نتائج -جائزة خالد الخطيب- الدولية لعام 2024
- الدفاع الصينية: الولايات المتحدة تشجع على الثورات الملونة وت ...
- البابا بعد انتقادات وزير إسرائيلي: الغارات الجوية على غزة وح ...
- -اشتكي لوالدك جو-.. مستخدمو منصة -إكس- يهاجمون زيلينسكي بعد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى مجدي الجمال - حاورت خالد محيى الدين