|
دور الجمعيات وأهميتها في ميدان الطفل
رهادة عبدوش
الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:54
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
تكثر الأحاديث عن الأطفال والتساؤلات عن كيفية مساعدتهم ومدى إمكانية تحقيق الأفضل لطفولتهم ومستقبلهم لكنها لا تعدو الكلام لأننا ما زلنا بعيدين عن العمل الفعلي الميداني والجدي في مختلف المجالات و مجال الطفل تحديدا فيجب أن نعترف أن العمل في ميدان الطفل يشكل عبء كبير على الدولة ولن تستطيع بمفردها الوصول إلى التحقيق الأمثل الذي يأمل العالم بلوغه وهذا ما يجب على الدولة الاعتراف به أيضا لأنها بحاجة إلى شريك يساهم معها في العمل المجتمعي ليشكلان معا نوعا من التوازن يستطيعان من خلاله تحقيق الخير لأبناء المجتمع وهنا يبرز دور الجمعيات وضرورة الاعتراف بها من قبل الدولة كقوة مساندة وجزء هام من حركة التطور التي يصبوا إليها مجتمعنا السوري ومن خلال تجارب بعض الدول العربية نسلط الضوء على أهمية دور الجمعيات في تخطي الكثير من العوائق وخصوصا في مجال الطفل فقد كانت هنالك الكثير من الجمعيات والمؤسسات التي ساهمت خلال سنوات عديدة في حل مشاكل الأطفال ومد يد العون لهم في عدد من المجالات ونذكر هنا مؤسسة طفولتي المصرية التي وجدت بسبب تعرض الأسرة المصرية لعدد من الظواهر الخطيرة كظاهرتي العنف الأسري وأطفال الشوارع وتعمل هذه المؤسسة في رعاية الأسرة والأمومة والطفولة وتنمية المجتمعات المحلية ورعاية الفئات الخاصة وقد صممت برنامجا خاصا لمعالجة ظاهرة أطفال بلا مأوى واضعا قيما أساسية كوجوب احترام عقلية الطفل وضرورة مشاركة الطفل في تقرير مصيره ومستقبله مع الوضع في الاعتبار جعل المركز البيت البديل للطفل الذي يجب احترام مشاعره ومعاملته ككائن حي له كيانه المستقل مع عدم تجاهل الارتباط الدائم مع أسرته الحقيقية في الوقت نفسه وفي لقاء مع السيدة (سهام إبراهيم) رئيسة مؤسسة طفولتي تحدثت عن كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال بقولها: انه من الضروري التركيز على الطفل والأسرة التي هي الأساس والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الأخصائي الاجتماعي لأنه قادر على التعامل مع طبقات مختلفة ومع ثقافة الشارع كي يستطيع التأثير فيهم والتجربة الميدانية أكبر مصدر للمعلومات أما عن كيفية وضع الأطفال في هذا المأوى تقول: انه يوجد تعاون مع وزارة الداخلية فيوجد مخفر للأحداث للحجز المؤقت لطفل الشارع يحوي عيادة ونادي وألعاب وغير ذلك مما لا يشعر الطفل أنه موقوف ويوضع فيه ريثما ينتقل إلى المأوى ونعتمد على الثقة المتبادلة بيننا وبين وزارة الداخلية أما المرحلة الثانية عند انتقاله بين الشارع ونقطة الإقامة فيجب أولا إقناع الطفل بضرورة إقامته بالمأوى وبعدها تبدأ فترة الإقامة في دار الأولاد أو دار الفتيات ويبدأ العمل على تأهيله بوجود الأخصائيين و الأطباء والمعلمين ويستطيع الطفل أن يتابع في المؤسسة بعد عمر (16 سنة) بعد أن يكون قد تعلم مهنة فيوقع على عقد شراكة مع المؤسسة ويلاحظ أن طفل الشارع يملك عقلية اقتصادية تفوق باقي الأطفال فالشارع يعمره ويستطيع أن يعرف الخطر ويحمي نفسه بأسلوبه. إننا في عملنا نقبل التبرعات من الداخل والخارج باستمرار ورشات العمل كورشات النجارة والتريكو والكهرباء والتدريب المسرحي وغير ذلك من الأعمال التي يتعلمها الطفل ليتخذها مهنة بحسب رغبته. وفي تجربة أخرى لدولة عربية أخرى تجربة جمعية البحرين النسائية التي خصصت برنامج "كن حراً" لحماية الطفل من الاعتداء والإهمال ومن أهم فعالياتها تثقيف و تقوية شخصية الطفل من خلال المناهج المدرسية والإعلام والمطبوعات وورش العمل الهادفة في جو مرح في المدارس والنوادي وأيضاً تثقيف القائمين على رعاية الطفل وتثقيف المختصين من خلال عقد دورات تدريبية متخصصة و إيجاد كتيبات ومطبوعات مثل دليل المعلم ، دليل المرشد الاجتماعي ودليل حقوق الطفل مع الاهتمام والإرشاد من خلال الخط الساخن والبريد الإلكتروني. ويدعم هذا البرنامج المفوضية العليا السابقة لحقوق الإنسان " ماري روبنسون" ويعمل لتحقيق رؤيته على الجانبين الوقائي والعلاجي بهدف زيادة وعي المجتمع بشأن موضوع الاعتداء والإهمال الواقعين على الأطفال مع تثقيف الأطفال وإكسابهم مهارات أساسية وعملية لحماية أنفسهم من الاعتداء وتثقيف القائمين على تربية الطفل وخاصة الوالدين مع توفير الدعم والاستشارة للأطفال خصوصاً ضحايا الاعتداء ومساعدتهم في استعادة حياتهم الطبيعية وتوفير الدعم والمشورة للكبار ضحايا الاعتداء والإهمال في طفولتهم وإيجاد الخط الساخن للأطفال والكبار ضحايا الاعتداء ويهدف البرنامج أيضاً إلى تطوير القوانين المتعلقة بالطفولة وإنشاء مركز إعادة تأهيل. جمعيات ومؤسسات كثيرة في أنحاء الوطن العربي تصب في مصلحة الأطفال لكن سورية ما تزال قاصرة في هذا المجال الذي يقتصر على دور الأيتام وبعض المراكز التي تحتاج لاعادة التأهيل وما زلنا ننتظر العمل الميداني الفعلي ونأمل بانه سيحصل يوما ما
#رهادة_عبدوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفقر المؤنث ونظام الارث في سورية
-
تمكين النساء من مفهوم الصحة الإنجابية ضرورة وليس ترفا
-
الاستغلال الجنسي للأطفال
-
إطلاق التقرير الوطني حول البروتوكول الملحق باتفاقية حقوق الط
...
المزيد.....
-
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف
...
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|