أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - هل نقاطع؟ هل ننتخب؟














المزيد.....

هل نقاطع؟ هل ننتخب؟


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل نقاطع؟ هل ننتخب؟
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
لا أدري كم عدد الذين سيقرأون مقالاتي الثلاث حول الانتخابات، بعدما نشرت قبل أيام («المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟)، واعدا بإلحاقها بمقالتين، ثم رأيت أن أجعلها ثلاثا. كما ولا أدري مدى تعويل قرائها على رأيي ونصيحتي، ولا أدري مدى تأثيري أو تأثير هذه المقالات على الناخبين. ولكني أحاول بها أن ألبي نداء الضمير، عسى أن نجنب العراق إِيالَهُ إلى ما هو أسوأ، إلم نستطع إجراء التغيير والإصلاح المتطلع إليه.

قبل أن أدخل في صلب ما أبغيه من هذه المقالة، رأيت ألّا بد من الإشارة إلى بعض المظاهر التي رافقت الحملة الانتخابية. فبعدما شهدنا في انتخابات ما بعد 2003 الأربعة ظاهرة المتاجرة بالدين ودعوى التدين، وبالمذهب ونصرة المذهب، وبمظلومية أتباعه، وبالرموز الدينية والمرجعية، نجد لا أقول تحولا من المتاجرة بما ذكر، بل إضافة متاجرات من نوع جديد، ومن أبرزها المتاجرة بالعشيرة. مع إن المتاجرة بالدين والمذهب ما زالت تمارس، وأمثلة ذلك تصريحات عامر الكفيشي، ونوري المالكي، وحسن الزاملي، وجاسم محمد جعفر، وموفق الربيعي وغيرهم، والحملة التكفيرية التي شنوها بدرجات مختلفة على المدنيين والعلمانيين والليبراليين.

كما نجد متاجرة من نوع آخر، هي من خصوصيات ما بعد داعش، ألا هي المتاجرة بالنصر على داعش، محاولين تمرير فكرة أن الذي أثبت كفاءة في ميدان المعركة ضد الإرهب، لا بد أن يكون مؤهلا لقيادة العراق، وتصدُّر العملية السياسية. ونحن نعلم إن الاتجاهات المتطرفة تكون غالبا شديدة في القتال، بسبب ما يبعث الإيمان المتطرف بالعقيدة أو الولاء من همة وإقدام في القتال والتضحية؛ لكن نفس الدوافع الآيديولوجية للقتال تكون على الأعم الأغلب ذات ضرر على الوطن، عندما يتبوأ قادة ساحات القتال مواقع القيادة السياسية، لاسيما إذا علمنا إن التطرف الآيديولوجي الذي شكل عقيدة القتال عند الكثيرين مقترن بالولاء لدولة أجنبية، ثبت أنها لا تزاول سياسة في نفع العراق، بل في ضرره الفادح.

والآن ولكون مواقف الناخبين تجاه انتخابات الثاني عشر من هذا الشهر ينقسمون إلى قناعات متفاوتة فيما يتعلق بجدوى المشاركة في الانتخابات، حيث اتخذ كثيرون قرارا بالمقاطعة، بسبب يأسهم من قدرة الانتخابات على إحداث أي تغيير. وهم قد يكونون محقين فيما يذهبون إليه وما يتوقعونه، فاتخذوا قرارهم في ضوء ذلك.

لكن دعونا نطرح على أنفسنا مجموعة أسئلة، ونتناول مجموعة احتمالات ممكنة، سواء كان الإمكان راجحا أو ضئيلا أو بنسبة متساوية تقريبا مع كل إمكان منهما وعكسه. لنفترض ونسلّم بأن مشاركتنا في الانتخابات لن تنفع، فنطرح السؤال على أنفسنا، ما إذا كان من الممكن بأنها صحيح على الأرجح لن تنفع، لكنها لن تضر. ربما سيجيب البعض بطرح ثمة ضرر محتمل، ألا هو إننا إذا شاركنا، وبقي الحال على ما هو عليه حتى الآن، أفلا يمكن أن نكون بذلك قد منحنا العملية السياسية الباقية على سوئها الشرعية عبر مشاركتنا الواسعة؟ سبق وذكرت في حوار على إحدى الفضائيات بأني شخصيا كنت سأدعو إلى المقاطعة، لو احتملت أن تحقق الدعوة استجابة واسعة ومؤثرة، ولكن لكوني أكاد أجزم إن هذا لن يحصل، فيعني أن الذين سيقاطعون هم الرافضون للقوى السياسية السيئة المتنفذة، وبالتالي سيمنحونها الفرصة أن تحقق فوزا، عندما لا يذهب إلى الانتخابات إلا المخدوعون بهذه القوى والموالون لها، ولو بسبب خوفهم من تضييع المكاسب المذهبية في إطلاق الحرية للزيارات ومواكب السير على الأقدام وإحياء الشعائر الدينية المذهبية، لأنهم يتصورون لو لم ينتخبوا المتاجرين بالدين والمذهب من طائفتهم، فسيأتي السنة أو العلمانيون، وكلاهما يبيّت لهم حسبما صُوِّرَ لهم حرمانهم من كل ما ذكر، إذا أمسكوا بالسلطة. فهذه الخدعة انطلت للأسف على جماهير واسعة من الناخبين لقوى الإسلام السياسي الشيعية بشكل خاص.

إذن احتمال أن تأتي المقاطعة بما فيه نفع للعراق ضعيف جدا، لكن يحتمل أن تودي المقاطعة إلى ضرر، قد يكون كبيرا جدا وخطيرا جدا، بينما المشاركة إذا ما لم تأت بالنفع الكبير، فالاحتمال كبير في أنها يمكن أن تحول دون مجيء الأسوأ، وعندها لن ينفع المقاطعين الندم. إذن علينا أن نذهب نحن المتطلعين إلى التغيير والإصلاح بكل قوة إلى الانتخابات، وأن نشجع كل من نستطيع أن نؤثر عليهم بالمشاركة.

أرجو ترقب المقالتين التاليتين «من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب»، و«هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟»، حيث سأطرح فيهما الأسئلة المطروحة في عنواني المقالتين، محاولا الإجابة عليهما بما فيه صالح الوطن، حسب اجتهادي.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «المجرب لا يجرب» هل تحتاج إلى عبقرية؟
- العقل الحر شرط للتعايش 2/2
- العقل الحر شرط للتعايش 1/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 2/2
- التحديات التي تواجه القوى الديمقراطية 1/2
- عامر الكفيشي يروج لداعشية أخرى
- الشعار فوق مدخل الدعوة يفشي بلاديمقراطيته
- كيف طبعت الطائفية السياسية الجدل حول موعد الانتخابات
- هل ستكون انتخابات 2018 خامس خيبة أمل؟
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 3/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 2/3
- رسالة مفتوحة إلى الإصلاحيين في حزب الدعوة 1/3
- قضايا عراقية ذات أولوية
- أسباب رفض الإسلاميين للديمقراطية ثم استغلالهم لها
- هل دحرنا داعش لنشرع قانون أحوال داعشيا؟
- لنطلق نضالنا من أجل الدولة العلمانية الديمقراطية
- عقد على انعتاقي من وهم الدين
- انتخابات ألمانيا كدرس في الديمقراطية 2/2
- مع الاستفتاء مبدئيا رغم التحفظ عليه إجرائيا
- انتخابات ألمانيا كدرس في الديمقراطية 1/2


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - هل نقاطع؟ هل ننتخب؟