أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - أحقا ؟ تنظيم الجهاد .. تاب عن الارهاب ؟!














المزيد.....

أحقا ؟ تنظيم الجهاد .. تاب عن الارهاب ؟!


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حول مبادرة ثلاثة من قيادات تنظيم الجهاد من نزلاء السجون المصرية لارتكابهم جرائم ارهابية ، باعلان أن التنظيم قد تاب أعضاؤه وأنابوا وأبدوا الندم علي ما اقترفوه من الجرائم في حق الوطن والمواطنين ، ونشرته – جريدتا شفاف الشرق الأوسط الالكترونية في 3مارس الجاري ، والعربية في 12 منه أيضا - ، واستعدادهم لتعويض ضحاياهم ، وتنازلهم عن استراتبجيتهم المعادية للوحدة الوطنية والمثيرة للشقاق وزعزعة الأمن ، وذلك بالاعتراف بحق ولاية الأقباط بالجيش والشرطة ، عدا منصب رئيس الجمهورية ( ولا ندري لماذا استثناء منصب رئيس الجمهورية وأي انقاص لحقوق المواطنة في ذلك ؟ ! ، وكما قلنا في مقال سابق ، أن الديانة الهندوسية كانت أكرم وأكثر تسامحا مع الأقليات الدينية من الديانة الاسلامية حيث لم تمنع حق الولاية عن مسلمي الهند رغم كونهم أقلية جدا ) ....
فتري هل هم صادقون حقا في توبتهم ؟ !
ان صدقوا .. فهم هكذا يكونوا قد خرجوا عن الشريعة الاسلامية ( السمحاء الغراء .. .. .. )، و هنا يجب اقامة حد الردة عليهم ..لأن ما فعلوه من قتل وارهاب هو في صميم الصميم من الشريعة الاسلامية .. لم يكن الا بموجب تعاليم وأحكام الشريعة .. والعيب ليس فيهم ولا في غيرهم من المسلمين ممن يؤمنون بالشريعة ، وانما هم وضحاياهم مجرد ضحايا لتلك الشريعة فهم لم يفعلوا غير ما قالته تلك الشريعة ، بل فعلوا أقل مما تقوله ، حيث تقول الكثير ومنه " وقاتلوهم .... ، واقتلوهم .....، وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف ... واقتلوهم حيث ثقفتموهم ، و..و .. ، الخ .. ..
أم أنهم صحوا واستيقظت عقولهم وأدركوا أن كل تلك القسوة الواردة بعقيدة الجهل العربي البدوي المقدس لا يمكن أن تأتي من السماء ، ولا يكن أن يقرها اله رحمن رحيم وانما هي من قلوب الرعاة الغليظة القاسية ؟
سبق منذ سنوات أن أعلن زملاء لهم بالسجون المصرية بتنظيم الجهاد - وغيره – التوبة - لأجل التقية - لغرض مهادنة جهاز الأمن عسي أن يطلق صراحهم بانقضاء نصف مدة سجنهم ..أو بفك أسرهم من اعتقال طال – تجاوز العشر سنوات للبعض منهم بدون محاكمة أو حكم قضائي ، والبعض الآخر صدر الحكم عليه ب15 سجن ولكن لم يصدق علي ذاك الحكم بعد رغم مرور أكثر من 5 سنوات مما يعطيهم أملا في تخفيف الحكم باعلان التوية والندم .. –
ولم يرفض الأمن المبادرة ، ومثلما تظاهروا هم بالندم والتوبة ، كذلك تظاهر الأمن بترحيبه وفرحته بها (!) فأكرم من وقعوا علي تلك المبادرة بنقلهم الي سجن آخر مريح ، وسمح للكثيرين منهم باقامة مشاريع حرفية وخدمية داخل السجن تدر عليهم دخلا لا يحصل عليه من هم بخارج السجون ..
وراح جهاز الأمن يرقبهم من داخل سجنهم الجديد والذي يحملون فيه اسم " التائبون " ( ويرصد ويسجل عليهم دقة بدقة دلائل الكذب في ادعاء التوبة .. لأجل التقية ، اتقاء للأذي .. وينظر لهم تارة بأنه يصدقهم ويقدرهم وتارة أخري بأنه يفهمهم ويكشف كل ما يخبئونه بدواخلهم ...
ويمكن وصف العلاقة بينهم وجهاز الأمن كالعلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين الذين أجروا صلحا معها – أو من يؤيدوا ذلك الصلح – اعتراف متبادل بحق دولة اسرائيل في الوجود وبحق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة ، بينما كل منهما يعلم بأن الآخر لا يصدق ولا يحسن النية معه ومع ذلك فهو يجاريه ، لأن كل منهما يري في مهادنة الآخر فرصة أفضل له لمعاودة محاربته ، بعد التقاط الأنفاس ودراسة وضعه ووضع عدوه بشكل أعمق .. واعداد مخططات جديدة للمواجهة ، أفضل من الحرب المتواصة الاستنزافية المجهدة بلا حسم للأوضاع..
كذلك هو الحال بين أعضاء الجماعات الارهابية بالسجون المصرية التي أعلنت توبتها من قبل وبين جهاز الأمن ..
وهذا ما لاحظته بوضوح طوال 3 سنوات قضيتها كمسجون سياسي بين أفراد تلك الجماعات – التوبة ..-
فقبل خروجي بعد شهور من السجن الانفرادي الي حيث تفتح الزنازين في الصباح لكل السجناء قال لي ضابط أمن الدولة بالسجن محذرا أن علي ألا أتناقش معهم في الدين نهائيا كي لا أعرض نفسي لأذاهم ، فهم ارهابيون ..فقلت له مطمئنا اياه : أنا لا أخاف منهم وأعرف كيف أتجنب الصدام معهم ، وتعودت علي مناقشة الكثيرين منهم خارج السجن من حين لآخر كلما ساقتني المصادفات لذلك ... ولكنه حذرني بشدة بأن هؤلاء مختلفون .. ، وأكد لي أنهم كانوا رافضين تماما أن أسكن أو أتواجد معهم بنفس العنبر ( باعتبارهم هم المؤمنون الطيبون وأنا الكافر الشرير ، أنا الدنس ، وهم الأطهار الأبرار ولا يقبلون دنسا بينهم) !
وسألت نفسي : اذا كان هذا هو حالهم وهم لا يزالون بداخل السجن .. يرفضون الآخرين ممن يكفرونهم وهم معا خلف القضبان .. فماذا يمكن أن يفعلوا بالناس بخارج السجن عندما يطلق سراحهم ..؟!!
وأية توبة تلك التي يزعمونها ؟!!
وظننت أن ضابط أمن الدولة هذا يبالغ ولو بعض الشيء .. ولكن عندما تعاملت معهم ورأيت كيف يتعاملون مع من يختلفون معهم في العقيدة وكيف يتعامل أفراد كل جماعة اسلامية منهم مع أفراد الجماعات الأخري ، وحتي كيف يتعامل أفراد الجماعة الواحدة مع بعضهم البعض ..وشاهدت ورأيت وعرفت الكثير والكثير جدا والغريب جدا ، نعم الكثير مما عليهم – ومما لهم أيضا - .. وهذا ضمن ما دوناه في كتاب من 4 أجزاء بعنوان " مذكراتي في السجن " نروي فيه كل ما واجهناه في تلك السنوات الثلاث .
[email protected]



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضحك وتسلي مع التليفزيون المصري
- العلمانية ..؟ أم الشريعة الاسلامية ..؟
- هل تمنع الأمم المتحدة ازدراء الأديان الارهابية ؟ (!!)
- الي الرئيس الجزائري : الفرنسية لغة أهل الجنة
- لماذا العلمانية في مصر ..؟
- مصر الي أين ؟ (!)
- أهل الكهف في مصر !
- من عبقريات الطغاة : القذافي
- الرسول الكريم والدانمارك الكريمة
- أعداء الوحدة الوطنية بمصر
- قبل يوم القيامة بأسبوع واحد
- أكاذيب مجلة مصرية - روز اليوسف
- الدانمرك : الصور أقبح أم الحقيقة ؟! 2
- تطوير لجنة الدفاع عن - العفيف الأخضر -
- الدانمرك .. الصور أقبح ، أم الحقيقة ؟
- كفانا وحدة وطنية بالمحشي والملوخية..!
- من يقتل المسيحببن في مصر والشرق الأوسط ؟
- حسني مبارك ودماء العراقيين والأقباط !
- امتلاك الطاقة النووية بين الحق والباطل
- الاخوان المسلمون والفنون - 3


المزيد.....




- إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م ...
- تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا ...
- في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو ...
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - أحقا ؟ تنظيم الجهاد .. تاب عن الارهاب ؟!