أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لماذا يفوز الفاسدون؟














المزيد.....

لماذا يفوز الفاسدون؟


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5862 - 2018 / 5 / 2 - 23:34
المحور: المجتمع المدني
    


رسخ بعض الساسة مفهوم القناعة بالنهايات التعيسة، والموت من أجل الحفاظ على قداسة وهمية، لا تقبل المراجعة والمحاورة والمناقشة، في بركة أسنة يغطس فيها جسد المواطن، وفي قدميه قيود القداسة وعلى رأسه مطارق تُعيده الى القاع، وتمنعه من التفكير بمراجعة المواقف، فإذا كان سعي الساسة لتعميق وترسيخ هذا المفهوم، فما بال مواطن يثبت على موقف لا يتغيير؟ حين يرى ساسة يستمتعون بتسطيح الفكر وإتخاذ حاملة مطية لتحقيق المآرب.
إشتغل الفاسدون والفاشلون من خصلة التبيعية بلا مراجعة، وإستشرى الفساد بمجتمع ينتقد أدوات فشله السياسي ولا يستبدلها.
كثيرون يسألون لمن يمنحون صوتهم؟ ويساورهم القلق بفوز الفاسد أو تغيّر صالح السيرة والأخلاق والتجربة عند إحتكاكه بالفاسدين، ولستا متشائمين؛ أنها أشبه بالقناعة لدى كثيرون، وأوصلت المجتمع الى نقطة مميتة تجعله يرضى بالفاسد خوفاً من تجربة جديدة، وأن ترك الخيار وحسن الإختيار، وسيحصل الفاشل على أصوات المرتزقة والمتملقين والمتسلقين والوصولين والإنتهازيين والمطبلين.
تجذرت القناعة والإستسلام لدى بعض الناخبين، كيف لا وهم يرون الفاسدين يفوزون على جمهور ينتقدهم، ولا توجد أدوات حكومية تمنعهم، أن لم تك بعض المناصب سُلماّ للإتيان بهم مرة آخرى، وقد تمددوا بشكل عوائل ومقاطعات لا يستطيع مواطن الوقوف بوجهها، وهي تسيطر على قنوات المال والإعلام ومصالح الشعب، ولا يستحي مرشح منهم بأن ينشر إعلانات تساوي بناء مدينة.
إن حديث رئيس مجلس الوزراء وبعض القادة، أصبح كالثرثرة المملة، وذهب معناه لتمنيات البقاء والخلود في الحكم، كي يطاردوا الفاسدين بعد 100 عام! وبإشارة على قدرتهم الوحيدة وأزليتهم الفريدة، ولن يعطوا مجال للتنافس، بالتهديد بالمستقبل المجهول في حال غيابهم، ومرة يُشاع أن هذا الطرف تدعمه الدولة الفلانية، وذاك من الدولة العلانية، وأقوال تزعج بلا أفعال ولا تطبيق على أرض لإطروحات عريضة، وبذا يريدون أقناع المواطن أنه في محيط غارق بالفساد وآسن بالفوضى والتجهيل، هم يعرفون أنهم يكذبون، لكنهم يصدقون كذبهم ويعتقدون كل سامع على نفس القناعة.
أدوات الفشل والفاشلون واضحة لدى المواطن، لكنها هجمة شرسة تحاول إقناعه بوجود من قيود لا يمكن كسرها، وساسة لا يمكن إزاحتهم.
إستخدم الفاسدون كل أدوات التضليل والتجهيل والتسطيح الفكري المجتمعي، وجعلوا من المال العام سلاح لمحاربة المواطن في حياته العامة وفي خياره الديموقراطي، وبذخوا الأموال لشراء أدوات إعلامية وعقول ووسائل إغراء وتضليل وخداع، وخلق مخاوف من عودة الدكتاتورية أو الإرهاب في حال عدم إنتخاب نفس الشخصيات، وتكهنات بمستقبل مجهول من التقارب المكوناتي، ونشر أكاذيب وتسقيط وجيوش الكترونية، ومنها من يولد الإحباط ومنع المشاركة، لكي يضمن بائعي الذمم التصويت من مريديهم، وبذلك يطلقون شعارات لا يمكن تطبيقها ووعود خارج الصلاحيات، وتزوير وثائق مقابل الأصوات، وإستغلال الشباب، فكثيرون منهم من تحدث عن مشاكلهم، إلاّ أن قليل منهم من مكنهم، وغيرهم يتحدث عن التغيير ولكنه يستخدم نفس الوجوه، يريدون إقناع الناخب بعدم المشاركة، أو أنهم أزليون، حتى يصل الناخب لدرجة الأحباط ويفوز الفاسدون



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذباب من أفواه الحيتان
- الأغلبية من يحققها وكيف؟
- الذات والملذات في الإنتخابات
- باء المفوضية وعين الناخب
- مَنْ أمن المفوضية أساء أدب الإنتخابات
- طاولة العراق للحوار الإقليمي
- الصراحة رأس سطر المستقبل
- قانون حماية الخرفان
- شر الدعاية ما يُضحك
- التحديات والمواجهة
- المواطن مسؤول أيضاً
- التسقيط والتسفيط
- الحسينية بداية لتحريك المناطق المنسية
- المرشحون بين الخطاب والغاية
- الفساد بين التشهير والتستر
- إذا جاء التغيير
- حينما يلعب السياسي كرة القدم
- العراق والسعودية رياضة وسياسة وإعلام
- كيف تنتخب وتُعاقب الفاشلين
- إزالة التجاعيد السياسية


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - لماذا يفوز الفاسدون؟