أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي














المزيد.....

منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اعتماد أسلوب التقديس المذهبي، أينما كان، يعد تجاوزا لكل خطوط الاعتدال المتعارف عليها بين الفقهاء في مختلف الأزمنة، ويدفع أصحابه إلى ردهات الإفراط والغلو، وهو ما قد يجعل أي باحث جاد متخوف من إعادة النظر في أية مسألة، بل ومتخوف من أن يتم نعته وتصنيفه ضمن خانة "الخوارج"، كما بدأ يلوح في أفق هذه العقود الأخيرة، علما بأن الاختلاف يشكل خاصية أساسية بالنسبة للفقهاء، وهو ما ينزع صبغة القداسة عن آرائهم وعن مواقف كل المجتهدين المتقدمين منهم والمتأخرين.

أشد ما نتخوف من الوصول إليه، عبر هذا "التجديد" المقدِّس للمذهب المالكي، هو تلك الحالة التي وصل إليها الفقهاء، في وقت ما، مع مسألة الدعوة إلى التقديس والخضوع للمشهور من الحديث النبوي، إذ أخذ البعض ينظر إلى أن مخالفة المشهور "من الناحية العلمية" خروجا عن جادة الشريعة وابتعادا عن خط الاستقامة في الاجتهاد.

فهل معنى هذا أنه يراد للمجتهدين بالمغرب، حسب الدعوة إلى التشبث بالمذهب المالكي كثابت من ثوابت البلاد، أن ينطلقوا من كون المنهج العلمي يقتضي أن مخالفة المذهب المالكي في مسألة ما هو خروج عن ثوابت البلاد وابتعاد عن خط الاستقامة في الدين والاجتهاد؟

إن تداول مصطلح "الخوارج عن المذهب المالكي" يحمل من الدلالات الدينية والسياسية ما يكفي للتلميح والتصريح باستخدام كافة أشكال الإقصاء الديني والمذهبي عن طريق التكفير، وكل طرق التهميش السياسي والاجتماعي عن طريق التجريم.

فـ"الخوارج" كما ترسخ في الوعي الجمعي، هم من كفروا مخالفيهم واعتبروهم خارج نطاق شرع الله، والقول بـانطباق ذلك على "خوارج المذهب المالكي" فيه الكثير من التجني على من لا يرى ضرورة علمية وواقعية للتشبث بالمذهب المالكي. إذ ليس كل من قال بغير المذهب المالكي هو خارج ومكفر للغير، لأن هذا التعميم غير المنهجي وغير العلمي في الخطاب والاستنتاج يؤدي إلى الضرب في عمق قيم الاختلاف والتسامح، ويعمل على هدم أسس المنهجية الديمقراطية في التعاطي مع مختلف فرقاء الساحة الفكرية أو الفقهية أو السياسية.

ألا يمكن اعتبار هذه النظرة إلى المجتهدين ضيقة ومنحازة. ضيقة، لأنها بنت مفهوم الاختلاف وموضوعه بالاقتصار على منظور المذهب المالكي لمختلف القضايا والأمور. ومنحازة، لغلوها وتطرفها وتشددها وتعصبها للمذهب وتحاملها على غير أتباعه؟

ألا يستشف أن هذه النظرة لا تعبر حتى على مستويات التحول، التي عرفها المذهب المالكي نفسه، من التشبث بالنصية في مرحلة ما، والانتقال إلى وضع مجاراة بعض متغيرات العصر في مراحل أخرى، على الرغم من الاستمرار الشكلي والظاهري في تشبث أصحاب المذهب بمناهج ورؤى أهل الأثر؟

إن بوادر وإرهاصات الإكثار من الاتكال على الإسناد، الملاحظ عند بعض الباحثين، والتقليل من أهمية الاهتمام بالقضايا والموضوعات والمشاكل المطروحة، هو أشد ما يخيف في طرح هؤلاء، وبالتالي يتضح أن أفق إعمال العقل والنقد، كما هو شأن أهل النظر، سيشهد نوعا من الضمور والاضمحلال في الساحة الفكرية والفقهية والسياسية، وهو مؤشر سلبي دال، في نظرنا، نتمنى من أصحاب هذا المنحى أن ينتبهوا له جيدا، ويعملوا على تفاديه، إن كانت المصلحة الوطنية، وصلاح أحوال المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تعنيهم بالدرجة الأولى.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض العوامل المؤدية إلى إنماء شروط الغلو والتطرف
- المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي
- السياسة فعل يهدف التقرب إلى معاني الصلاح
- المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المج ...
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب
- الديمقراطية بين:واقع التدين المصلحي ومطلب التغيير المجتمعي
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- حين تتحجر الأفكار أو تتطرف أو تحلق في الغيب
- تغيير المناهج التعليمية
- إصلاح التعليم الديني جزء من
- الجابري وإشكالية الفصل والوصل بين الدين والسياسة
- الحقل التربوي وإكراهات واقع التدين ومتطلبات إرادة التحديث
- القوى الديمقراطية بين واقع التدين ومطلب التغيير الاجتماعي
- الأحزاب السياسية وضرورة توفير مناخ المصالحة بين الفرد والمجت ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي