جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5860 - 2018 / 4 / 30 - 00:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تجاوزالحدود
كلما تطورت او بالاحرى تغيرت الحياة سواء للافضل او للاسوء بسبب تلوث البيئة بفضل الاختراعات التقنية ابتداءا من الوسائل البدائية الى الثورة الزراعية و الصناعية و اختراع الطباعة و انتشار وسائل الكتابة و التصوير و نقل النص و الصوت و الصورة و تطور وسائل النقل و احتكاك البشر بعد التغلب على عراقيل الزمان و المكان خاصة في عصر الرقميات و انتهاك حدود الله في الطب و التلاعب بالجينات و نظريات علم الفضاء و الكون و الوجود و المادة و الطاقة و اختراعات الذكاء التقني و الرقمي لاجل اختراق دماغ الانسان و خلق انسان آلي يتحرر من قيود اللحم و الدم فان هذه التطورات جميعها تمس دائما عالم العلم و الدين الى ان يسقط سحر و سر الله و الخلق و يسقط الدين من خيال الانسان.
و لكن و حتى اذا تحول الانسان بسب التطور التقني الى رمز للكون فقط و حتى اذا رجع الى الايمان لان العلم لا يستطيع كسر سحر و حدود الله كليا فانه لا يرجع الى خرافات الاديان السماوية السابقة بسبب التطورات الهائلة التي تزعز ايمانه السابق لحد بعيد. طبعا لا اقييم هنا لاني لا استطيع ان اقول ان عالم اليوم هو افضل من عالم الامس لاني شخصيا احن الى العادات و التقاليد القديمة و البساطة و نظافة البيئة سابقا و لكن الحياة لا تتوقف بسببي.
الخوف من التطور هو خوفنا ان نتحول الى آلة الى تقنية نفقد ارواحنا و ايماننا كليا حتى اذا صعب علينا تعريف الروح و الايمان و الحب في عالم العلم و التقنية. اسأل و اقول: هل تريد حقا ان تعيش في عالم العلم و التقنية فقط؟ الجواب هو طبعا بالنفي تماما كما اعتبر جنة الاديان في الاخرة مملة قاتلة غبية ففي عالم ينعدم فيه الغش و الكذب و التلاعب تموت الحركة و لا يحتاج الانسان حتى ان يفكر اذا عاش في محيط نزيه صادق ينعدم فيه الحسد و الغيرة و الشماتة. فلا اريد العيش في جنة الاديان الغبية و لا في جنة العلم و التقنية الخالية من الروح كليا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟