أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد أمين - الحضارة ...والتضاد القيمي














المزيد.....

الحضارة ...والتضاد القيمي


ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 22:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


متى تستطيع الأمم انتاج حضارة ..أو تمدن ...
ان انتاج أمة او مجتمع لمنجز حضاري غالبا مايكون مرتبطا بالقيم السائدة ..او التي تتعامل بها تلك الأمة ..
ولكن يرتكب معظم الباحثين ..والمؤرخين خطئا تاريخيا وتدوينيا باعتبار الاسلام كحضارة او منجز حضاري ...بالمعنى الشامل للمنجز الحضاري لايمكن ان ينطبق الاسلام ..فالاسلام دين وقد قام هذا الدين وكما هو معروف ليس بالتبشير ..بل بقوة السيف والفتوحات ..
قد نستثني الفترة العباسية ..او بعض اللمحات الزمنية ..ولكن هذا لايعد منجزا حضاريا بقدر استثمار لخضارات وتمدن ومنجزات لأمم وقعت ضحية للغزو الصحراوي ..والأدلة كثيرة على التضاد والصراع مابين الفكر الأصولي الأسلامي ومابين الترجمات ..والتأثر بحضارات الشعوب التي وقعت تحت هيمنة الغزو الاسلامي ..
وهناك عدة مبررات منها .. نوضحها باختصار
**لايمكن انتاج منجز حضاري على اساس ديني ..
**البيئة لمعرفية التي كانت نواة للاسلام بيئة فقيرة معرفيا فالشعر والحوليات لايعدان مدخلات لانتاج حضارة ..كذلك تعتبر البيئة تلكوهي بيئة طاردة ...والدليل ان مراكز ما سمي بالحضارة الاسلامية ..خرجت عن الاطار المكاني للاصولية الاسلامية ..فكانت مراكز التمدن في دمشق السريانية ..او بغداد ذات الاتجاهات المتعددة كالحضارة الفارسية ..او الاغريقية ..او الارمنية ..
***الحضارة لاتقوم في المقام الاول على الغزو او الفتوحات ..بل هي اشعاع فكري ومعرفي وانساني ..وهذا ماافتقدته الدعوة الأسلامية ....
حيث كرست مفاهيم وقيم خليطة بين البداوة وبين الاصولية التوراتية ..
لذلك لم تكن ماسميت بالحضارة الاسلامية ذات هوية مميزة . بل هي هجين غير متوائم ..حيث اضطرت اضطرارا مكرهة في تقبل الحضارات الاقرب ..فدمشق وبغداد والقاهرة والاندلس ..هي مدن قائمة على عدة منجزات حضارية سابقة ..
وهناك اكثر من دليل فمعظم الشخصيات الفكرية والفلسفية ..والعلمية هي نتاج تلك الحضارات ..وقد الحقت ظلما وتعسفا على انها شخصيات اسلامية عروبية كي تعوض النقص المعرفي في العقلية الصحراوية ...
وبقيت مراكز الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية بعيدة عن معاني التحضر والتمدن ..وبقيت على نمطها الديني والتجاري ..فهذان العنصران يمثلان الشريان لبقاء مكانة تلك المدن ..فالمال والكهانة ..هي الصفة التي تميز مراكز الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية
والسؤال المهم هو لماذا بقيت مدن الجزيرة العربية وهي مركز انطلاق ةلدعو للاسلام لماذا بقيت مغلقة وغير قادرة على انتاج المنجز الحضاري ...؟
الجواب ..بالاصافة للعوامل التي سبق ذكرها ..تبقى القيم السائدة عاملا مثبطا ومعرقلا لانتاج منجز ما ..فالقيم ااتي تقوم على سطوة الذكور ..واحتقار المرأة ..وقيم البداوة التي تحتقر العامل والزارع وتختقر معظم المهن والتي تعد اهم مرتكزات الحضارة ..وتقوم على مقام (رزقي تحت سيفي ..)
وهذا النمط السلوكي البدوي كان يعتبر قيمة عليا فالتفاخر بالغزو هي لغة مألوفة ...بل تعتبر مقياسا للشجاعة ..فالقبائل تتفاخر بغزواتها لقبائل اخرى ..بل وتتبارى على مستوى الحماسة والشعر في وصف سبي نساء قبيلة ما على انه من شيم الشجاعة والبطولة ..
هذه القيم لايمكن ان تسمح بازدهار منجز حضاري ..فهي سلوكيات نكوصية ...تعظم دور الفرد على حساب الارتقاء الجمعي..
من هنا نلاحظ مدى تاثير المنظومة القيمية في البناء الحضاري ..
ومايزيد الطين بلة ..هو اعادة تدوير هذه الانماط وتكريسها في الشخصية..الى يومنا هذا ..
فيما غادرت كثير من الأمم تلك السلوكيات ..مازالت مجتمعاتنا تتغنى بالماضي الذي يحمل بين طياته الكثير من العثرات والمعرقلات ...لابل حتى على مستوى الجامعات او مراكز البحوث ان وجدت فهي مازالت اسيرة الماضي ...
#ماجد_أمين_العراقي



#ماجد_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص//-فك رقبة -
- نص ///مرحبا بالجحيم
- نص ..طيف أمي
- لماذا ستخلفنا -الربوتات-...
- عذرية الجسد ...أم عذرية العقل..!
- الانسان من الصباح الى المساء ..ومن الحيوان الى الملاك
- نحن ...والطبيعة..من البوهيمية ..الى المثلية
- حتى انت ...يابروتس ....!
- من العدم ...والى العدم ..قصة الوجود الجزء /الثاني
- من العدم ...والى العدم ..قصة الوجود الجزء /الاول
- نص يقترب الى السماء
- رؤى فلسفية في الكون والكوينات
- نص..من نصوص مجنونة
- لماذا انا شكوكي ..لست ملحدا ولن اكون مؤمنا
- رؤى فلسفية
- كاريزما
- هكذا تكلم الفيلسوف الحلاج ...ج/3
- هكذا تكلم -الفيلسوف الحلاج -...ج/2
- هكذا تكلم الفيلسوف الحلاج ...
- قصيده -مواسم الهجره الى وطن بديل -


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد أمين - الحضارة ...والتضاد القيمي