شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 13:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد الاعلان عن الكتل والتحالفات والمصادقة عليها من قبل المفوضية المستقلة للانتخابات السباق في طرح برامجها الانتخابية للتأثيرعلى توجهات الناخبين والسعي لتغيير سلوكهم السياسي وجلب انتباهم، ومن ثم الحصول على اصواتهم الانتخابية من خلال البرامج التي يتم طرحها والتي تتضمن وعودا يدعي المرشحون وكتلهم انهم يتعهدون بالايفاء بها عند فوزهم.
وقد تصل هذه الوعود في بعض الاحيان الى مستوى الاحلام غير القابلة للتحقيق، ولكن قد يقع الناخب في بعض الاحيان تحت تأثير هذه الوعود، خاصة تلك التي تكون ذات مساس بحياته ومتطلباتها كتوفير فرص العمل او تطوير الخدمات او الاصلاح الاقتصادي والسياسي.
في كل الدورات الانتخابية الماضية طرحت الكتل والاحزاب السياسية برامج متعددة ومتنوعة مثلت وعودا عالية السقوف، قد يصل بعضها الى مايمكن تسميته احلاما وردية بلارصيد على ارض الواقع ، او عدم امكانية تحقيقها.
وهنا يمكن ان نطرح تساؤلا مهما وهو: من فكر بمتابعة هذه الوعود ومقارنتها بماقدمه النواب وكتلهم؟
مسؤولية الرصد والمتابعة والتدقيق من حق الناخبين الذين يمكن ان يتساءلوا: اين ذهبت الوعود والبرامج الانتخابية وهل أوفت الكتل السياسية ومرشحوها بوعودهم وبرامجهم الانتخابية.
وسائل الاعلام وصناع الرأي وقادته يتحملون المسؤولية في هذا المجال ايضا لتنبيه الناخبين لايصالهم الى قناعة تغيير توجهاتهم .
في دول العالم الديمقراطي المتقدم تقوم بعض مراكز البحوث والصحف بهذه المهمة في الرصد والمتابعة والوصول الى نتائج مهمة.
في العراق وان قامت بعض المراصد التي تهتم برصد الاداء البرلماني بايصال بعض المعلومات الى الناخبين بشأن أداء الكتل والاحزاب والنواب، الا ان جميع هذه المراصد لم تهتم ولم تتابع البرامج الانتخابية او الوعود التي طرحها المرشحون خلال حملاتهم الانتخابية.
وسائل الاعلام ومراصد البحوث والرصد ومنظمات المجتمع المدني والناخبون ايضا مدعوون الى عدم اهمال البرامج الانتخابية ومقارنة ماتحقق منها حتى لايقع الناخب ضحية الخداع والتضليل السياسي فيسرق صوته دون تقديم مايعادله من منجز يخدم مصالحه وتطلعاته.
متابعة وفحص الوعود من حق الناخب حتى يستطيع التمييز بين الكاذب والصادق من الوعود ، وماهي امكانية تحقيقها ، وهل هي للدعية الانتخابية فقط ؟ ام هناك امكانية للتحقيق؟
فالمواطن الناخب مدعو لممارسة دوره الرقابي، والبحث عن خيارات افضل بدل العزوف عن المشاركة.
انا اجزم ان الانتخابات لن تكون عصا سحرية في التغيير لكن ستكون عاملا مهما في اجراء تغيير ولو بسيط سيشكل اللبنة الاولى في التغييرات المستقبلية وسيكون الخطوة الاولى نحو خطوات اخرى اكثر اهمية .
ومن هنا نستطيع القول ان المشاركة موقف ايجابي من الواقع والمقاطعة موقف سلبي وهروب نحو الامام .
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟