|
الحزب الشيوعي طليعة الطبقة العاملة وقائدها ومنظمها .ا
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 28 - 23:54
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
الحزب الشيوعي هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة ومنظمها وزعيمها وقائدها لتؤدي رسالتها التاريخية .
عشية الأول من أيار المجيد ..
باكورة نضال الشغيلة في القرن التاسع عشر وتضحياتهم ، لتثبيته كعيد أممي لشغيلة اليد والفكر ، وإقرار الأنظمة الرأسمالية والاحتكارية ، بحقوق الشغيلة وتحديد ساعات العمل بثمان ساعات ، وحقهم بالعمل والضمان الاجتماعي والتقاعد ، وتمتع المرأة العاملة بإجازة مدفوعة الأجر في الوضع والأمومة والمرض والتقاعد ، ومساواتها في العمل بينها وبين أخيها الرجل ، وغيرها من المكاسب ، التي ما كان لها أن تكون لولا التضحيات الجسام للشغيلة ، ووحدتهم الطبقية ونضالهم المشترك ، بقيادة طليعتها الواعية والثورية الحزب الشيوعي .
إن التحولات الثورية في التاريخ البشري ، ناتجة عن انتصار الثورات التي نجحت في تحقيق أهدافها في التغيير الجذري ، وهدم القديم البالية وقيام الجديد ، ونقل المجتمع من حالة أدنى الى حالة أرقى ، وفي مسار تقدمي تسير البشرية من خلاله الى الأمام .
والثورة الاجتماعية تعني !.. الانتقال من تشكيلة اجتماعية دنيا لتشكيلة أرقى !... مثل ثورة العبيد في روما عام 73 -71 ق.م ونشوء النظام الإقطاعي والثورة البرجوازية الفرنسية وقيام التشكيلة البرجوازية وحكمها عام 1789 م .
التاريخ يتطور بعملية حتمية ، بشكل متواصل ومتعاقب للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية من خلال تطور القوى المنتجة .
ماركس كونه مكتشف قوانين التطور الاجتماعي وعلى أساس مادي جدلي .
استطاعا ماركس وأنجلس أن ينقلا ويفسرا التغيرات الاجتماعية والتطور الاجتماعي والتاريخي على أساس فلسفي مادي جدلي ، وبرهنا في كتبهم المختلفة ، مثل ( البيان الشيوعي - ضد دوهرن بيرغ - أصل العائلة - رأس المال ) وغيرها .. من أن إنتاج وتجديد إنتاج الحياة المادية هما أساس الحياة الاجتماعية والعملية التاريخية ، وأساس الانتقال من تشكيلة اجتماعية الى أخرى أعلى وأرقى تطور .
كتب ماركس في مؤلفه ( مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ) ما يلي [ أي تشكيلة اجتماعية لا تموت قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة التي تفسح لها ما يكفي من المجال ، ولا تظهر أبدا علاقات إنتاج جديدة أرقى قبل أن تنضج شروط وجودها المادية في قلب المجتمع القديم بالذات ] .
ويؤكد بأن جوهر الثورة الاجتماعية يكمن في حل النزاع بين القوى المنتجة .. وعلاقات الإنتاج ، وفي الانتقال من نظام اجتماعي اقتصادي الى نظام أخر .
ونحن في صدد الشغيلة وقائد نضالاتها الحزب الشيوعي !..
.. يقول ماركس العمال والفلاحون ، هم أهم قوى منتجة في المجتمع ، هم منتجون جميع الخيرات المادية ، هم صانعو التاريخ الحقيقيون .
[ أن الطبقة الثورية نفسها هي مِنْ بين جميع أدوات الإنتاج ، أقوى قوة منتجة ]، من كتاب العائلة المقدسة ص45 .
وفي مؤلفه النضال الطبقي في فرنسا يقول ( الثورات الاجتماعية قاطرات التاريخ ) .
أكد ماركس وأنجلس بأن الحزب الشيوعي ، هو الطليعة الثورية الواعية للطبقة العاملة ، ومنظمها وزعيمها ، وقيادة هذا الحزب للطبقة العاملة شرط لا غنى عنه !... لكي تؤدي الطبقة العاملة رسالتها التأريخية العالمية .
وبدون هذا سيستحيل بناء المجتمع الجديد ، مجتمع العدالة الاجتماعية ، مجتمع الاشتراكية .
يقول لينين في معرض حديثه عن البروليتاريا [ كان أنجلس أول من أثبت أن البروليتاريا ليست فقط الطبقة التي تتألم !..
بل أن الوضع الاقتصادي المخزي الذي تعانيه البروليتاريا ، هو الذي يدفع بها الى الأمام دفعا لا يتراجع ، ويحفزها الى النضال في سبيل تحررها النهائي .
ولابد لنا ان نعرج على ما قالته القائدة الأممية البارزة الدكتورة روزا لوكسن بيرغ- 1870 - 1919 م .. [ هناك صلة لا تنفصم تربط بين الإصلاحات الاجتماعية والثورة ، فالنضال من أجل الإصلاحات هو وسيلة الاشتراكية الديمقراطية ، والثورة الاجتماعية غايتها ] .
أن الحراك الجماهيري الذي بدء عام 2011 م وفي عدد من البلدان كان انعكاس للذي يعانيه المسحوقين والمحرومين والبؤساء في وطننا العربي ، ونتيجة لتردي مستوى معيشة الناس ، وما يحدث اليوم في العراق هو جزء من هذا الحراك ، ومن هذا الغضب ومنذ ما يقرب على الثلاث سنوات ، وهناك محاولات حثيثة من كل القوى البرجوازية والرجعية والمعادية للحراك الاجتماعي لحرف هذا النضال المستعر !.. والسعي لهبط عزيمة المطالبين بعملية التغيير الشامل والكامل ، وإعادة بناء الدولة الديمقراطية العلمانية ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، ومحاولات تسويف واختراق صفوف الملايين الغاضبة ، ومحاولات التقليل من أهمية وجدوى الحراك المدني الديمقراطي ، واستخدام كل الطرق والوسائل للتأثير على مسار هذا الحراك وإنهائه بكل الوسائل ، من خلال عمليات التسويف والتظليل والكذب والخداع تارة ، ومن خلال الترهيب والترغيب وبالقمع ومصادرة الحريات تارة أخرى ، وتتصدر القوى الفاسدة والطائفية والعنصرية في هذه العملية القذرة كل القوى الفاسدة والسارقة والمفسدة والطائفية والعنصرية ، من أحزاب السلطة والمنتفعين والطفيلين وهواة السياسة ، هذه القوى المهيمنة على السلطة منذ سنوات من سارقي ثروات شعبنا ووطننا ، من المتاجرين بدماء الناس والسالبين لحريته وأمنه وسعادته .
وهنا تقع المسؤولية على عاتق القوى الديمقراطية والشيوعية واليسارية ، والوطنيين والبعض من قوى إسلامية نظيفة وحريصة على شعبنا وسلامة وطننا .., وعلى كل الخيرين والوطنيين الذين تعز عليهم سلامة وسعادة شعبنا ووطننا ، تقع مسؤولية تاريخية ومبدئية ووطنية وأخلاقية ، بالتصدي الحازم لكل هذه المشاريع والمخططات التي تستهدف شعبنا ووطننا ، من قوى ومجاميع إرهابية ، داخلية وخارجية وفضحها وتعريتها ، والكشف عن أهدافها ومراميها ، والتي هي بالضد من مصالح شعبنا وقواه الخيرة والنازعة للغد السعيد .
على الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر وحلفائهم من الفلاحين والكسبة والبرجوازية الوطنية ، أن توحد صفوفها وتتبنى خطابا وطنيا خالصا ، بعيدا عن الطائفية والتعصب ، وتخوض نضالا ضاريا ضد هذه الفئات الناهبة لثروات البلاد ، والمفسدة والمدمرة لكل شيء فيه حياة في وطننا العزيز .
وتقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي ، مسؤولية تاريخية كونه حزب الطبقة العاملة وقائد نضالاتها والمعبر الحقيقي عن تطلعاتها وأهدافها ، فهو حزب كل شغيلة اليد والفكر ، حزب الفلاحين والوطنيين والديمقراطيين والتقدميين .
على الحزب أن ينهض ، بكل عزيمة وتبصر واقتدار كما عود شعبنا دائما ،في تنشيط عمله في صفوف شعبنا وبين شغيلة اليد والفكر ، وقيادته لنضالاتهم وتوجيههم بتصعيد النضال والكفاح ، على كل الأصعدة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية ، ويتبنى سياسة شفافة وواضح وثورية ، تعبر عن أماني وتطلعات الكادحين ، ويتبنى أهدافهم وتطلعاتهم ، ولا يهادن هؤلاء السماسرة والمفسدين ، ويكشف عن أحابيلهم وأكاذيبهم ومخططاتهم التي تعيق تقدم العراق ورخائه وأمنه وسعادته ، فهذه القوى الفاسدة المتسلطة منذ سنوات على مقدرات شعبنا ، هؤلاء غير راغبين ولا جادين في عملية إعادة بناء دولة المواطنة ومؤسساتها ، وحاولوا كل هذه السنوات ، ركوب الموجة وتبني مطالب شعبنا كذبا وزورا ورياء ، ولم ينال شعبنا ووطننا على أيديهم سوى الوعود مقرونا بالخراب والموت والدمار .
ولابد لنا من مناشدة كل الخيرين في الداخل والخارج ، وبمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسة ، وبكل طوائفهم ومشاربهم ، بأن يستشعروا بالخطر الداهم الذي يتعرض له العراق أرضا وشعبا ووجود ، وأن تتحد هذه القوى ، جماعة وأفراد ، وتقف وبجموع قوية متحدة ، والذهاب الى صناديق الاقتراع في الثاني عشر من أيار القادم ، والتصويت للقوى الديمقراطية والوطنية ، من تحالف سائرون التي تحمل الرقم 156 ، صوتوا لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي الأمين على مصالح الشعب والوطن .
على الجميع أن لا يتخلفوا ، ودعم قوى شعبنا الديمقراطية الساعية لبناء دولة المواطنة وتحقيق تطلعات واماني شعبنا في الرخاء والنماء ومحاربة الفقر والجهل والمرض وتحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق الاستقلال الوطني ، والدفاع عن المرأة وعن مساواتها بأخيها الرجل ، ومحاربة الفساد وتحقيق الأمن .
إن موقف حزبنا وسياساته من كل الذي جرى واضحة وجلية ، ووقف بثبات مع شعبنا ، ولم يتخلف عن هذا الواجب المقدس ، وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام ، وما زال يسير على نفس النهج لتحقيق هذه التطلعات النبيلة ، ويتشرف في حمل رسالته وسعيه لبناء الوطن الحر والشعب السعيد وسيستمر لتحقيق هذه الأهداف السامية والعظيمة والنبيلة .
وسيعمل حزبنا مع كل الخيرين ، بفضح وتعرية كل هذه القوى الغاشمة ، المعادين لدولة المواطنة وتحقيق العدالة والمساوات ، المعادين للعملية السياسية ولتعديل مسارها ، نحو الدولة الديمقراطية الاتحادية المستقلة ، دولة المواطنة وقبول الأخر .
وعلى قوى الخير والتقدم في العالم ، من الأحزاب الشقيقة والصديقة ، أن تقف مع شعبنا في نضاله الشاق والصعب ، وتعمل على مساعدته ، لإعادة بناء دولته المستقلة العادلة ، وتبني مشروعها الوطني الديمقراطي ، وليس مشروع النظام القائم ( نظام ونهج وفلسفة الإسلام السياسي الطائفي والعنصري ) المعادي للديمقراطية والتقدم والسلام والرخاء والتعايش .
عاش الأول من أيار ... العيد الأغر للبروليتاريا . عاشت الأممية البروليتاريا .. الدعامة الأكيدة للسلام والتقدم والرخاء . عاش الحزب الشيوعي العراقي المتصدر لنضالات شعبنا ولشغيلة اليد والفكر .. لنعمل على إعادة بناء الدولة الديمقراطية العلمانية ، في عراق فيدرالي اتحادي واحد موحد .
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخلوقات الكواكب الاخرى
-
هل يمكن إعادة الحياة الى الموتى ؟
-
صدق الله وكذب المكذبون والمنافقون !!..
-
دعوات مقاطعة الانتخابات وتأثير ذلك على الوضع العراقي !!..
-
شبح الحرب والعدوان يخيم على المنطقة !
-
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا / تعديل 2018 م
-
ماذا يشغل القوى السياسية العراقية اليوم ؟
-
الوطن .... والشوق إليه والحنين !
-
الانتخابات العراقية !.. ولعبة الأرنب والغزال !..
-
سجدت لعرشها .. في كل حين ..!
-
مشروع التحكيم العشائري حيز التنفيذ ؟؟!!
-
ذكريات عطرة .. من تأريخ مجيد .
-
والدة عبد الغني الخليلي تأكلها الذئاب !!؟ / تعديل
-
تركيا دخلت سنجار .. فأين السيادة يا حكومة ؟
-
هل شعبنا مدرك من الهدف الحقيقي للانتخابات ؟
-
كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس .
-
ما جاد به العقل وما .. حفظ الفؤاد .
-
لقاء يجمعنا .. من دون موعد ولا ميقات !..
-
لماذا تحالف الصدريين والشيوعيين ؟
-
أي من الدول نحن نريد ؟
المزيد.....
-
أشغال المؤتمر الوطني الأول للجامعة الوطنية للصحافة والإعلام
...
-
بمناسبة رمضان .. ما هي حقيقة زيادة رواتب التقاعد 20 ألف دينا
...
-
تحذيرات من انهيار اقتصادي وشيك.. رواتب الموظفين على المحك؟
-
8 إجازات رسمية للطلاب والموظفين .. رزنامة العطل الرسمية في ا
...
-
أنبـاء عن موعد صرف رواتب المتقاعدين لشهر فبراير 2025 بالعراق
...
-
بضغطة زر.. خطوات تجديد منحة البطالة في الجزائر 2025 وأهم شرو
...
-
في كوريا الجنوبية حيث ساعات العمل الأطول.. الاستجمام متاح وم
...
-
تجديد منحة البطالة في الجزائر 2025 إلكترونيا بعد استيفاء الش
...
-
سلفة مصرف الرافدين للموظفين والمتقاعدين 25.000.000 دينار بفت
...
-
متـى الموعــد :: تعـرف على موعد صرف رواتب المتقاعدين في المم
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|