أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - رحمة الله عليك يا نعساني















المزيد.....

رحمة الله عليك يا نعساني


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1491 - 2006 / 3 / 16 - 12:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رحمة الله عليك يا نعساني
سمعنا قبل ايام عن تنفيذ حكم الاعدام في ۱۳ ارهابيا فاهاج الخبر في نفسي ذكريات الماضي البعيد، ذكريات المحاكم العرفية التي حكمت علينا سنة ۱٩٤٩. كان النعساني اشهر قضاة المحاكم العرفية في العهد الملكي. وقد نال في حينه شهرة كبيرة نظرا "لعدله في الحكم" وتقواه وخشيته من الله تعالى.
كان النعساني يصدر احكامه بقراءة الورقة الواردة اليه من التحقيقات الجنائية ولا يحيد عنها قيد شعرة. ولم يكن يصدر احكامه قبل ان يوقف المحكمة لفترة اداء الصلاة. وكما هو الحال في مسار التاريخ تتحول المآسي الى نكات وفكاهات تحولت احكام النعساني الى فكاهات كانت متداولة بين الجماهير العراقية. كانت النكتة تقول ان النعساني يصدر احكامه بان يقول من الطويل الى الاسود بالحكم المؤبد ومن الاسود الى القصير ۱٥ عاما والباقي خمسة اعوام. فاذا سأله الاسود فما هو حكمي قال له روح مؤبد. ولكن احكام الاعدام التي صدرت منذ اعلان الاحكام العرفية اثناء الحرب ضد اسرائيل سنة ۱٩٤٨ وحتى انهيار الحكم الملكي في ثورة تموز لم تتجاوز عدد اصابع اليد. كان اولهم الراسمالي الكبير عدس صديق عبد الاله على انه تجسس لحساب اسرائيل فاعدموه وصادروا املاكه وهي بيت القصيد. والاربعة الذين نفذ حكم الاعدام فيهم في ۱٤ و ۱٥ شباط ۱٩٤٩ وهم فهد وحازم وصارم ويهودا صديق ثم ساسون دلال الذي نفذ فيه حكم الاعدام في ايار ۱٩٤٩. وواحد في انتفاضة ۱٩٥۳ واخر في انتفاضة الحي ۱٩٥٦اي ان عدد احكام الاعدام التي صدرت في الاحكام العرفية اثناء حكم نوري السعيد لم تتجاوز هذا العدد.
وصدرت في فترة حكم جمهورية عبد الكريم قاسم احكام بالاعدام حول قضية الجرائم التي ارتكبت بعد احباط انقلاب الشواف في الموصل سنة ۱٩٥٩ ولكنها لم تنفذ الا بعد انقلاب ۱٩٦۳.
وقد اتخذت احكام الاعدام في عهد حكم البعث وفترة حكم صدام اشكالا جديدة. كانت الاحكام تصدر بالجملة وانتهى عهد الاحكام بالمفرق. ليس بامكاني ان اورد احكام الاعدام المعلنة في عهد محكمة الثورة في عهد صدام نظرا الى ان طريق الشعب اتخذت سياسة التعتيم عنها اثناء الجبهة ولكننا نعلم الان ان احكام الاعدام غير المعلنة او المعلنة بعد تنفيذها اتخذت شكلا جديدا كان تنفيذ الاعدام فيها يجري قبل اصدار الحكم احيانا. فكثيرا ما جرى في انقلاب شباط ۱٩٦۳ وفي انقلاب ۱٩٦٨ تنفيذ حكم الاعدام او قتل السجين اثناء التعذيب ثم اصدار حكم الاعدام بحقهم بعد موتهم. وكانت محكمة عبد الكريم قاسم ابرز صور الاحكام "العادلة" المذاعة في التلفزيون في تاريخ العراق.
والحالة التي اتذكرها لانها خلقت ضجة وجدالا في حينه بين من اعتبرها احكاما صادرة لصيانة الثورة ومن اعتبرها احكاما قرقوشية غير عادلة احكام الاعدام التي صدرت بحق ۱٦ شابا من النجف بحجة انهم كانوا عملاء لسورية او عملاء للسعودية. ربما كان جميع او اغلب هؤلاء من حزب الدعوة، حزب ابراهيم الجعفري.
ولكن العراق يعيش اليوم في دولة ديمقراطية اميركية يسود فيها عدل بوش ورايس ورامسفلد. واكبر مثال على ديمقراطية المحاكم العراقية واستقلال القضاء المحكمة التي نشاهد تفاصيلها على جميع الفضائيات العربية العراقية منها وغير العراقية قضية اعدام ۱٤٨ شخصا دفعة واحدة. فالقضاة يمنحون المتهمين كل الحرية في الحديث ومهاجمة الحكام وحتى شتمهم وسبهم وسب بوش خلافا لديمقراطية البعث في محاكمة رئيس الدولة السابق، عبد الكريم قاسم. وسمحت المحكمة حتى بحضور محامين اميركيين وخليجيين للدفاع عن صدام الذي فتك بالملايين من الشعب العراقي. ولكن الديمقراطية على كل حال تبقى ديمقراطية ولا يمكن للولايات المتحدة الديمقراطية العريقة ان تتخلى عن ديمقراطيتها وتسمح باجراء محاكمات غير ديمقراطية اثناء حكمها للعراق.
لا شك ان ابراهيم الجعفري يستنكر ويشجب الاحكام التي صدرت عن محكمة الثورة في عهد صدام ضد اعضاء حزبه بدون ان تسمح لهم باية صورة من صور الدفاع عن انفسهم او توكيل محامين يدافعون عنهم او محاكمتهم محاكمة علنية تسمح للجمهور بحضورها ولو بدون اذاعتها في الفضائيات التلفزيونية. ولا شك ان ابراهيم الجعفري يعتبر هؤلاء المحكومين من حزبه شهداء ويترحم عليهم.
ولكن يبدو ان ديمقراطية المحاكم تصدق فقط على شخصيات معينة مثل صدام حسين الذي حكم العراق اكثر من ثلاثة عقود واعوانه. انهم كانوا "ديمقراطيين" ويستحقون معاملتهم معاملة ديمقراطية.
ولكن يبدو ان ديمقراطية المحاكم لا تشمل غير هؤلاء المجرمين القتلة. فقد فوجئنا قبل يومين باعلان حكومة الجعفري ِعن تنفيذ حكم الاعدام في ۱۳ ارهابيا بينهم امرأة. ولكن متى جرت محاكمة هؤلاء الارهابيين؟ ومن هي هيئة الدفاع التي عينت للدفاع عنهم؟ ولماذا لم يعلن عن محاكمتهم الا بعد تنفيذ حكم الاعدام فيهم؟ وما هي فرص استئناف الحكم التي منحت لهم وفرص الدفاع عن انفسهم واثبات براءتهم؟ ولماذا صدرت احكام الاعدام عليهم جميعا ولم يصدر حكم السجن على بعضهم؟ لا شك ان الحكم بالاعدام على هؤلاء الارهابيين هو صيانة للديمقراطية الاميركية السائدة في العراق اليوم كما كان حكم الاعدام على اعضاء حزب الدعوة صيانة للثورة.
وما هو موقف ابراهيم الجعفري الذي يصون الدستور ويتعامل مع جميع القضايا بصورة ديمقراطية؟ لا شك انه لم يسمع عن احكام الاعدام هذه لان السلطة القضائية مستقلة استقلالا تاما وفقا لدستور بريمروقانون ادارة الدولة. فان رئيس الوزراء يمثل السلطة التنفيذية فلا ولن يتدخل في شؤون السلطة القضائية المستقلة. الا تشم من هذه الاحكام رائحة الاحكام القرقوشية لمحكمة الثورة الصدامية؟ الا ما اشبه اليوم بالبارحة!
ثم من وقع على قرار تنفيذ حكم الاعدام بحق هؤلاء المعدومين؟ لقد اعلن الطالباني انه لن يوقع حكم الاعدام على صدام "لاسباب مبدئية". فهل نسي الطالباني اسبابه المبدئية او ان اوامر صديقه الحميم خليل اضطرته الى التخلي عن اسبابه المبدئية وان يوقع على اعدامات الجملة؟ او انه امر احد نائبيه بالتوقيع على الاعدامات نيابة عنه؟ الله اعلم.
الف رحمة على روحك يا نعساني يا "اعدل" القضاة في السلطة القضائية العراقية في تاريخها الطويل.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسقيل قوجمان يستفيق من نوم الكهف
- 20شباط العيد الوطني لاستقلال المنطقة الخضراء
- الدراسة المنهجية للماركسية - المادية الديالكتيكية
- اسطورة حكومة الوحدة الوطنية 2
- الكولخوزات ودورها في بناء الاشتراكية
- ساسون دلال
- الاستحقاقات الانتخابية والاستحقاقات السياسية
- المنظمات المهنية والنقابية وانتماءاتها السياسية
- سبب حل الجيش العراقي
- اسطورة حكومة الوحدة الوطنية
- نفقات الحرب ليست مجرد وسيلة لشن الحرب انما هي هدف من اهدافها ...
- ملحق بمقال -حقوق الانسان وقوانينها- – كمال سيد قادر
- حقوق الانسان وقوانينها
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 4 واخيرة
- صدفة جميلة
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 3
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 2
- الاشتراكية لا تبنى على الفقر 1
- من وحي كتاب سفر ومحطات - البعية للسوفييت ودور اليهود 2
- ماركسية ام ماركسية لينينية؟


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - رحمة الله عليك يا نعساني