زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 15:31
المحور:
المجتمع المدني
قريبًا... بل قل قد بدأ بالفعل التواضع " يتواضع" من حولنا ، وأحيانًا يزحف .... يُهرول.
فأولئك الذين حازوا على اصواتنا قبل اربع سنوات ،حلّقوا شممًا ورفعوا انوفهم فوق الشمس ، وظنّ الواحد منهم نفسه نابليون ، غاندي .
فطارت المرحبا وطار " التشويح" و" التلويح" من قريب ومن بعيد ، وأضحى بيتك أيّها المواطن البسيط مُحرّمًا عليهم...أنت أنت الذي كنتَ بيت القصيد ومحطّ الانظار.
وها الايام تعود ، والتواضع راح يزحف من جديد ، والتمثيل يعود على مسرح الحياة صاغرًا وبالمجّان ، فستجد يا صاح ذاك الذي نظر اليك قبل اشهر شزرًا، ستراه يضحك بوجهك ويبستم لك ويُشوّح ويلوّح بكلتا يديْه ويضحي بهلوانًا من جديد ، يرقص بفرح ابنك ويتمايل كما نجوى فؤاد !!!
مسرح وأكثر ..
لقد خدعونا ونحن من بساطتنا صدّقناهم : انهم يموتون حبًّا بالمصلحة العامّة ، واذا بهم يقصدون " الخاصّة".
سيعودون ويزورونك لأنّك مصاب بالانفلونزا البسيطة ، " حاملين ومتحمّلين" ، فأنت يا هذا تهمّهم وأنت عزيز وأكثر على قلوبهم، في حين كدْتَ تموت قبل سنتين في المشفى ولم يرنّ هاتفك ولم تحظّ بشرف زيارتهم ، وكيف يزورونك وأنت لسْتَ في حسابهم ولا في مفكّرتهم ولستَ على البال...
مهلًا ستعود الى المفكّرة قريبًا وبالألوان ! وستعود تكوكب من جديد وسيرتفع ثمنك كلما اقترب موعد وتاريخ الادلاء بالاصوات..سيرتفع الى حين...!! وبعدها ستعود الى حجمك وطبيعتك وهم سيعودون الى طبعهم ..
صدّقناهم وخسرنا البلدة.
ولكن في هذه المرّة سنعمل كما علّمنا السيّد : ان نفصل بين القمح والزؤان، ونخبرهم اننا تعلمنا الدرس ؛ تعلّمناه جيّدًا وليس في كلّ مرّة تنجو الجرّة.
سنحاسبهم حسابًا عسيرًا ، وسنعطي لشرفنا البسيط ان ينتفض وان يرفع الرأس وان يقول : كشفناكم واكتشفناكم ..كشفنا الغثّ من السمين ؛ إن كان هناك بعد سمين اصلًا..
كفانا ..لقد تعلّمنا الدرس ولن تستهوينا بعد رقصاتكم وزياراتكم وضحكاتكم الصفراء ..
نعم صدّقناهم وقتها ...
ولكن في هذه المرّة وليسامحني الربّ : فات السّبت.......................
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟