حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5858 - 2018 / 4 / 27 - 02:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سؤال / "ما الفرق بين وجودية كيركغارد و سارتر و كيف أن الوجود يسبق الماهية مقولة وجودية إيمانية و هي عند الكثير أساس الدين مع توثيقها
و هل " وجودية عبد الرزاق الجبران " و مقولته " ليس المسألة أننا كاذبون في وجودنا ،المسألة أننا خطأ الوجود و دائما نصرخ أننا الحقيقة" عبد الرزاق الجبران "
هل تنتظم هذه الجدة في إطار إيماني و إذا كانت الوجودية المسيحية مثلا تعبر عن موقف إيماني هل " إلحاد " سارتر تعايش مع الوجودية المؤمنة أو هو مستقل عنها أو هو نتاج لها أم إن سارتر تقولوا عليه و لم يكن ملحدا نافيا للمطلق "
-----------------------------
" القول مثلا بأن الفارابي صاحب البحث المستفيض و الرأي الفلسفي في الماهية الوجود بأنه ذو نزعة وجودية و أنه برهن على إيمانية الوجودية ودشن خطابا وجوديا داخل الفلسفة الإسلامية غير معلل و غير قوي في براهينه و تأسيساته
كذلك إن الله في حدود علمي لا يتحدد برهانه و وجوده من خلال مقولتي الماهية و الوجود باعتبارهما ثنائية تقابلية ضدية ككل الثنائيات الضدية البانية للفكر و المنظومة المعرفية الغربية
فهما في الفلسفة الوجودية المؤمنة و الملحدة على حد سواء متقابلتان و هو ما سوف أفرده معالجة خاصة و شذرة أو مقالا خاصا
و إذا كانت الفلسفة الوجودية تنطلق من عمق مأساة الإنسان و أزمته العميقة و قد انتفضت على الكينونة و العالم على إعتباره موطن و رحم هذه الأزمة و منتجها
و أرادت أن تتجاوز العدمية الوجودية التي استوطنت بنية عالم متأزم و انطلقت من الإنسان ليتلاشى عندها مفهوم الذات العالمة المتعقلة و المفكرة و ينزاح إلى مساحة اللاشعور الوجودي ذاتا شعورية فاعلة من خلالها و بها يتحقق و يتم الإدراك الوجودي
و من ثمة فلا مكان لماهيات الموجودات عند الوجوديين في حدود فهمي المنفلت من نسق الفهم المهيمن و المنتظم و لا مكان للجواهر و لا وجود للتجريد الذهني و التمثلات
و لا تشتغل الوجودية إلا بالموجودات الحقيقية و يكفي هذا الموقف في الوجوديتين الملحدة و المؤمنة وحده لنفي مفهوم الله في الفلسفة الوجودية
أو جعله مفهوما مضطربا حتى عند الوجوديين المؤمنين لذلك قالها سارتر بصراحة و وضوح /
" هكذا نجد فكرة الإنسان في التاريخ أسبق على حقيقته…
أي أن الماهية تسبق الوجود مرة أخرى.
لكن الوجودية الملحدة، التي أنا أمثلها - يقول سارتر - ، تعلن في وضوح وجلاء تأمين، أنه إذا لم يكن الله موجوداً، فإنه يوجد مخلوق واحد على الأقل قد تواجد قبل أن تتحدد معالمه وتبيّن. وهذا المخلوق هو الإنسان
أو أنه كما يسميه " هيدجر " الإنساني، بمعنى أن وجوده كان سابقاً على ماهيته "
هذا عن سارتر أما القول بأن كيركجارد قد دشن عهدا إيمانيا سابقا يختلف عن سارتر بجعل الماهية تسبق الوجود و هو عين البرهان على الله
فإنني أتحفظ عليه حتى يتبين لي الخيط الأبيض من الأسود
و هو ما أفضل التفصيل فيه في مقال مستقل حول الوجودية الإيمانية أو المؤمنة و الوجودية المسيحية و غيرها
أو أيضا تلك التي يتكلم عنها عبد الرزاق الجبران أو وجودية عبد الرحمن بدوي ....
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟