بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5856 - 2018 / 4 / 25 - 17:47
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
أولئك الذين يوجهون تهم الخيانة والعمالة للذين بقوا أو عادوا لبلدات وقرى عفرين، كونهم يتعاطون مع قوات الاحتلال، نود أن نقول لهم وبكل شفافية: عزيزي وبعد كل التضحيات والتي قدمها شبابنا وفتياتنا في عفرين لا أعتقد بأن يحق لأحد أن يشك بحب هذا الشعب لوطنه وقضيته ولكن وللأسف الإرادة الدولية وصفقاتكم القذرة كانت أقوى وأكبر من كل تلك التضحيات بحيث جعلتم جميعاً؛ دول ومنظمات وقوى وأحزاب -وضمناً الكردية طبعاً- بأن تكون عفرين قرباناً على مصالحكم الجيوسياسية وبالتالي فلم يبقى أمام شعبنا إلا أن يتمسك بخيار البقاء على أرضه رغم معرفتنا المسبقة بأن المحتل يريد تفريغ المنطقة وإجراء التغيير الديموغرافي ولذلك فهو يلجأ لكل الأساليب الترهيبية من نهب وسلب وخطف وقتل أحياناً وذلك بهدف ترويع السكان والتي يشارك بها جماعتنا في الإدارة الذاتية بطريقة غير عقلانية وذلك من خلال ضخ المزيد من تلك القصص والحكايات للأسف وأحياناً بطريقة مقصودة ومبالغ فيها، بل وفي بعض الأحيان بتخوين من بقي في عفرين وبأنه يتعاون مع المحتل.
وتوضيحاً نقول: بما أن قوى الاحتلال هدفها تهجير أبناء المنطقة وذلك بقصد إجراء تغيير ديموغرافي، فإن السياسة الناجعة هو سياسة العودة والتمسك بالأرض ولو عن طريق التعامل مع تلك المجاميع المحتلة حيث يبقى التعامل معه أفضل من الخروج من المنطقة وتركها للآخرين ولذلك نأمل أن يكف جماعتنا في الإدارة الذاتية عن توجيه هكذا اتهامات بائسة لأولئك الإخوة الذين يواجهون الموت يومياً بأجسادهم العارية وإرادتهم وتمسكهم بالأرض وبالمناسبة فإن هذا "البطل الصنديد" الذي يخونهم لو كان بين أيدي تلك المجاميع لربما قدم من الولاء والطاعة ما يفوق أي مواطن عفريني بائس مجبر على الرضوخ "للأمر الواقع" الجديد على المنطقة حيث وللأسف بات شعبنا يعاني من تضخم أزمة سياسات "الأمر الواقع" على الأرض" وإن كان هناك من قادر أن يقدم بديلاً أفضل فليتفضل ويقدمها للعفرينيين بدل هذه الإدانات الرخيصة حيث الواقعية تفترض أن نعمل كيف نجعل شعبنا يبقى على أرضه بعد أن حل فوق رأسه كل هذه المآسي والكوارث، لا أن نجعله هدفاً لبعض الحقد الحزبوي والتنفيس عن هزائمنا المتكررة.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟