أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب العمال التونسي - الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغربية والتوظيف الرجعي















المزيد.....



الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغربية والتوظيف الرجعي


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1490 - 2006 / 3 / 15 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نزولا عند طلب العديد من قرّاء البديل نعيد نشر نصّ "الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغربية والتوظيف الرجعي" الصادر ضمن العدد الأخير من "صوت الشعب" اللسان المركزي لحزب العمال الشيوعي التونسي.


أثارت الرسوم الساخرة التي نشرتها صحيفة "يولاندس يوستن" الدانماركية يوم 30 سبتمبر 2005 والتي أعادت نشرها صحيفة "مغازينات" النرويجية يوم 10 جانفي 2006، ردود فعل احتجاجية، رسمية وشعبية، في معظم الأقطار العربية والإسلامية وفي العديد من البلدان الغربية حيث توجد جاليات إسلامية. وقد تحولت المسألة مع مرور الأيام إلى أزمة حقيقية بين الدانمارك ومن يسندها من الدول الغربية وبين جزء كبير من الرأي العام من الأقطار الإسلامية.

وقد تحصن الطرف الأول بمبدأ "حرية التفكير والتعبير والإبداع" لتبرير نشر الرسوم المعنية ورفض تقديم اعتذار للمسلمين أو تلبية طلب بعض حكوماتهم أو مؤسساتهم (مثل الجامعة العربية) بسن قوانين تجرّم "الإساءة إلى الأديان والمقدسات". وفي حركة تحد واضحة، وسّعت نطاق الأزمة، أعادت عدة صحف أوروبية في معظمها يمينية نشر هذه الرسوم باسم "التضامن" مع الصحيفة الدانماركية والدفاع عن "حرية التعبير" و"رفض الخضوع لضغوط وابتزازات من لا يحترم هذه الحرية".

أما الجانب المقابل، فقد اعتبر الرسوم "مسيئة لمعتقدات المسلمين ومقدساتهم". وكردة فعل على ذلك بادرت بعض الحكومات بغلق سفارات الدانمارك لديها أو سحب سفرائها من العاصمة الدانماركية، كوبنهاغن. كما بادرت شركات سعودية وخليجية أو بالأحرى أوعز إليها بمقاطعة المنتوجات الدانماركية والنرويجية. وفي أكثر من قطر عربي وإسلامي خرج الناس إلى الشارع احتجاجا وتنديدا، بتحريض خفي من حكوماتهم أو من أحزاب وتيارات وجمعيات دينية أو بصورة عفوية، في حالات نادرة. وقد اتخذت هذه المظاهرات طابعــا عنيفا في أكثر من بلد مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى وأضعاف أضعافهم من الجرحى علاوة على حرق بعض سفارات الدانمارك والنرويج في بعض العواصم. ولم تتخلف بعض الأصوات هنا وهناك عن رفع نداءات تدعو إلى "الانتقام" و"القتل" والاعتداء على الممتلكات والأشخاص التابعين للدول التي نشرت فيها الرسوم الساخرة.

ولا تزال الأزمة متواصلة إلى حد الساعة رغم مساعي "التهدئة" التي تقوم بها بعض الجهات الأوروبية والتحذيرات التي تطلقها الإدارة الأمريكية على لسان بوش ووزيرته للخارجية للحكومات العربية والإسلامية بضرورة "التحكم في الشارع" و"منع وقوع أعمال عنف وشغب ضد السفارات الغربية" مع اتهامات موجهة بالخصوص إلى سوريا وإيران بالركوب على الأحداث. ولا يمكن لأحد أن يتوقع كيف ستنتهي الأزمة خصوصا بعد أن تحولت مسألة الرسوم إلى عملية "لي أذرع" بين الحكومات الأوروبية و"الشارع الإسلامي" خاصة الذي أفلت في بعض البلدان من مراقبة الحكومات التي أججته، فهذا الشارع ووراءه بعض التيارات والزعامات الدينية يطالب باعتذار رسمي من الحكومة الدانماركية وهذه الأخيرة ومن ورائها الاتحاد الأوروبي ترفض ذلك رفضا مبدئيا، معتبرة أن "حرية التعبير مسألة غير قابلة للنقاش".

وما من شك في أننا نجد أنفسنا أمام قضية على غاية من الحساسية، ولا يمكن تناولها بشكل سطحي وتبسيطي والانسياق وراء هذا الطرف أو ذاك من الطرفين المتقابلين. فالانسياق وراء الدفاع المجرد والمطلق عن حرية التعبير يمكن أن يقود إلى منزلقات ليس أقلها خطرا تغذية الكراهية بين الشعوب. كما أن الانسياق وراء التوظيف السياسي الذي تقوم به بعض الرجعيات العربية والإسلامية والتيارات السلفية المحافظة والظلامية لحادثة الرسوم، يمكن أن يقود بدوره إلى منزلقات ليس أقلها خطرا تقوية التعصب الديني و"شيطنة" (diabolisation) مبادئ الحرية والديمقراطية وتقديمها على أنها رديف لـ"الكفر" و"الإلحاد" وطمس المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المسلمون ومنها غياب الحرية. لذلك فإننا سنحاول في هذا المقال التعاطي مع هذه القضية بهدوء وعمق يقودنا في ذلك الدفاع عن مصلحة الشعوب العربية والإسلامية، التي هي ليست بالضرورة مع أحد الطرفين اللذين يحركان اليوم قضية الرسوم.

I - رسوم عنصرية ومسيئة

إن الرسوم التي نشرتها الصحيفة الدانماركية ليست بريئة ولا يحرّكها في الواقع هاجس "حرية التعبير والإبداع الفني" بقدر ما تحركها نزعة الإساءة إلى المسلمين وإلى معتقداتهم ومقدساتهم. فالصحيفة يمينية متطرفة. ولم يكن نشرها للرسوم موضوع الخلاف تلقائيا بل مقصودا لـ"تحدي المحظورات الإسلامية" كما اعترفت بذلك هيئة تحرير ملحقها الثقافي أخيرا. وقد جاءت الرسوم أو على الأقل بعضها ليصبّ في خانة الإيدولوجيا الامبريالية الاستعمارية المتطرفة الغالبة اليوم في العديد من البلدان الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تهيمن على حكامها أفكار "المحافظين الجدد" الذين ينهلون من نظرية "صدام الحضارات" العنصرية التي تحاول تأليب "الغرب المسيحي" على الشعوب الإسلامية التي تحتل في هذه النظرية مكانة "العدو الأخطر" في عالم اليوم.

وتعمد هذه الإيديولوجيا إلى الخلط بين الإسلام والإرهاب، فتقدمه على أنه، بـ"طبعه"، مولّد للإرهاب، وهو معنى رسم محمّد، نبي المسلمين، وعلى رأسه عمامة في شكل قنبلة. كما تعمد، نتيجة لذلك، إلى الخلط بين المسلمين والإرهاب، فتقدمهم على أنهم "إرهابيون"، بـ"طبعهم"، "متعطشون لسفك الدماء" و"معادون للحضارة الغربية عداء أعمى" و"لا يبحثون إلا عن القضاء عليها" . وليس خافيا أن الهدف من تقديم الإسلام بهذه الصورة هو تغذية الكراهية والعنصرية في صفوف الشعوب الغربية تجاه المسلمين لتبرير الحملات العسكرية الامبريالية ضدهم وتشريع احتلال بلدانهم وإخضاعها ونهب ثرواتها على غرار ما يحصل فـــي العـــراق وأفغانستان وفلسطين وما يتهدد إيران وسوريا. وهو يهدف بالتالي إلى طمس الأسباب الحقيقية للغضب الساري في صفوف المسلمين وللمقاومة التي يبدونها والتي تكمن في شعورهم بالإذلال والمهانة من جراء ما يتعرضون له من اضطهاد.

ومن النافل أن الامبريالية ليست فقط نهبا للثروات وتحكما في مصائر الشعوب بالحديد والنار، بصورة مباشرة أو بواسطة أنظمة محلية عميلة، ولكنها أيضا احتقار لثقافات هذه الشعوب ومعتقداتها ومقدساتها وسعي محموم إلى دوسها وانتهاكها وتدميرها من أجل القضاء على ذاتيتها حتى تكون قابلة للإخضاع وعاجزة عن المقاومة وهو أمر عرفته في السابق كل المستعمرات، بما فيه بلادنا، وتعرفه اليوم مختلف البلدان الصغيرة والضعيفة التي تواجه "غزو" العولمة الرأسمالية المتوحشة بقيادة "هولاكو القرن العشرين" (أي الولايات المتحدة). لذلك فإن التذرع بحرية التعبير والإبداع الفني لنشر الرسوم الساخرة المشار إليها أمر غير مقبول، بل هو غطاء لإخفاء المرامي الحقيقية، المسيئة والعنصرية.

1 – حرية التعبير مكسب إنساني عظيم ولكن..!

إن حرية التعبير مكسب إنساني عظيم، لم يتحقق إلا مقابل تضحيات جسيمة قدمها أناس عظام على مر العصور. وتشمل هذه الحرية من جملة ما تشمل حق مساءلة المقدس ونقده سواء من زاوية فلسفية أو تاريخية أو علمية أو أدبية أو فنية. وقد عملت القوى الرجعية في الفضاءين المسيحي والإسلامي على حد السواء، وفي كافة الفضاءات الدينية الأخرى (اليهودية، البوذية...) على استعمال "احترام المقدس" ذريعة لخنق حرية التفكير والضمير والتعبير واضطهاد المفكرين الأحرار والعلماء. كما استعملته وسيلة لنشر الخرافات والأباطيل وعرقلة تقدم الفكر ومطالبة الناس بـ"واجب" أو بالأحرى "فريضة" طاعة الحكام المستبدين مُكَفِّرَةً من ينتقدهم. ولا يمكن لأحد أن يشك في أن المجتمعات الغربية حققت تقدما هاما في مستوى فرض احترام حرية التعبير التي أصبحت جزءا من ثقافتها السياسية والتي يحق لأبناء هذه المجتمعات الدفاع عنها والتصدي لكل من يريد انتهاكها والعمل على حمايتها وتوسيعها. كما أنه لا يشك أحد في أن المجتمعـات العربية والإسلامية هي اليوم بقطع النظر عن بعض الفروق الجزئية، من أكثر المجتمعات الإنسانية تخلفا في مجال حرية التعبير بسبب أنظمة الاستبداد التي تحكمها وتهيمن عليها وهي على العموم أنظمة عميلة للقوى الامبريالية الغربية وتستعمل من جملة ما تستعمل الدين الإسلامي لخنق أنفاس شعوبها، وحرمانها من أبسط حقوقها.

ولكن تقدم المجتمعات الغربية في مجال حرية التعبير لا يبرر مطلقا التصرف باستعلاء واحتقار تجاه الشعوب العربية والإسلامية المتخلفة في ذلك المجال، فحرية التعبير لا تعني مطلقا التحريض على الكراهية والعنصرية بالإساءة إلى الآخرين بسبب معتقدهم أو جنسهم أو عرقهم أو لونهم. إن جوهر الحرية التي ناضلت من أجلها الإنسانية وقدمت تضحيات جسيمة، وهو التسامح، يتنافى مع هذه العقلية، بل هو يقضي باحترام حقوق الآخرين واجتناب ما يمكن أن يسيء إليها أو ينتهكها، كما هو الحال في ظل الاستبداد، لأن الاستبداد هو الذي يقترن عادة بالإساءة إلى الغير وانتهاك حقوقه باعتباره منقادا بروح الغطرسة والهيمنة. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، فإن أهمية هذا المبدأ تبرز في ظرفيات سياسية خاصة كالظرفية الحالية التي لا يمكن أن تخفى على صحافة تتابع الشأن الدولي. إن ما يميز هذه الظرفية الراهنة هو تعرض المسلمين إلى حملات عنصرية، وإلى عدوانات عسكرية وأعمال إبادة وتدمير، خصوصا بعد أحداث سبتمبر2001، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يثير غضبهم في مختلف أنحاء العالم ويغذي شعورهم بالقهر والإذلال. ومن شأن أي صحافة حرة ومسؤولة أن تراعي ذلك حتى لا تسهم في تغذية الكراهية بين الشعوب. ولكن الذين نشروا الرسوم المعنية لم يراعوا لا المبدأ ولا الظرفية بل فعلوا فعلتهم في سياق الحملات على المسلمين ولم يفكروا في عاقبتها وفي ما ستلحقه بهم من ضرر. وليس أدل على تعمّد الصحيفة في قضية الحال من أنها كانت رفضت سنة 2003 نشر رسم كاريكاتوري حول "مبعث المسيح" لما فيه من استفزاز لمشاعر المسيحيين وإساءة لهم.

2 – تكتل وتضامن في غير محله:

وما يثير الاستغراب حقا هو انسياق عديد الصحف الأوروبية وإن كانت في معظمها يمينية في الدفاع عن الصحيفة الدانماركية وإعادة نشر ما نشرته من رسوم تضامنا معها، وقد بررت هذه الأطراف سلوكها بـ"التمسك بحرية التعبير التي حققتها المجتمعات الغربية ذات التقاليد الديمقراطية والتعددية". ولكنها نسيت أو تناست أن هذا المنطق يكون مقبولا لو تعلق الأمر بمبحث علمي أو فلسفي أو اجتماعي أو تاريخي أو إبداع فني بحق. في هذه الحال يحق لكل الديمقراطيين في الغرب أن يتحدوا في وجه استبداد أنظمتـ"نا" و"علمائنا" و"جماعاتنا" الظلامية وسيجدوننا إلى جانبهم بكل تأكيد، لأننا نحن من ناحيتنا نناضل من أجل فك القيود المضروبة على العقول والأجسام في أقطارنا ومن أجل رفع الظلمات التي تلبد سماءنا. ولكن الأمر غير ذلك لأن الطابع الاستفزازي للرسوم التي نشرتها الصحيفة الدانماركية واضح، وحتى لو أن الأطراف التي تحرك الحملة ضد هذه الرسوم وتؤججها هي في معظمها أطراف رجعية واستبدادية، فلن يصبح من المسموح به تجاهل ذلك الطابع الاستفزازي أو طمسه والانبراء للدفاع، صفا واحدا، عن "حرية التعبير" بشكل مجرد ومطلق. فمن الممكن نقد الاستفزاز من جهة وفضح التوظيف السياسي الذي تقوم به أنظمة الاستبداد وجماعاته من جهة ثانية وربط جسور الحوار والتعاون مع شعوبنا المستبد بها من جهة ثالثة حتى يتم التعرف عليها وعلى حضاراتها وثقافاتها والاطلاع على معاناتها ليس من أنظمتها فحسب بل كذلك من الدول الغربية الامبريالية والاستعمارية.

وفوق ذلك كله، فهل أن حرية التعبير والصحافة مطلقة، وغير مقيدة بقوانين في البلدان الغربية؟ بالطبع لا. وهنا يظهر الكثير من النفاق في موقف الذين اصطفوا وراء الصحيفة الدانماركية دفاعا عن "حرية التعبير". فنحن نعرف جيدا أن الدساتير والقوانين في الغرب تجرّم كل دعوة أو تمجيد للعنصرية والكراهية والتباغض بين الأديان والأجناس. وفي هذا الإطار نعرف أن الصحافيين في البلدان الغربية يقرؤون ألف حساب وحساب قبل نشر أي مقال يتعلق مثلا باليهودية والصهيونية وإسرائيل حتى لا يقعوا تحت طائلة القوانين التي تجرّم معاداة السامية. علما وأن هذه القوانين، كما هو الحال في فرنسا والولايات المتحدة على درجة من التشدد لم تعد فيها الحدود واضحة بين معاداة السامية، وهي بالطبع جريمة، وبين نقد الصهيونية كإيديولوجيا عنصرية استعمارية، وجرائم الحكومات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، وهو حق مشروع يندرج في باب ممارسة حرية الرأي والتعبير. ولكن كون "الضحية" هذه المرة هم المسلمون، وكون هؤلاء هم اليوم المستهدفون من قبل القوى الامبريالية الغربية، ومن مصلحة الإيديولوجية الغالبة أن تظهرهم بمظهر المتطرفين والمتخلفين، فإن ذلك يخلق أرضية مناسبة للمزايدة على حسابهم باسم "حرية التعبير" وللاستعلاء عليهم، وهو في كل الحالات سلوك عنصري.

إن أي صحافة حرة بحق لا تغفل أبدا أن ممارستها للحرية تفرض عليها واجبات ومسؤوليات خاصة حتى تضمن حقوق الآخرين، على الأقل وفقا للمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، بل إن الدفاع عن حرية التعبير في وجه الحكومات المستبدة والجماعات الظلامية المتطرفة في الأقطار العربية والإسلامية يستوجب من أي صحافة حرة في الغرب ان لا تعطي ذرائع لهذه الحكومات أو الجماعات كي تستخدمها ضد هذه الحرية وأن تتجنب كل ما من شأنه أن يؤجج التباغض بين الأديان وأن تفعل كل ما في وسعها لنقد تواطؤ حكوماتهاالبورجوازية الامبريالية مع تلك الحكومات والجماعات على حساب مصالح الشعوب العربية والإسلامية. ذلك أن واقع الاستبداد في أقطارنا، لا تعود مسؤوليته إلى حكامنا فقط بل كذلك إلى الحكومات الغربية التي تدعمهم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا.

II - توظيف لمشاعر المسلمين

إن نقدنا لنشر الرسوم وإدانتها لما فيها من إيحاءات عنصرية، لا يثنينا بالطبع عن نقد ردود الفعل على هذه الرسوم في الأقطار العربية والإسلامية حتى لا نزكي ما تقوم به أنظمة الاستبداد وبعض التيارات الرجعية الظلامية التي تنطلق بدورها من مرجعية قائمة على التعصب الديني وتغذية الكراهية.

1 – السعودية والخليج: نفاق كبير

لقد تصدرت ردود الفعل كل من السعودية وعدد من بلدان الخليج علاوة على حكومة العراق التي نصّبها المحتل قبل أن تشمل بقية الدول العربية والإسلامية. ولسائل أن يسأل: هل أن ما يحرّك حكومات هذه البلدان هو فعلا الغيرة على المقدسات الإسلامية؟ جوابنا بالنفي، وإلا لماذا لم تحرك هذه الحكومات ساكنا عندما ألقى الجنود الأمريكيون، وهم يمثلون مؤسسة رسمية –لا صحيفة مستقلة- نسخا من القرآن في المراحيض بمعتقل غوانتنامو؟ ولماذا لم تحرك ساكنا والحال أن الجيش الأمريكي بالعراق ينتهك حرمة المساجد ويقتل المصلين والأيمّة، وهو يحتل اليوم بمعية الجيوش البريطانية وجيوش غربية أخرى "بلدين إسلاميين" هما العراق وأفغانستان؟ ألا يمضي الكيان الصهيوني قدما في تهويد القدس "أولى القبلتين وثاني الحرمين" وترتفع نداءات الفلسطينيين في كل يوم محذرة من أن الصهاينة يخططون لتدمير المسجد الأقصى ولا من مجيب؟ لماذا لم يظهر السعوديون والخليجيون في هذه الحالة نفس الحزم الذي أظهروه مع الدانمارك ذي الخمسة ملايين نسمة فقط؟ إن الجميع يعلم أنهم هم الذين يمولون العدوان على العراق ويدعمون محتليه ويقيمون القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيهم لتسهيل مهام الجيوش الأمريكية في المنطقة. كما أنهم يتخلون الواحد بعد الآخر عن مقاطعة الشركات الغربية التي تتعامل مع الكيان الصهيوني ويربطون بهذا الأخير علاقات في السر والعلن ولا يأبهون لا بصراخات الشعب العراقي ولا بصراخات الشعب الفلسطيني أو الشعب الأفغاني. إن كل ما في الأمر أنهم يوظفون نشر الرسوم لأغراض سياسية خسيسة. فهم من ناحية يحاولون تبييض صورتهم المهترئة بحكم خياناتهم العديدة والمتعددة وتواطؤهم المفضوح مع القوى الاستعمارية الغربية. وهم، من ناحية ثانية يريدون صرف الأنظار عن القضايا الجوهرية للعرب والمسلمين ومن بينها ما يحدث في العراق وفلسطين وأفغانستان والظهور بمظهر المدافع عن "مقدسات الأمة". وهم من ناحية ثالثة يريدون الالتفاف على الضغوط المحلية والدولية المسلطة عليهم من أجل إصلاح أنظمتهم السياسية الاستبدادية الفاسدة واحترام حقوق مواطنيهم الأساسية، والكف عن معاملتهم كرعايا. لذلك نراهم يؤججون مشاعر الكراهية تجاه "الغرب"، ولكن ليس "غرب" الشركات الاحتكارية الكبرى، أي "غرب" بوش وبلير وشيراك وبرلسكوني بل "غرب" الحريات والمكاسب الديمقراطية التي تحققت بالدماء والدموع. فعلاوة على كونهم يدوسون حرية المعتقد ويصنفون مواطنيهم على أساس معتقداتهم في الوقت الذي يطالبون فيه غيرهم باحترام المعتقدات، نراهم يتعمدون الخلط بين الحرية و"الكفر"، وبين العلمانية و"الفساد" وكأنهم يريدون أن يقولوا لشعوبهم: "هذه هي الحرية التي ينصحونكم بها" و"هذه هي الحرية التي يطالب بها الديمقراطيون في بلدانكم". ومن المفارقات أن هؤلاء المستبدين الطغاة الذين يجرّمون أي تعبير أو فكر حر ويكفرونه ويلقون بصاحبه في الجحيم ويفرضون على شعوبهم أنظمة قروسطية، نصّبوا أنفسهم "أساتذة" يعطون الدروس لشعوب البلدان الغربية في "حرية التعبير" (علما وأن الدانمارك تحتل المرتبة الأولى عالميا في مجال حرية الصحافة حسب تصنيف "مراسلون بلا حدود" ولا يمكن الحكم على صحافتها بما نشرته صحيفة "يولاندس يوستن") بل ويطالبون حكامها بسن تشريعات تضيق على هذه الحرية بعنوان "ضمان احترام المقدسات" ولكنهم بالمقابل لا يطالبون أنفسهم بسن تشريعات تجيز لمواطنيهم التمتع بقدر أدنى من حرية التعبير والاجتماع والتنظيم التي يتمتع بها المواطن في البلدان الغربية.

2 – سوريا وإيران: توظيف لتخفيف الضغوط

ولقد رأينا أنظمة عربية وإسلامية أخرى تبرز بمناسبة هذه الحادثة. ومن بينها النظامان السوري والإيراني. ففي سوريا هاجم المتظاهرون سفارتي الدانمارك والنرويج وأحرقوهما. ولنا أن نتساءل لماذا يسمح النظام السوري بمثل هذه المظاهرات العنيفة ويبيح إطلاق الشعارات المليئة بالكراهية تجاه "الغرب" في الوقت الذي نراه لا يتوانى عن الزج بأي مواطن سوري، صحافي أو مثقف أو معارض سياسي، في السجن لمجرد أنه ينتقد فساد النظام واستبداده ويطالب باحترام حقوق الشعب السوري؟ إنه التوظيف السياسي لا غير. فالنظام السوري الذي يواجه ضغوطا إقليمية ودولية كبيرة ذات أغراض استعمارية، كما يواجه أزمة داخلية، يحاول الالتفاف على ذلك باستغلال الرسوم ظنا منه أنها ستساهم في التخفيف عنه. ولكن النظام السوري نسي أو تناسى أن أضمن وسيلة لمواجهة المؤامرات الأمريكية والصهيونية هي فسح المجال أمام الشعب السوري لكي يمارس حقوقه وحريته ويمسك مصيره بيده. إن الديمقراطية هي أساس الوحدة الوطنية، أما الاستبداد فلا يولد سوى الانقسامات والتصدع وهو المنفذ الذي يتسرب منه الأعداء. ومهما يكن من أمر فإن عمر توظـيف الرسوم الساخرة قصير، وسيبقى النظام السوري يواجه هذه الحقيقة: هل أنه سيتخلى عن نهجه الاستبدادي ويعترف للشعب السوري بحقوقه الأساسية أم أنه سيمعن في ذلك النهج وبالتالي سينهار كما انهار غيره من أنظمة الاستبداد بسبب اضطرابات داخلية أو مؤامرات خارجية.

أما النظام الإيراني الذي يواجه مشكلته النووية مع واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، فإنه وجد في حادثة الرسوم فرصة للتشهير بخصومه. وقد سقط في مزايدات بدائية لا هدف منها سوى تأجيج الكراهية الدينية بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى. وبما أن الإيرانيين لا يمكنهم السخرية لا من عيسى (نبي المسيحيين) ولا من موسى (نبي اليهود) لتحريم الإسلام ذلك، فقد أثاروا واحدا من "تابوهات" الغرب وهو المحرقة اليهودية. فانبرت إحدى الصحف تنظِّم مناظرة في رسوم ساخرة لهذه المحرقة بهدف التشكيك فيها. وكأننا أصبحنا بمحضر لعبة صغار. ولكن على عكس لعبة الصغار، فإن لعبة "الكبار" هذه خطيرة الانعكاسات، إذ أنها تغذي الكراهية بين الأديان ولا تخدم في نهاية الأمر سوى من لهم مصلحة في هذه الكراهية. فالمسلمون ليست لهم أية مصلحة أخلاقيا أو سياسيا في نكران تلك المحرقة أو التقليل من خطورتها وهي واحدة من أفظع الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في التاريخ، بل إن كل مصلحتهم هي في التنديد بها وبكل الجرائم الأخرى المشابهة لها كالتي ارتكبت في حق الزنوج أو في حق الهنود الحمر وشعوب المستعمرات (الجزائر، الفيتنام...) والأرمن وغيرهم. ولا يعني التنديد بالمحرقة تنازلا للمشروع الصهيوني أو تشريعا لما ترتكبه دولة إسرائيل من جرائم شنيعة في حق الشعب الفلسطيني، بل العكس هو الصحيح، فإنكار المحرقة أو التقليل من خطورتها التاريخية يؤدي خدمة مجانية للصهاينة ويمكّنهم من مواصلة إيهام الرأي العالمي وخاصة الغربيّ منه بأن اليهود لازالوا معرضين لخطر الإبادة وبأن العرب والمسلمين يريدون القضاء عليهم وبأن ما يرتكبونه، أي الصهاينة، من جرائم في حق الشعب الفلسطيني هو من قبيل الدفاع عن النفس.

3 - نظام بن علي: توظيف لتبرير سياسة قمعية

ولا يمكننا الحديث عن ردود الفعل الرسمية دون التعرض لموقف نظام بن علي، وهو موقف يختلف عن مواقف أنظمة السعودية والخليج وسوريا وإيران وغيرها لاختلاف المصالح. فقد لازم الحذر ولم ينخرط في مزايدات ضد الدانمارك والنرويج أو في تهييج الشارع بل عمل على أن لا يتصدر الاحتجاجات وأن يهمش المسألة قدر الإمكان ويعبئ قوات البوليس في العاصمة والمدن الرئيسية ويتصدى بعنف وحشي لكل التحركات ليقتلها في المهد. وما يفسر سلوكه هذا هو أنه يريد الظهور للدول الغربية بمظهر "النظام العصري المتمدن". كما أنه يريد توظيف مظاهر العنف التي تخللت الاحتجاجات في الأقطار العربية والإسلامية الأخرى لتبرير سياسته القمعية في تونس وتقديم نفسه على أنه "حليف" الدول الغربية في "مقاومة الإرهاب والتطرف". وفوق هذا فهو لا يريد حصول أي نوع من التحركات في الشارع، لا اجتماعات ولا مسيرات ولا منشورات لأنه يعرف أن ذلك سيفتح عليه باب جهنم. وكما حصل في الماضي فإن أي تحرك سيرتد عليه ويتحول إلى فرصة للمطالبة بالحريات وللاحتجاج على الاستغلال والفساد. ولكن نظام بن علي أطلق من جهة أخرى العنان لصحافة العار والتعليمات كي تقوم بما لا يجرؤ هو على القيام به رسميا. فقد استغلت هذه الصحافة حادثة الرسوم لتشن هجوما على "الديمقراطية الغربية" وتعطي الغربيين "دروسا" في كيفية السيطرة على حرية التعبير. كما استغلتها لتشويه مناضلي الحرية في تونس وتقديمهم على أنهم "سليلو أولئك الذين نشروا الرسوم المسيئة" وبأنهم "عملاء الخارج". وتشويه العَـلمانية القائمة على فلسفة احترام المعتقدات ونبذ الإكراه في الدين.

III - نعم للاحتجاج، لا للأعمال التي تشوه المسلمين:

وبخصوص ردود فعل "الشارع" فقد بثت الفضائيات في مختلف أنحاء العالم صورا للمظاهرات في العديد من الأقطار العربية والإسلامية وفي مدن غربية كثيرة نظمتها الجاليات الإسلامية. وقد أبرزت تلك الفضائيات ما تخلل العديد من المظاهرات والتجمعات التي جرت في أقطار عربية وإسلامية، من أعمال عنف وتخريب وما صاحبها من شعارات ودعوات لمواجهة "الغرب المسيحي الصليبي" و"معاقبة" الدانماركيين والنرويجيين، وقتل رعايا الدول التي نشرت فيها الرسوم وإحراق سفاراتها إلى غير ذلك من مظاهر التطرف. وقد وجد بعض "علماء" الإسلام والتيارات السلفية الظلامية في حادثة الرسوم فرصة للظهور إلى السطح وتأجيج مشاعر الكراهية والتباغض بين الأديان في محاولة منهم لجر شعوبهم إلى صراع بين الأديان والحضارات يجدون فيه مكانهم.

وبطبيعة الحال فنحن لا ننكر شعور المسلمين بالغبن والمهانة أمام ما يتعرضون له من استفزازات وإساءات. كما أننا لا ننكر حقهم في الاحتجاج. ولكن ما ننكره هو سقوط قطاعات منهم في لعبة أنظمة الاستبداد والتيارات السلفية الظلامية التي أخرجتهم إلى الشارع للتظاهر ضد مصالحهم، ضد ما هي تحرمهم منه، وضد ما هم في حاجة متأكدة إليه لتحقيق نهضتهم وكرامتهم وهو الحريـة والديمقراطية التي تقدمها إليهم على أنها رديف لـ"الكفر والإلحاد والفساد". هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنها أخرجتهم إلى الشارع لاستعداء الشعوب الغربية التي بينت في أكثر من مناسبة أنها أقرب إليهم من أنظمة حكمهم الاستبدادية، ومن "علمائهم" الظلاميين. فهذه الشعوب هي التي خرجت بالملايين إلى الشارع عام 2003 للتنديد بالحرب على العراق. وهي التي لا تزال تخرج إلى اليوم للاحتجاج على الحرب ولمناصرة الشعوب المقهورة ومنها الشعوب العربية والإسلامية. كما أن القوى الديمقراطية والتقدمية لهذه الشعوب كانت ولا تزال أهم سند للقوى الديمقراطية والتقدمية في بلداننا. فبأي حق ترفع نداءات مطالبة بعقوبات جماعية أو الاعتداء على أطراف لا تتحمل مسؤولية نشر الرسوم الساخرة أو الدعوة للقتل؟ ألم يبين سبر الآراء أن أغلبية الشعب الدانماركي تعارض نشر تلك الرسوم؟ إن التناقض الرئيسي ليس مع الشعب الدانماركي ولا مع الشعوب الأوروبية والغربية عامة وإنما هو مع الامبريالية وفي مقدمتها الامبريالية الأمريكية التي تضطهد شعوبنا وتسحقها كما تضطهد شعوب العالم الأخرى بما فيه شعبها هي وتسحقه. ومن يريد حقا المواجهة فما عليه إلا مواجهة العدو الحقيقي للشعوب العربية والإسلامية.

وفوق ذلك من تخدم مظاهر العنف ودعوات القتل والحرق؟ أليست كلها تصب في خانة ما تريد الإيديولوجيا الامبريالية العنصرية ترويجه من خلط بين الإسلام من جهة والإرهاب والتعصب والتطرف من جهة أخرى وإظهار المسلمين بمظهر "المتوحشين"؟ وبعبارة أخرى أليست تلك الأعمال تمثل إساءة إلى الإسلام والمسلمين الذين تزعم أنظمة الاستبداد و"علماؤه" خدمتها؟ إن الإدارة الأمريكية لا يمكنها إلا أن تُسَرّ بمجريات الأزمة الحالية. فهي قلقة جدا من العداء المتنامي في أوروبا لسياساتها العدوانية في العالم وخصوصا في الشرق الأوسط. وهذا القلق يساور أيضا حكام إسرائيل الغاصبين والعنصريين إذ أن الرأي العام الأوروبي انقلب عليهم في السنوات الأخيرة ولم تعد تنطلي عليه مغالطات الصهاينة وهو يظهر تعاطفا كبيرا مع الشعب الفلسطيني. وبالطبع فإن هذين الطرفين لا يمكنهما إلا أن يشعرا بالغبطة والارتياح لتنامي مظاهر الكراهية بين الشعوب الأوروبية من جهة والشعوب العربية والإسلامية من جهة أخرى. كما أن من مصلحتمها انتشار دعوات القتل والاعتداء على الدانماركيين والأوروبيين لتبرير ما يروجانه من أنهما في العراق وأفغانستان وفلسطين يقومان بـ"مهمة حضارية" وهي "التصدي للإرهاب والتطرف الأصولي" وحماية "الحضارة الغربية". بل إن الحكومة الإسرائيلية وجدت في ما حصل متنفسا لتعلن رفضها قبول فوز "حركة حماس" في الانتخابات الفلسطينية بدعوى أنها "متطرفةّ و"إرهابية".

وأخيرا وليس آخرا، أليس من واجب المسلمين أن يتساءلوا: لماذا تدفع بهم بعض أنظمتهم اليوم إلى الاحتجاج وهي تواجههم بالبطش والقمع حين يحاولون الاحتجاج عليها ويطالبون بحقوقهم؟ ولماذا لا يدعوهم "علماؤهم" الجهابذة و"مشايخهم" الوقورون الذين يؤججون مشاعرهم ضد الدنماركيين والنرويجيين إلى الخروج إلى الشارع احتجاجا على أنظمتهم التي تستبد بهم وتستغلهم وتدوس كرامتهم؟

خلاصة القول إن التوظيف هو الذي غلب على ردود فعل الشارع في الأقطار العربية والإسلامية، وبقيت القضايا الحقيقية لشعوبها مهمشة. فهذه الشعوب بعضها يعاني من الاحتلال المباشر (العراق، أفغانستان، فلسطين) ومعظمها واقع تحت نير دكتاتورية محلية عميلة وفاسدة. وهي في كلتا الحالتين محتاجة إلى الانعتاق والتحرر وإلى مسك مصيرها بيديها. كما أنها محتاجة إلى دعم كافة شعوب العالم وقواه الديمقراطية والتقدمية لأنها جميعا تواجه نفس الأعداء. وليس من مصلحتها أن تنساق في متاهات لا مصلحة لها فيها. وبصورة أوضح فإن الإطار الحقيقي الذي ينبغي على الشعوب العربية والإسلامية أن تضع فيه قضية الرسوم ليس هو إطار الصراع بين الأديان أو الصراع بين "شرق" و"غرب" وإنما هو إطار الصراع مع الامبريالية العالمية وعملائها المستبدين الطغاة. ومتى فهمت شعوبنا هذه الحقيقة فإنها ستكون قادرة على الدفاع عن ذاتيتها وهويتها وعن حقها في الحرية والديمقراطية والتقدم لتلتحق بركب المجتمعات المتطورة وتتحرر من القهر والعبودية وتربط الجسور مع الشعوب الأخرى في إطار أممي مؤسس على الاحترام والتعاون ونبذ الكراهية والأحقاد.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى 28 لأحداث 26 جانفي 1978
- لنلتحم بالشعب ونفك العزلة
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس
- بن علي يخضع جميع الموظفين لشبه مراقبة إدارية
- المنتديات الاجتماعية، إجابة العصر المنقوصة
- الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه
- دفاعا عن الرابطة وعن استقلالية العمل الجمعياتي وحريّته
- النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على ا ...
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد
- لا مستقبل لشباب تونس في ظل الدكتاتورية
- رائحة أزمة نقابية!
- كلمة الرفيق حمه الهمامي في ندوة بروكسيل حول -الشراكة الأوروم ...
- بيان مشترك حول تفجيرات لندن
- مرة أخرى:لا خلاص للعمال إلا بالوحدة والنضال


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حزب العمال التونسي - الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغربية والتوظيف الرجعي